اكتشاف تعامد للشمس على لوحة للملكة «حتحور» بمصر القديمة

مسؤول بوزارة الآثار لـ«الشرق الأوسط» : سيسهم في تنشيط السياحة

معبد دندرة حيث لوحة الملكة حتمور بداخله
معبد دندرة حيث لوحة الملكة حتمور بداخله
TT

اكتشاف تعامد للشمس على لوحة للملكة «حتحور» بمصر القديمة

معبد دندرة حيث لوحة الملكة حتمور بداخله
معبد دندرة حيث لوحة الملكة حتمور بداخله

أدت الصدفة لاكتشاف ظاهرة جديدة لتعامد الشمس على تماثيل وصور لملوك مصر القديمة. وبالإضافة إلى تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني، في منطقة أبي سمبل، وتعامدها على معبد لحتشبسوت، وعلى منطقة قصر قارون في الفيوم، رصدت مصورة بلجيكية، ورفيقتها الباحثة في علوم المصريات، ظاهرة تعامد الشمس على لوحة للملكة حتحور، زوجة الملك حورس، في جنوب مصر.
وقال الدكتور حسين عبد البصير، المسؤول بوزارة الآثار المصرية، لـ«الشرق الأوسط» إن الاكتشاف يأتي في إطار البحوث المستمرة في الآثار المصرية، وسيسهم في تنشيط السياحة في عموم البلاد.
ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، عرضت المصورة البلجيكية المقيمة بمدينة تورينو الإيطالية، كارولينا عاموري صوراً، ترصد ظاهرة تعامد شمس الظهيرة، على لوحة للملكة حتحور، داخل معبد دندرة الذي كُرِّسَ لعبادتها، في يوم عيد الملك حورس، بالتزامن مع تعامد شمس الظهيرة، على تمثال حورس، داخل قدس أقداس معبد إدفو، شمالي محافظة أسوان، وهو التعامد الذي يجرى في يوم الانقلاب الصيفي كل عام.
وقالت عاموري، أمس إنها قبل سنوات، كانت تقوم برحلة برفقة مواطنتها، دومينيك أنكور، الباحثة في علوم المصريات داخل معالم معبد دندرة، ضمن مشروعها لرصد صور «النور» داخل المعابد المصرية، بصور بالأبيض والأسود، ولاحظت تعامد شمس الظهيرة رويدا رويدا على لوحة تمثل الملكة حتحور في المعبد، ثم انتقلت أشعة الشمس لتضيء لوحات أخرى، على أعمدة المعبد بشكل تدريجي، عبر فتحات في سقف المعبد، تسقط منها أشعة الشمس.
وأشارت إلى أنها عادت مرة أخرى للمعبد، قبيل خمسة أعوام، في توقيت التعامد ذاته الذي شهدته في السابق، ورأت الظاهرة نفسها تتكرر في الـ22 من شهر يونيو (حزيران)، ثم عادت هذا العام، وقامت برصد الظاهرة ذاتها مجدداً، في إطار اهتمامها بتتبع حركة النور، ودخول الشمس إلى قلب المعابد المصرية القديمة، وهي اللوحات التي أقامت لها معرضا خاصاً في مدينة تورينو مؤخراً، وحمل عنوان «النور.. رع».
ولفتت إلى أنها ستنقل لوحات وصور هذا المعرض إلى مدينة الأقصر، بصعيد مصر، قبيل نهاية العام الحالي، ضمن فعاليات «الأقصر عاصمة الثقافة العربية 2017». ومن المعروف أن الملكة حتحور كانت ترمز، لدى قدماء المصريين، إلى الحب والفرح والموسيقى والسعادة والخصوبة والولادة. وأقيمت مقصورات وصالات عدة لعبادتها داخل كثير من المعابد المصرية.
ومن جانبه قال الدكتور عبد البصير، الذي يشغل موقع مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، والمدير العام السابق للنشر العلمي في وزارة الآثار: «أعتقد أن هذا سوف يسهم في السياحة، وفي ازدهار منطقة دندرة، بمعبدها الذي لا يبعد كثيراً عن مدينة الأقصر، وعلى مسافة قريبة من محافظة قنا، مشيراً إلى أن البحث العلمي يكشف عن الظواهر الفلكية المدهشة التي أنجزها المصريون القدماء.
وأضاف الدكتور عبد البصير أن اكتشاف ظواهر لتعامد الشمس على تماثيل وصور لملوك بمصر القديمة، مستمرة منذ سنوات، وأن من أشهرها تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني في عيد تتويجه، وأنه جرى بعد ذلك اكتشاف ظاهرة مماثلة في منطقة قصر قارون في الفيوم بجنوب القاهرة. ويشهد معبد الملكة حتشبسوت، في منطقة الدير البحري، في غرب الأقصر، تعامداً سنوياً للشمس أيضاً.
وقال عبد البصير إن معبد حتحور كان خاصاً بالملك حورس والملكة حتحور، و«هو معبد مهم جداً، ويعود لعصر البطالمة.. أعتقد أنه في هذه الفترة كان هناك اهتمام بالفلك في مصر البطلمية، مثل مصر الفرعونية».


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.