صحف أوروبا تواكب قمة العشرين

تنوعت اهتمامات الصحف الأوروبية ما بين ملفات دولية وأخرى إقليمية واهتمت الصحف بالقمة التي استضافتها هامبورغ الألمانية لقادة دول مجموعة العشرين والاحتجاجات التي عرفتها القمة وأيضا اللقاء الذي جمع كلا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة، إلى جانب ملف الأزمة التي تواجهها إيطاليا في تدفق المزيد من المهاجرين عبر المتوسط وأيضا ملف الأوضاع في ليبيا وسوريا.
ونبدأ بالصحف الألمانية ونقلت صحيفة «دير تلغراف» عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قولها إن الاحتجاجات العنيفة غير مقبولة، عقب الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، التي أسفرت عن وقوع مئات الجرحى من الجانبين. وشكرت ميركل القوى الأمنية على عملها «الصعب» خلال انعقاد القمة وعبرت عن دعمها الكامل لهم. وقالت إنها تتفهم تماماً المظاهرات السلمية، لكن المظاهرات العنيفة تضع حياة البشر في خطر، وتضع حياة الناس أنفسهم موضع خطر، وحياة عناصر الشرطة والقوى الأمنية أيضاً، إلى جانب السكان، لذلك فهي غير مقبولة.
وننتقل إلى باريس والصحف الفرنسية وعنونت صحيفة «لوفيغارو» مقالا لها بـ«ترمب – بوتين وجها لوجه في عمق الأزمات»، حيث كتب نيكولا باروت، الموفد الخاص للصحيفة إلى مدينة هامبورغ الألمانية، عن اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين وتناولهما مختلف الملفات التي تعرف توترات بين الطرفين، فالرئيسان حاولا التوفيق بين وجهات نظرهما بشأن الأزمات الحالية.
والجديد بحسب الكاتب هو إعلان واشنطن وموسكو إبرام وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا اعتبارا من يوم أمس الأحد، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نقلا عن الكاتب أنه تواجد بالعاصمة الأردنية عمان خبراء أميركيون وروس وأردنيون واتفقوا على مذكرة تفاهم لإنشاء منطقة لتخفيف التصعيد تضم مناطق درعا والقنيطرة ويقول الكاتب إنها ليست أول محاولة لوقف إطلاق النار في سوريا إذ لا تزال روسيا تدعم عسكريا حكومة الأسد بحسب وصفه مما يجعل الحل في سوريا هشا في الوقت الراهن.
وكتب فريديرك بوبان في صحيفة «لوموند» عن المكانة السياسية الهامة التي أصبح المارشال حفتر يحتلها في ليبيا بعد نجاحه في السيطرة الكاملة على مدينة بنغازي، سيطرة لاقت الترحيب من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا والسفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت الذي وصف نقلا عن الكاتب عملية السيطرة بالأمل وخطوة نحو السلام في ليبيا. فتصريح السفير البريطاني بحسب الكاتب لاقى انتقادا كبيرا من قبل خصوم حفتر المتمركزين خاصة في مدينة مصراتة وطرابلس.
وإلى ملف تدفق المهاجرين على السواحل الإيطالية ومطالب روما بتضامن أوروبي معها كتب جون بيار ستروبون في صحيفة «لوموند» عن اتهامات إيطالية جديدة جاءت على لسان النائب الإيطالي بالاتحاد الأوروبي عن حزب الخضر ماركو فرونتي الذي طالب الدول بمتابعة حرس السواحل الليبية المتهمين بعمليات التهريب وإطلاق النار على المهاجرين بدل مهاجمة المنظمات الحكومية التي تقوم بإنقاذ المهاجرين في عرض البحر المتوسط.
وأضاف الكاتب نقلا عن تقرير لمنظمة العفو الدولية يؤكد حدوث تدخلات لوحدات حرس السواحل الليبية تهدد حياة المهاجرين ووجود علاقة بين هذه الوحدات والمهربين خصوصا أن هذه الوحدات يتم تدريبها وتجهيزها من قبل الاتحاد الأوروبي.
وأخيرا في بروكسل اهتمت الصحف البلجيكية بالقمة التي انعقدت بين الاتحاد الأوروبي واليابان وذكرت صحيفة «ستاندرد» اليومية أن الاتفاق الذي جرى التوصل بشأنه للتعاون والشراكة بين الجانبين هو أهم وأكبر اتفاق تجاري ولم يسبق له مثيل.
