معارك بنغازي الجديدة تخلّف 12 قتيلاً... وطرابلس تعيش هاجس الميليشيات

البعثة الأممية قلقة إزاء تقارير عن حشد للجماعات المسلحة حول العاصمة

TT

معارك بنغازي الجديدة تخلّف 12 قتيلاً... وطرابلس تعيش هاجس الميليشيات

أعلن الجيش الوطني الليبي أمس أنه لا يزال يطارد فلول المتطرفين في مدينة بنغازي، حيث سيطرت قواته على كامل مستشفى الجمهورية، وشارع التحليل في منطقة سيدي أخريبيش شمال بنغازي.
وأعلن مسؤولون عسكريون وطبيون عن مقتل 12 فرداً من قوات الجيش، وإصابة 35 آخرين في قتال اندلع في بنغازي، رغم إعلان المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، يوم الأربعاء الماضي الانتصار على الجماعات المسلحة وتطهير المدينة بالكامل.
وأعلنت القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش أن سرية توفيق الحاسي، نفذت أمس عملية مطاردة في أحياء أخريبيش وأزقته للبحث عن بقايا الجماعات الإرهابية. فيما قال ميلود الزوي، المتحدث الرسمي باسم قوات الصاعقة، إنها تمكنت بقيادة آمرها العميد ونيس بوخمادة من اعتقال خمسة إرهابيين، وقتل 9 آخرين خلال عملية تحرير المستشفى ومحيطه بالكامل، موضحاً أن قواته فرضت سيطرتها على الفندق البلدي وفندق النوران ومناطق أخرى في منطقة سيدي أخريبيش.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه قوات موالية للجيش الوطني، الذي يتزعمه حفتر، تطهير الجيوب الأخيرة للمسلحين في حي الصابري، الذي يعد آخر حي لا يزال تحت سيطرة جماعات مناوئة له. لكن القتال لا يزال مستمراً في مجموعة من شوارع الصابري، حيث توقفت قوات الجيش الوطني عن استخدام المدفعية الثقيلة بداخلها بهدف تقليل مخاطر سقوط ضحايا بنيران صديقة، بسبب ضيق المنطقة التي يقاتلون داخلها.
وقال الزوي، المتحدث باسم قوات الصاعقة التي تتقدم القتال، إن قواته حررت عشرة سجناء كانوا محتجزين لدى أعدائهم خلال زحفهم في الصابري، بينما قال مسؤولون في الجيش الوطني إن خمسة على الأقل من مناوئي الجيش قتلوا، فضلا عن اعتقال 11 آخرين، ستة منهم ليبيون وأربعة من مصر وتونسي.
في غضون ذلك، أعربت بعثة الأمم المتحدة عن انزعاجها إزاء تقارير عن حشد للجماعات المسلحة حول العاصمة طرابلس، وذكرت، في بيان مقتضب لها، كل الأطراف بممارسة واجبهم في حماية المدنيين بموجب القانون الدولي، مؤكدة دعمها للحوار السياسي والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج.
وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا قد أعربت عن قلقها البالغ إزاء التحركات العسكرية لمواكب الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني، التي يقودها خليفة الغويل من مدينة مصراتة نحو الضواحي الجنوب غربية والشرقية للعاصمة طرابلس، في بادرة قالت إنها تنذر بتصعيد جديد لأعمال العنف والاشتباكات المسلحة، وتشكل أيضا تهديداً وخطراً كبيرين لسلامة وحياة المدنيين وأمنهم في العاصمة طرابلس.
وكشفت لقطات مصورة، تم تداولها أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، النقاب عن وجود 350 آلية مسلحة تابعة لإحدى الميليشيات الموالية لحكومة الغويل، عبرت الطريق الساحلي في مدينة الخمس متجهة غرباً نحو العاصمة. كما تحدثت مصادر محلية عن جهود وساطة بين مصراتة وطرابلس لنزع فتيل الأزمة، وتجنيب العاصمة جولة جديدة من المواجهات المسلحة الدامية بين ميليشيات الغويل والميليشيات التابعة لحكومة السراج.
بدوره، حث المجلس الأعلى للدولة على ضرورة اضطلاع المجلس الرئاسي لحكومة السراج بمهامه لفرض هيبة الدولة، وبسط سيادة القانون في كل المدن الليبية. وطالب المجلس في بيان له كل العقلاء من كل المناطق بمنع «المغامرين من الزج بالبلاد في دائرة العنف والفوضى، وإجهاض جهود المصالحة والوفاق والاستقرار». كما أعرب المجلس عن قلقه مما وصفه بالتطورات الأمنية غير المسؤولة التي تهدد أمن العاصمة طرابلس من قبل مجموعات مسلحة «خارجة عن القانون»، بالتزامن مع هجوم شنه تنظيم داعش، وما أسماه بـ«عصابات الكرامة».
من جهة أخرى، أعلنت كتيبة «سبل السلام»، التابعة للجيش الوطني، أنها أغلقت الحدود الليبية في الجنوب الشرقي من ناحية مدينة الكفرة لمنع تهريب موارد الدولة، حيث أكد آمر الكتيبة أن المهلة التي فرضت قد انتهت بشكل رسمي لإغلاق الحدود مع دول الجوار، معتبراً أن هذه الخطوة تأتي للحفاظ على موارد الشعب الليبي، وعدم العبث بمقدراته مع دول الجوار، وذلك بعد كثرة حالات التهريب عن طريق الكفرة.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.