انطلاق الدورة الثانية لمهرجان «الكرامة» لأفلام حقوق الإنسان في بيروت

21 فيلماً سينمائياً بينها لبنانيان

شعار المهرجان
شعار المهرجان
TT

انطلاق الدورة الثانية لمهرجان «الكرامة» لأفلام حقوق الإنسان في بيروت

شعار المهرجان
شعار المهرجان

تحت عنوان «هويات جديدة» ينطلق في 11 يوليو (تموز) الجاري مهرجان «الكرامة» لأفلام حقوق الإنسان في بيروت، ويستمر حتى 14 من الشهر نفسه. يتضمن هذا المهرجان الذي تنظمه، وللسنة الثانية على التوالي، جمعية «961 للفنون»، برعاية السفارة الهولندية في لبنان، وبالتعاون مع منظمة «هيومان رايتس ووتش» لحقوق الإنسان، 21 فيلماً سينمائياً تدور مواضيعها حول رفض العنصرية، ونبذ خطاب الكراهية، والتمييز، والظلم.
«ما نقوم به يدور في فلك الإنسانية بعيداً عن الأفلام التجارية وتلك التي تعرض في المهرجانات السينمائية»، يوضح هيثم شمص، رئيس الجمعية المنظمة لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «ترتكز خياراتنا على أفلام عربية ولبنانية روائية ووثائقية تحكي قصصا حقيقية عن معاناة شعوبنا من العنصرية والتمييز، وما إلى هنالك من أمور لا تخدم الإنسانية».
كما يتضمن المهرجان فئة الأفلام التحريكية، حيث يعرض «مخيّم لجوء» و«الخيميائي» و«في البعد» و«الولد والبحر» و«حياتي التي لا أريد» وغيرها.
هذه السنة يشارك في مهرجان «الكرامة» فيلمان لبنانيان أحدهما بعنوان «حصانك يا ريم»، وهو عمل مشترك بين لبنان وكندا للمخرجين ديما الأنصاري وإيريك سندرسون. ويحكي قصة لاجئة سورية عمرها 8 سنوات تعمل في مزرعة للأحصنة، وتحلم بالذهاب إلى المدرسة كإخوتها الباقين، إلا أن عملها كان يمنعها من تحقيق حلمها هذا، فاكتفت بما تتعلّمه من دروسهم أثناء أوقات فراغها. أما الفيلم الثاني «تدمر» (عمل مشترك بين لبنان وسويسرا وفرنسا) للمخرجين مونيكا بورغمن، ولقمان سليم، فيشكّل فيلم الاختتام للمهرجان لأهم موضوعه الذي يدور حول سجن تدمر، والمعتقلين اللبنانيين فيه، الذين عاشوا لحظات من الرعب والخوف والتعذيب بين جدرانه. ويلي عرض الفيلم جلسة نقاش مع مخرجيه اللذين يشكّلان بعضا من ضيوف هذا الحدث.
أما فيلم الافتتاح في الـ11 من الشهر الجاري، فسيكون مع «دغدغة العمالقة»، وهو فيلم يؤرّخ للثورة المصرية منذ اندلاعها وعلى مدى أربع سنوات كما يرويها الإعلامي باسم يوسفـ من نقطة الصفر إلى حين اضطراره للهروب من مصر في عام 2013.
ومن الأفلام الأخرى المشاركة في المهرجان «لنفتح بيت لحم» للفلسطينية ليلى صنصور، الذي يأخذ المشاهد في رحلة إلى أعماق هذه المدينة الرائعة من خلال يوميات وقصص حميمية عاشتها المخرجة في مدينتها الأم، واستغرقت منها سنوات طويلة لإنجازها في عمل توثيقي.
ويعدّ فيلم «العبور» للنرويجي جورج كوريان من الأعمال المميزة المشاركة في مهرجان «الكرامة» لحقوق الإنسان في بيروت، ويحكي قصة الرحلات البحرية التي يقوم بها لاجئون من سوريا، وما تتضمن من لحظات مخيفة. وكذلك فيلم «رحلة خديجة» الذي يحكي قصة الشابة المغربية (خديجة)، التي تحوّلت إلى لاجئة في أوروبا، وقررت بعد مرور ثلاثين عاما على إقامتها هناك (في هولندا) العودة إلى بلدها الأم المغرب.
ويؤكّد هيثم شمص، أن جميع الأفلام المشاركة في المهرجان تعرض للمرة الأولى ما عدا اثنين منها «ماري نوستروم» للسوريين أنس خلف ورنا كزكز، إذ سبق وشارك في (مهرجان أيام بيروت). وكذلك «الولد والبحر» المشارك سابقا في (مهرجان دبي السينمائي).
وأشار شمص إلى أن لبنان وفي ختام الدورة الثانية لمهرجان «الكرامة» سيكون لديه الفرصة للانتساب إلى «الشبكة الدولية لمهرجانات حقوق الإنسان»، إذ تشترط على العضو المنتسب أن يقيم وعلى مدى سنتين متتاليتين مهرجانا سينمائيا مماثلا.
وستجري جميع عروض المهرجان في صالات (متروبوليس) في الأشرفية وعلى مدى أربعة أيام متتالية ابتداء من 11 حتى يوليو الجاري.
ويستضيف المهرجان لائحة من المخرجين العرب والأجانب ويتقدّمهم جورج كوريان (نرويجي هندي الأصل) وديما الأنصاري (لبنانية) ولويز ام (فرنسية)، إضافة إلى كلّ من طارق الإدريسي (مغربي) ومونيكا بورغمان (سويسرية) ولقمان سليم (لبناني).
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من أبطال هذه الأفلام سيتواجدون شخصياً أثناء عرضها في لبنان، وبينهم خديجة مرابط بطلة فيلم «رحلة خديجة»، وسجناء سابقين في سجن تدمر السوري وغيرهم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».