متطوعون يكسون حارات عشوائية في مكة بالألوان والزهور

«شباب الفانوس» يزينون الأحياء الشعبية بجهود ذاتية

شباب الحارة ينفذون لوحة خط عربي للتهنئة بالعيد (شباب الفانوس) - تزينت جدران احدى حارات مكة بالألوان والصور - من مبادرات شباب الفانوس الترفيه عن الاطفال - شاب يطلي إحدى النوافذ
شباب الحارة ينفذون لوحة خط عربي للتهنئة بالعيد (شباب الفانوس) - تزينت جدران احدى حارات مكة بالألوان والصور - من مبادرات شباب الفانوس الترفيه عن الاطفال - شاب يطلي إحدى النوافذ
TT

متطوعون يكسون حارات عشوائية في مكة بالألوان والزهور

شباب الحارة ينفذون لوحة خط عربي للتهنئة بالعيد (شباب الفانوس) - تزينت جدران احدى حارات مكة بالألوان والصور - من مبادرات شباب الفانوس الترفيه عن الاطفال - شاب يطلي إحدى النوافذ
شباب الحارة ينفذون لوحة خط عربي للتهنئة بالعيد (شباب الفانوس) - تزينت جدران احدى حارات مكة بالألوان والصور - من مبادرات شباب الفانوس الترفيه عن الاطفال - شاب يطلي إحدى النوافذ

