غادة عبد الرازق: جزء من شخصيتي في كل دور أؤديه

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تتمنى تقديم شخصية كليوباترا أو شجرة الدر

غادة عبد الرازق («الشرق الأوسط»)
غادة عبد الرازق («الشرق الأوسط»)
TT

غادة عبد الرازق: جزء من شخصيتي في كل دور أؤديه

غادة عبد الرازق («الشرق الأوسط»)
غادة عبد الرازق («الشرق الأوسط»)

غادة عبد الرازق فنانة مصرية، تتمتّع بالإضافة إلى موهبة التمثيل بشخصية مميّزة وحضور لافت. بدأت موهبتها الفنية في أوائل الألفية مع الراحل نور الشريف في مسلسل «عائلة الحاج متولي»، لتقدّم بعدها شخصية المرأة الأجنبية اليونانية مع الراحل محمود عبد العزيز في «محمود المصري»، ثم توالت مشاركات البطولة الجماعية في الدراما، لتصعد إلى البطولة المطلقة بـ«مع سبق الإصرار»، و«حكاية حياة» إلى «السيدة الأولى»، ثم «الخانكة»، كما قدمت كثيرا من الأفلام، منها «حين ميسرة»، و«اللي اختشوا ماتوا»، ثم «ليلة البيبي دول»، وآخر ما قدّمته هذا العام كان مسلسل «أرض جو».
في لقاء «الشرق الأوسط» مع الفنانة المصرية، وصفت شعورها بعد تحقيق مسلسل «أرض جو»، نسب مشاهدة عالية بأنّه: «شعور رائع بالنجاح والرضا على ما قدّمته للجمهور، فقلما ينجح مسلسل ويحظى بصدى إيجابي من حلقته الرابعة، وهذا ما فعله أرض جو». وأضافت أنّ عوامل نجاح مسلسل «أرض جو» كانت: «بداية من السيناريو الجيّد لمحمد عبد المعطي، والرؤية الإخراجية لمحمد جمعة، ومناقشة المسلسل قضية لم تُعالج درامياً مطلقاً، وهي قصّة اختطاف طائرة من قبل تنظيم إرهابي، وأعتقد أنّ لطاقم عمل المسلسل دورا كبيرا في نجاحه؛ فكل منهم قام بدوره على أكمل وجه».
وتابعت غادة أنّ المخرج محمد جمعة هو من رشحها لتأدية شخصية سلمى، بطلب من الكاتب محمد عبد المعطي، وتابعت: «قرأت السيناريو وأعجبني بشدّة وقبلت المسلسل».
أمّا بخصوص البطولة النسائية وتقبّل المشاهد العربي لها، فقالت: «أعتقد أنّ البطولة النسائية ليست جديدة عليّ، وأعمالي السابقة تشهد بذلك، وأعتقد أنّ الأهم بالنسبة للمشاهد العربي هو القضية التي يتناولها المسلسل، والقصة تقود المشاهد، فلو كان بطل القصّة امرأة ستكون البطولة نسائية والعكس صحيح، فقد جذبت قوة حبكة المسلسل الدرامية وصدق أداء أبطاله، المشاهد». ونوّهت بأنّ: «الأعمال الدرامية مثل (حكاية حياة) و(الخانكة) و(زهرة وأزواجها الخمسة)، و(سمارة)، تختلف عن السينما اختلافاً كلياً، فمصطلح (نجمة شباك) نستخدمه في السينما فقط، أمّا بالنسبة للأعمال الدرامية فمعدل مشاهدات مسلسلاتي دليل كافٍ على نجاحي، وهو سرّ إقبال الناس عليه. والحمد لله أنّ المسلسل قد أعجبهم، ونهايته غير المتوقّعة صدمت المشاهدين وغيّرت بالتالي وجهة نظرهم، في ذكاء النساء وأثبتت كيدهنّ، حين غيّرت سلمى خيوط اللعبة تماماً في نهاية المسلسل».
واستطردت الفنّانة عبد الرازق: «خطف الطائرة كان المشهد الأصعب في المسلسل». موضحة أنّها لا تستطيع تصوّر شعورها في حال شهدت عملية خطف حقيقية لطائرة. وأكملت: «دوري كمضيفة طيران اقتصر على جزء من حلقات المسلسل، فلم يكن الأمر يستحق عناء أخذ دورات في ضيافة الطيران لتأدية الدور، كما أنّ سفري المتواصل ورؤيتي للمضيفات كان كافياً لتقمّص الشخصية، ولكنّنا في الوقت نفسه استعنّا بمتخصصين في مهنة الضيافة الجوية، وذلك في المشاهد الرئيسية والصعبة فقط».
