«الشرق الأوسط» تطلق موقعاً إلكترونياً ونسخة «موبايل» بهوية تفاعلية جديدة

رئيس الخدمات الرقمية: شهر يوليو مليء بالمفاجآت وخطة التحديث مستمرة

صفحات تفاعلية من خلال الجوال -  الموقع الجديد بصيغة سطح المكتب
صفحات تفاعلية من خلال الجوال - الموقع الجديد بصيغة سطح المكتب
TT

«الشرق الأوسط» تطلق موقعاً إلكترونياً ونسخة «موبايل» بهوية تفاعلية جديدة

صفحات تفاعلية من خلال الجوال -  الموقع الجديد بصيغة سطح المكتب
صفحات تفاعلية من خلال الجوال - الموقع الجديد بصيغة سطح المكتب

أطلقت «الشرق الأوسط» موقعها الإلكتروني الجديد ونسخة الـ«موبايل» أمس، في هوية تفاعلية جديدة، ملتزمة بالخط التحريري لصحيفة العرب الدولية. وتمتاز نسخة الهاتف بأنها أقرب إلى التطبيق، وتعتمد على الهوية الخضراء التي تشتهر بها الصحيفة، إلى جانب الفصل الإخراجي بين النسخة المطبوعة والإلكترونية، وهو ما يمكّن القارئ من تصفح أسهل وأشمل لجميع ما ينشر على النسخة الرقمية.
ويأتي الإطلاق يوم أمس، شكلا أوليا، حيث سيتم العمل واستقبال ملاحظات القراء والمستخدمين خلال الأسابيع الأربعة المقبلة وتحسينها؛ وذلك بإشراك القارئ في بناء موقع تفاعلي تكاملي يستمر معه لسنوات مقبلة. وبمناسبة الإطلاق، تم تضمين محرك بحث في النسختين لجميع مواد الصحيفة منذ عام 2000 وحتى اليوم، والخطوة التالية تضمين أرشيف الصحيفة كاملاً وإتاحته للقراء والباحثين.
وفي النسختين، الـ«دسكتوب» و«موبايل»، تم التركيز على المكتبة التفاعلية التي تجمع الإنتاج المرئي للصحيفة وجميع مواد الغرافيكس والانفوغرافيكس، بحيث يتمكن القارئ من العودة لها أي وقت. وقد اعتمد التصميم على الوضوح والبساطة، وإتاحة أكبر قدر ممكن من محتوى الصحيفة على الصفحة الرئيسية للموقع، كما أن القارئ لا يحتاج إلى العودة للصفحة الرئيسية في حال دخوله لقراءة مقال أو تقرير، حيث إنه بعد نهاية كل مقال سيجد اختيارات من المحتوى الورقي والتحقيقات والتقارير يتصفحها دون العودة.
وأضيف إلى التصميم الجديد خاصيتا «مباشر» و«عاجل تفاعلي»، بحيث يمكن للقارئ متابعة كل «العواجل» في زاوية واحدة قبل أن تكتمل وتتحول إلى خبر. وفيما يتعلق بأقسام الصحيفة الورقية الداخلية، فإن الموقع الجديد جعل من كل قسم ما يشبه الصحيفة المستقلة بمحتواها، بتصميم يتيح للمهتمين بالسياسة أو الثقافة أو الرياضة التردد على القسم المفضل بشكل مباشر.
وعن الإطلاق الجديد، قال رئيس الخدمات الرقمية في «الشرق الأوسط» عضوان الأحمري: إن الموقع الجديد مقارب للنسخة الكلاسيكية، ولكن بهوية بصرية أحدث، وفيه إتاحة للقارئ أن يتصفح ما يريد، إما ما ينشر إلكترونيا على مدار الساعة أو التحقيقات والأخبار المعمقة التي تنشر في النسخة الورقية والتي هي الأساس الذي يعتمد عليه الموقع فيما يتعلق بالمحتوى. وأضاف: «الطاقم التحريري لـ(الشرق الأوسط) يسند المواقع والتطبيقات بشكل أساس وهو العماد الرئيس؛ فالجريدة الأكثر انتشارا وتأثيراً لديها محتوى قوي، ومهمة الموقع ليس متابعة الأخبار العاجلة فقط، أو أن يكون حياً وتفاعلياً على مدار الساعة، بل تقديم هذا الجهد الورقي بشكل تفاعلي حديث وتقديمه للقارئ الإلكتروني بشكل واضح لا يجعله يتوه أثناء البحث عن مادة معينة أو اهتمام ما».
وأكد الأحمري، أن الموقع الجديد هو جزء من خطة رقمية بهوية جديدة وافق عليها رئيس التحرير غسان شربل مطلع العام الحالي، واشترك في العمل عليها عدد من الزملاء في الموقع، من بينهم حمزة ناجي، وعبد الإله سيروخ، وعبد الله عوض عبد الله، وأحمد باخشوين وطه عبده، مع متابعة الكثير من الزملاء في الصحيفة حتى إطلاق الموقع الجديد.
وتهدف الخطة إلى توسيع قاعدة قراء «الشرق الأوسط» واستهداف لغات جديدة، كاللغة التركية التي سيتم إطلاقها منتصف الشهر الحالي إلى جانب اللغات المعمول بها حالياً في مواقع الصحيفة وهي الإنجليزية والفارسية والأوردو. مضيفاً: «بهذه اللغات فأنت تصل إلى مليار شخص في العالم يتحدثون بهذه اللغات، ومحتوى (الشرق الأوسط) سيصل إلى ضعف هذا العدد بتوسيع نطاق اللغات من خلال منصات جديدة».
وأشار الأحمري إلى «أن يوليو (تموز) سيكون شهر المفاجآت الرقمية لقراء (الشرق الأوسط)».
ويتوقع أن تطلق الصحيفة آخر يوليو الحالي تطبيقات جديدة كلياً للألواح الكفية والهواتف الذكية، كجزء من خطة تجديد رقمية تعمل عليها «الشرق الأوسط» وتنتهي بنهاية أغسطس (آب) المقبل، لتكون منصات جاهزة ليس للنشر فحسب، بل لجذب شرائح جديدة من القراء في أنحاء العالم العربي. إضافة إلى الإطلاق الفعلي لمنصة «إنفينيتي» المرئية بشكل أكثر فاعلية، وهي منصة رقمية تابعة للصحيفة بهوية بصرية مستقلة كلياً أطلقت تجريبياً مايو (أيار) الماضي، وستطلق بشكل متكامل سبتمبر (أيلول) المقبل.



تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة تساؤلات عدة بشأن دور التلفزيون في استعادة الثقة بالأخبار، وبينما أكد خبراء وجود تراجع للثقة في الإعلام بشكل عام، فإنهم اختلفوا حول الأسباب.

الدراسة، التي نشرها معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام مطلع الشهر الحالي، أشارت إلى أن «الثقة في الأخبار انخفضت بشكل أكبر في البلدان التي انخفضت فيها متابعة الأخبار التلفزيونية، وكذلك في البلدان التي يتجه فيها مزيد من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار».

لم تتمكَّن الدراسة، التي حلَّلت بيانات في 46 دولة، من تحديد السبب الرئيس في «تراجع الثقة»... وهل كان العزوف عن التلفزيون تحديداً أم الاتجاه إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ إلا أنها ذكرت أن «الرابط بين استخدام وسائل الإعلام والثقة واضح، لكن من الصعب استخدام البيانات لتحديد التغييرات التي تحدث أولاً، وهل يؤدي انخفاض الثقة إلى دفع الناس إلى تغيير طريقة استخدامهم لوسائل الإعلام، أم أن تغيير عادات استخدام ومتابعة وسائل الإعلام يؤدي إلى انخفاض الثقة».

ومن ثم، رجّحت الدراسة أن يكون سبب تراجع الثقة «مزيجاً من الاثنين معاً: العزوف عن التلفزيون، والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفق جزئياً مع نتائج الدراسة، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التلفزيون أصبح في ذيل مصادر الأخبار؛ بسبب طول عملية إنتاج الأخبار وتدقيقها، مقارنة بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على الوصول إلى شرائح متعددة من المتابعين».

وأضاف أن «عدد المحطات التلفزيونية، مهما ازداد، لا يستطيع منافسة الأعداد الهائلة التي تقوم بصناعة ونشر الأخبار في الفضاء الرقمي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». إلا أنه شدَّد في الوقت نفسه على أن «الصدقية هي العامل الأساسي الذي يبقي القنوات التلفزيونية على قيد الحياة».

كيالي أعرب عن اعتقاده بأن السبب الرئيس في تراجع الثقة يرجع إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر من تراجع متابعة التلفزيون». وقال إن ذلك يرجع لأسباب عدة من بينها «غياب الموثوقية والصدقية عن غالبية الناشرين على السوشيال ميديا الذين يسعون إلى زيادة المتابعين والتفاعل من دون التركيز على التدقيق». وأردف: «كثير من المحطات التلفزيونية أصبحت تأتي بأخبارها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فتقع بدورها في فخ الصدقية والموثوقية، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى التلفزيون وإيجاد الوقت لمشاهدته في الوقت الحالي مقارنة بمواقع التواصل التي باتت في متناول كل إنسان».

وحمَّل كيالي، الهيئات التنظيمية للإعلام مسؤولية استعادة الثقة، قائلاً إن «دور الهيئات هو متابعة ورصد كل الجهات الإعلامية وتنظيمها ضمن قوانين وأطر محددة... وثمة ضرورة لأن تُغيِّر وسائل الإعلام من طريقة عملها وخططها بما يتناسب مع الواقع الحالي».

بالتوازي، أشارت دراسات عدة إلى تراجع الثقة بالإعلام، وقال معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية في أحد تقاريره، إن «معدلات الثقة في الأخبار تراجعت خلال العقود الأخيرة في أجزاء متعددة من العالم». وعلّق خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، من جهته بأن نتائج الدراسة «غير مفاجئة»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى السؤال «الشائك»، وهو: هل كان عزوف الجمهور عن التلفزيون، السبب في تراجع الصدقية، أم أن تراجع صدقية الإعلام التلفزيوني دفع الجمهور إلى منصات التواصل الاجتماعي؟

البرماوي رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تخلّي التلفزيون عن كثير من المعايير المهنية ومعاناته من أزمات اقتصادية، دفعا الجمهور للابتعاد عنه؛ بحثاً عن مصادر بديلة، ووجد الجمهور ضالته في منصات التواصل الاجتماعي». وتابع أن «تراجع الثقة في الإعلام أصبح إشكاليةً واضحةً منذ مدة، وإحدى الأزمات التي تواجه الإعلام... لا سيما مع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي».