المثلجات تنشط مزاج الإنسان أكثر من الشوكولاته

المثلجات تنشط مزاج الإنسان أكثر من الشوكولاته
TT

المثلجات تنشط مزاج الإنسان أكثر من الشوكولاته

المثلجات تنشط مزاج الإنسان أكثر من الشوكولاته

أكدت دراسة نمساوية طبية نشرت أمس، ما سبق تداوله بأنّ المثلجات تجعل الإنسان سعيداً وبأنّها تنشط المزاج والحالة النفسية بدرجات تفوق أثر الشوكولاته أو الزبادي بالفواكه كما تضاعف من الإحساس بـ«الرفاهية» وتقلل الإحساس بالتوتر والإرهاق.
من جانب آخر لم تغفل الدراسة حقيقة أنّ «الآيس كريم» أو «الآيس» كما يسميه النمساويون وهو أكثر أنواع المثلجات انتشاراً كما أنّه الأكثر احتواء على نسب عالية من الدهون قد تفوق 10 في المائة من مكوناته بالإضافة للحليب والسكر، وهو يعتبر قنبلة مليئة بالسعرات الحرارية، ولا بد من الاحتراز عند تناوله بكثرة.
إلى ذلك تطرقت الدراسة التي أشرف عليها فريق من تخصصات مختلفة يتبع لجامعة فيينا لدور قد تلعبه المثلجات في تقليل الوزن عند تناولها بمعقولية، حيث تعمل على خفض درجة حرارة الجسم مما يحفز الجسم لبذل مزيد من الطاقة لاستعادة درجة حرارته لمعدلها الطبيعي، وهكذا يحرق الجسم مزيداً من الدهون.
وكان فريق الدراسة (التي احتفت بها وسائل الإعلام أيما احتفاء خصوصا وأنّ درجات الحرارة في النمسا بارتفاع ملحوظ مما ينبئ بصيف حار)، قد بحث آلاف الحالات التي تم تقسيمها لـ«مدمنين» يلتهمون المثلجات بانتظام وبكميات مهولة و«معقولين» يكتفون بالقليل منها ويتناولونها على سبيل التغيير من حين لآخر فقط، وتكشف الدراسة أنّ تناول أي كمية من المثلجات تسبب قدراً من الانتعاش ولأسباب مختلفة منها احتواء الحليب على هرمون السيروتونين serotonin الذي يطلق عليه الأطباء لقب «هرمون السعادة» ويبث إحساساً بالطمأنينة النفسية بالإضافة لعوامل نفسية أخرى كارتباط تناول المثلجات بلحظات المرح والعطلات والرغبة في «ضبط المزاج» بحثاً عن انتعاش في الصيف أو دفء في الشتاء.
وبخصوص ما يعرف بصداع المثلجات ذلك الصداع الفجائي الذي يحسه البعض ما إن تلامس المثلجات سقف حلوقهم وحناجرهم تقول الدراسة إنّه إحساس يزول سريعاً ولا خطر منه وهو يرجع لرد فعل تلقائي يقوم به الجسم حماية للدماغ ضد ما يتصوره عدوانا قد يدمر الدماغ فتتوسع الأوعية الدموية والشرايين وتدلج المزيد من الدماء في حركة فجائية ينتج عنها ذلك الإحساس غير المريح. إلا أنه سرعان ما يزول ولا يستغرق سوى بضع ثواني.
ولمن يبحث عن مثلجات شهية أقل ضررا أمنت مصادر على أهمية تنويع المكونات وتجديدها لمزيد من الفوائد مع ضرورة عدم إغفال «دندرمة» الجدات التي كن يصنعنها من عصير الفواكه من دون أية إضافات ممّا يجعلها غنية بالفيتامينات والمعادن من دون أي حليب أو دهون أو دسم، وهي ما أصبح يطلق عليه حديثا اسم «Sorbet» ومكوناته فواكه وقليل من السكر ومن دون حليب.
في سياق مختلف، كانت دراسة يابانية قد انتشرت العام الماضي، أثارت الكثير من الجدل لاقتراحها استبدال وجبة الإفطار والاقتصار على تناول آيس كريم، بدعوى أنّه يزيد اليقظة ويجعل المرء أكثر ذكاء ثم اتضح أنّ الدراسة أجريت بالتعاون مع شركة حلويات لم يشر إليها، ممّا فسر سبب تركيز الدراسة على حاجة الدماغ للغلوكوز من دون الإشارة لما في اعتماد الآيس كريم وما يحتويه من سكريات ودهون بصورة منتظمة من أضرار صحية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».