وعلى صعيد متصل، كان الأسبوع الماضي، في تغطية الإعلام الأميركي، هو أسبوع الرئيس دونالد ترمب في قمة العشرين. كالعادة، منذ أن صار ترمب رئيسا، صار يغطي أخباره بنفسه في تغريداته اليومية تقريبا (أحيانا 10 في اليوم). لكن، طبعا، تظل التغطية الإعلامية هي الأهم.
ليست جديدة افتتاحيات صحف رئيسية تنتقد سياسات ترمب الخارجية. وهذه المرة، اهتمت الافتتاحيات بلقاء القمة بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بالإضافة إلى الافتتاحيات المكتوبة، ينشر كثير من الصحف الأميركية رسوما كاريكاتيرية سياسية تعبر عن آرائها. هذه بعضها:
نشرت صحيفة «ميركوري نيوز» (ولاية كاليفورنيا) رسما كاريكاتيريا يظهر فيه ترمب يقدم لبوتين صندوق اقتراح فارغا لانتخابات العام القادم. قال ترمب لبوتين: «هذه هديتي لك من أميركا يا فلاديمير» (إشارة إلى اتهامات تدخل روسيا في انتخابات العام الماضي، وعدم تأييد ترمب لهذه الاتهامات).
ونشرت صحيفة «تامبا باي» (ولاية فلوريدا) رسما كاريكاتيريا يظهر فيه ترمب يصافح بوتين أمام لافتة مكتوبة باللغة الروسية. وسأل ترمب: «ماذا تعني اللافتة؟» وأجاب بوتين: «نفذنا العملية» (إشارة إلى شعار أميركي، يوضح هنا أن بوتين حقق هدفه بالتدخل في الانتخابات الأميركية ليفوز ترمب).
ونشرت صحيفة «فلادلفيا انكوايار» رسما كاريكاتيرا يظهر فيه ترمب وبوتين يتناولان وجبة طعام. والطبق الرئيسي غزال مكتوب عليه «أوكرانيا». يقطع بوتين الغزال، ويقدم قطعة إلى ترمب، ويقول له: «تذوقها، لحم طري، أنا اصطدت الغزال بنفسي» (إشارة إلى غزو روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، وإلى دعم روسيا للمعارضة الأوكرانية المسلحة في شرق أوكرانيا).
ونشرت صحيفة «مينابوليس ستار» (ولاية منيسوتا) رسما كاريكاتيرا يظهر فيه ترمب وبوتين يجلسان جنبا إلى جنب، ويفكران: فكر بوتين: «انتصرت عليه»، وفكر ترمب: «انتصر علي».
ونشرت صحيفة «ديترويت نيوز» (ولاية ميشيغان) رسما كاريكاتيريا يقول فيه ترمب لبوتين: «إذن ستتدخل في الانتخابات الرئاسية القادمة، أرجوك أن تجعلني أفوز بالولايات، وأيضا بعدد الذين صوتوا» (إشارة إلى أن ترمب في انتخابات العام الماضي فاز بالكلية الانتخابية للولايات، لكن، فازت هيلاري كلينتون بأصوات الناخبين بفرق 3 ملايين صوت تقريبا).
ونشرت صحيفة «كولمبس ديسباتش» (ولاية أوهايو) رسما كاريكاتيريا فيه ترمب عملاق، وبوتين قزم. تمتد ربطة عنق ترمب على الأرض، ويقف عليها بوتين، وهي مثل السجادة الحمراء لاستقبال كبار الزوار، ويظهر ترمب العملاق، وهو يصافح ترمب، ويقول له: «حسنا أن نعرف حجم كل واحد منا».
رغم كل هذه الانتقادات في الافتتاحيات، وفي الرسوم الكاريكاتيرية، يوم أمس، وبعد عودته من أوروبا، غرد ترمب مرات كثيرة في موقع «تويتر»، وغطى بنفسه جولته. كتب: «عدت من أوروبا بعد جولة ناجحة...» وكتب: «تفاوضت مع بوتين حول وقف إطلاق النار في سوريا...». لا بد أن ترمب سيظل يغطي نفسه بنفسه، بصرف النظر عما تكتب الصحف وما يرسم فنانو الكاريكاتير.