أزقة في حارة صغيرة ضيقة طليت جدرانها ودرجاتها باللون الأزرق المبهج، وزينت بأصص الزرع والورود، وبعضها حمل لوحات جميلة بالخط العربي، هي صور التقطت في عدد من حارات مكة المكرمة بحي المسفلة القريب من الحرم، وتدل على جهد لتجميل الأماكن المهملة التي تنتظر دورها في عملية الإزالة، ضمن مشروع تطوير المدينة المقدسة.
اللمسات الجمالية التي جذبت اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام أيضاً هي نتاج جهد مجموعة من المتطوعين الشباب من سكان الحارات الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «شباب الفانوس». وعبر حساب واحد فقط على موقع «إنستغرام»، وضع «شباب الفانوس» بعض الصور التي تروج لعملهم في تنظيم الحفلات والتصوير، إلى جانب صور لأعمالهم التطوعية في حارات حي المسفلة بمكة.
مؤسس المجموعة عبد الله البني، الذي كون مجموعة من المتطوعين لخدمة سكان منطقتهم في مكة، يروي لـ«الشرق الأوسط» بدايات «شباب الفانوس»: «بدايتنا كانت في المراكز الصيفية التي تقام لشغل فراغ الشباب في العطلة الصيفية، هناك تعارفنا وبدأنا في التطوع لتنظيم الدورات الصيفية القريبة من أحيائنا. ومع نهاية الإجازة، فكرنا في استغلال وجودنا معاً للقيام بمجهودات تطوعية لخدمة المجتمع، حددنا أهدافنا وبدأنا، وها نحن بعد 4 أعوام من تلك اللحظة».
المجموعة تضم عدداً كبيراً من المواهب، مثل التصوير والإخراج وتنظيم الحفلات، وقد استغل الشباب هذا في التطوع في تنظيم المهرجانات واللقاءات الخيرية والاحتفالات باليوم الوطني، التي تحتاج لمصورين ومنسقين ورسامين وغيرها من المهارات. ويشير البني إلى أن تلك النشاطات تخدم أكثر من هدف: «نريد أن ندخل الفرحة والسرور على قلوب الناس، وفي الوقت نفسه نفرغ طاقاتنا في أشياء نافعة».
تجميل الأحياء وطلاؤها وتنظيفها فكرة لفتت الكثيرين لمجهودات «شباب الفانوس»، يشرح البني أنها بدأت من أزمة بيئية حدثت مع إضراب لعمال النظافة ترك الحارات تعاني من النفايات: «تطوعنا لتنظيف وغسل الحارات وتجميلها، وأصبح ذلك طقساً سنوياً نحرص عليه».
ويشير البني إلى أن عدد المجموعة ليس كبيراً، وهو ما يجعل حجم مجهوداتهم يقتصر على الحارات التي يعيشون فيها، ويشكو من أن الأعمال التطوعية لا تدوم: «كثيرون تشغلهم أمور الحياة، ويتوقف عطاؤهم. هدفنا وأمنيتنا أن نقدم كل ما نستطيع تقديمه، وأن نضيف لمجموعتنا من يرغب من الشباب، وألا نتوقف».
أسأله عمن يتحمل مسؤولية الإنفاق على مبادرات المجموعة، فيقول إنهم حالياً يدعمون أنفسهم ذاتياً: «بحثنا في كيفية توفير الدعم، لا يمكننا أن نرغم المتطوعين على التبرع المالي، وقررنا استغلال المواهب التي يملكها الفريق لتكوين مجموعات لتصوير الحفلات والأفراح، وما نجنيه من ذلك ننفقه على المبادرات التي نقوم بها».
ويشير البني إلى نقطة هامة في مبادرات تجميل حواري حي المسفلة، وهي أن الأحياء عشوائية، وهي في طريقها لأن تزال، ضمن خطة التطوير العمراني لمكة المكرمة، ويضيف: «البعض يستغرب من أننا نبذل مجهوداً في تجميل وتنظيف حارات في طريقها للهدم، ولكني أقول إنه مشروع لن يحدث قبل أعوام، ونستطيع خلال ذلك الوقت أن نغير من صورة الحواري العشوائية في أذهان الناس. هناك نقطة أخرى، وهي أن سكان الحارات لا يعترضون على مجهوداتنا، ولكني أحلم بأن نخرج عن ذلك النطاق، وأن نلون الشارع المتجه من حارتنا للحرم المكي، وأن نستطيع تلوين حي الإسكان القريب من الحرم، وأن نجعله «مدينة من الألوان»، ولكن ذلك مجرد حلم». ويشير إلى أن كثيراً من الحارات المكية يزورها المعتمرون والحجاج، وهو ما يزيد من أهمية عمليات التجميل والتنظيف، «كثير من المعتمرين والحجاج يمرون بحارتنا، في رمضان يفطرون معنا، ويصلون في مساجد الحي».
فكرة خدمة المجتمع تبدو في المقام الأول لدى المجموعة، فهم يرفضون أن يقوموا بجهودهم في تزيين الشوارع بشكل خاص، يقول البني: «نتلقى كثيراً من الطلبات من أفراد يطلبون منا تزيين شارعهم أو خارج بيوتهم، ولكننا نرفض ذلك».
ولكن «شباب الفانوس» يخرج عن نطاق الحي في عيد الفطر، حيث يذهبون لمسجد العيد لإدخال البهجة على المصلين. ويشير باسم نواب، الذي يعتبره الفريق المتحدث الإعلامي، إلى أن الفريق يفعل ذلك بالتنسيق مع إدارة الجامع لنشر السعادة بين الأطفال. ويقوم أفراد المجموعة باستقبال المصلين بالبخور والتمر والعطور، ويقيمون طاولات على مخارج المصلى، توضع عليها بعض الحلويات المكية الشهيرة وحلوى للأطفال، كما يقوم عدد منهم بارتداء ملابس شخصيات أفلام الكارتون، مثل ميكي ماوس، للتصوير مع الأطفال، وتوزيع البالونات عليهم: «بدأنا بـ400 بالون، وفي العيد الفائت وزعنا ألف بالون».
ويشير نواب إلى أن هدف «شباب الفانوس» هو تغيير مفهوم الأحياء العشوائية، وأن يكون عملهم تحت مظلة رسمية، ويقول: «أعمل لتوصيل صوتهم والتعريف بهم»، ويضيف أيضاً أن الفريق الذي بدأ عمله منذ بضع سنوات اعتمد على المجهودات الشخصية.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.