وتحدّثت عبد الرازق عن شخصية سلمى قائلة: «كل شخصية أقوم بها لا بدّ أن يكون منها شيء يشبهني، وأرى أنّها تمثّل نوعاً نسائياً موجوداً حالياً في مجتمعاتنا المصرية، وهي المرأة التي تحمل عاتق أسرتها على كتفها وتفعل المستحيل من أجلها». وأضافت: «صُوّرت مشاهد الطائرة وعملية الاختطاف في القرية الذكية بمصر، وبالنسبة للتحضير للمسلسل والجاهزية لأداء الشخصية فلم يأخذا كثيراً من الوقت، فإنّ الأمر لم يكن صعباً، فتقمّص الشخصية احتاج فقط لهدوء أعصاب في لحظات معيّنة».
وردا على سؤال عن أعمالها الفنّية والسينمائية المقبلة واختيارها للأدوار، أجابت: «أستعد لفيلم (ورقة توت) للكاتبة شهيرة سلام، والمخرجة منال الصيفي، وفيلم (أهل العيب) للكاتب والسيناريست تامر حبيب، والمخرج هادي الباجوري. أما بالنسبة لاختيار الأدوار فأبدأ بالسيناريو ثم الشخصية التي أقوم بها، ولو أعجباني، أتحدّث مع المخرج، وأرى وجهة نظره في العمل، فالنص المقدم لي هو ما يشجعني على قبول أو رفض الشخصية التي أجسدها، ثم أبدأ بتجهيز نفسي لتقمص الشخصية».
أمّا عن المنتقدين لها ولأعمالها فردّت عبد الرازق: «بخصوص من ينتقدونني ويسيئون إليّ؛ فتحقيق مسلسل (أرض جو) لنسب مشاهدة عالية هو أبلغ ردّ عليهم وليس أنا، وأن يتابع الجمهور مسلسلي، فهذا هو النجاح بالنسبة لي. وعن اتهام مسلسل (أرض جو) بأن التتر مسروق من أحد الإعلانات، فهذا جزء من الهجوم على المسلسل؛ لأنّ في التتر مكتوب أنّه مستوحى من إعلان لشركة طيران، وهو أمر طبيعي لكي تكون هناك مصداقية».
وعن طموحات غادة عبد الرازق المستقبلية في أن تمتهن مهنة غير الفنّ، قالت: «أنا ممثلة، ومن الأفضل لي أن أقوم بشيء أفهمه وأتقنه، ويتقبّلني الجمهور فيه، فهذا أفضل من أن أقوم بشيء ليس من تخصّصي».
وعن أمنياتها المستقبلية والشخصية التي ترغب في تقديمها، قالت عبد الرازق: «من أمنياتي أن أقدم شخصية تاريخية، ولماذا لا أقدّمها؟ فكما قلت سابقاً الأزمة عندنا هي أزمة نصوص جيدة تصلح لتحويلها لعمل درامي، فلو قدمت لي سأجسدها بشكل مختلف، فالتاريخ العربي والإسلامي مليء بالشخصيات التاريخية لسيدات حكمن العالم، منهنّ شجرة الدر، وكليوباترا، وبلقيس، وهدى شعراوي، والأمثلة على ذلك كثيرة وتاريخنا العربي مليء بنماذج لسيدات فرضن شخصيتهن على الرجال وطوّعن الدنيا لهن بحكمتهن، وحسن التدبير والذكاء والنفوذ».
وعن الحب أفادت عبد الرازق بأن لا حب جديد في حياتها، وأكملت: «أنا أهتم بعملي فقط، وأشارك جمهوري من المعجبين بي والمحبين، لحظاتي الاجتماعية الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي كـ(إنستغرام)، ولا يوجد ما أخجل منه أو أخفيه عنهم، فابنتي وحفيدتي هما كل حياتي، وأحب أن أقضي وقتي معهما».
أما عن رأيها في برامج اكتشاف مواهب التمثيل ومشاركتها في «آراب كاستينغ»، فقالت: «برنامج (آراب كاستينغ) هو برنامج لاكتشاف المواهب الفنّية والتمثيلية الجديدة، وهو تجربة ممتازة تساعد الطاقات الشبابية في الظهور، واستطاع أن يخرج كوادر فنّية شابة، وسعدت بمشاركتي فيه، وأتمنى استمراره».



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)