«مهرجان كناوة وموسيقى العالم» بالصويرة... لحظات مميزة في الهواء الطلق

افتتاح الدورة العشرين بموكب استعراضي وحضور لافت

TT

«مهرجان كناوة وموسيقى العالم» بالصويرة... لحظات مميزة في الهواء الطلق

تحت عنوان «مهرجان كناوة يحتفل بالدورة الـ20»، يواصل «مهرجان كناوة وموسيقى العالم» بالصويرة، الذي يتميز بكونه مختبراً للتجريب الموسيقي واستوديو مفتوحاً على الهواء، رحلة الاحتفال بالموسيقى التي تشكل جوهر فلسفة المهرجان الأصلية، حيث تتم دعوة الفنانين الموهوبين لالتقاءٍ اندماجيٍّ مع معلمي «كناوة»، ليخلقوا معاً لحظات متميزة من الارتجال الموسيقى في أبهى حُلَلِه.
ويمكن القول إن أمسية الافتتاح، التي جرت، الليلة قبل الماضية، جاءت وفية لوعد الاحتفال بهذا المهرجان الفريد من نوعه، الذي ساعدت في إطلاقه وتطوره كيمياء خاصة، تجد سندها، من جهة، في تاريخ وجغرافية «مدينة الرياح»، التي تقدم لمن يبحثون عن الروحانية والموسيقى الحقيقية والعلامات الدائمة، إمكانية اللقاء والاغتناء عبر الحوار، ومن جهة ثانية، جميل جرأة المجازفة من طرف من كانوا وراء فكرته وإطلاقه، في 1998.
وانطلقت فعاليات دورة هذه السنة بموكب استعراضي، في موضوع «كرنفال الحواس»، شاركت فيه مجموعات «كناوة» و«عيساوة» و«هوارة» و«حمادشة»، انطلق من باب دكالة، قبل الوصول إلى ساحة مولاي الحسن، التي أعطيت من منصتها الانطلاقة الرسمية للاحتفالية، بحضور نساء ورجال من عوالم السياسة والاقتصاد والثقافة والفن، تقدمهم أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لـ«جمعية الصويرة موغادور»، ومحمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، ومحمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، ولمياء بوطالب كاتبة الدولة (وزيرة دولة) لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي المكلفة السياحة، فضلاً عن إدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ونائلة التازي العبدي منتجة المهرجان، التي ألقت كلمة مفعمة بالفخر بما تحقق، ركزت فيها على دلالات وصول مهرجان «كناوة» إلى محطته العشرين، وكيف يمكن للثقافة أن تخلق مناصب الشغل وتحقق التنمية الاقتصادية، هي التي قدمت للتظاهرة، بقولها إن هذا المهرجان كمشروع ثقافي شَكَّل «باباً مفتوحاً على مغرب متعدد، حداثي، فخور بهوياته وملتزم بقيمه»، قبل أن تضيف: «أسهمنا من خلال إعادة الاعتبار لفن (كناوة) في إبراز هويتنا الأفريقية».
بعد ذلك، كان الموعد مع حفل فني لكل من فناني «كناوة» سعيد ومحمد كويو (المغرب) وكارلينوس براون (البرازيل)، بقدر ما أكد أهمية التفاعل والتبادل بين موسيقيين من مناطق متباعدة جغرافياً، ألهب حماس الجمهور الغفير الذي تابع فقراته، مؤكداً صواب فكرة إطلاق هذا المهرجان، قبل عشرين سنة، بشكل وجد صداه، هذه الأيام، في الارتياح المعبر عنه من طرف منتجيه والقائمين عليه.
«منذ البدء، كان هذا المهرجان مهرجاناً رائداً. كان رائداً في خلقه لفضاء مخصص للثقافة بالمجان ومفتوح في وجه الجميع»، هكذا قالت نائلة التازي، في تقديم احتفالية هذه السنة، التي أُرِيدَ لها أن تكون «دورة الاحتفال بامتياز»، وذلك «بتقديم برمجة غير مسبوقة»، تجمع متعة الموسيقى على منصات «مولاي الحسن» و«الشاطئ» و«دار لوبان» و«برج باب مراكش» و«الزاوية العيساوية»، بفضيلة الحوار والنقاش، في منتدى «الإبداع والسياسات الثقافية في العصر الرقمي»، الذي تنظمه إدارة المهرجان، منذ ست سنوات، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، دون إغفال أهمية فتح مجال لانتظارات أخرى لجمهور التظاهرة، بشكل يؤكد «روح التبادل»، على صعيد الفعل الثقافي، تشمل، في برنامجها، «شجرة الكلمات»، فضلاً عن ورشات مخصصة لشباب الصويرة حول الموسيقى، تهم التصوير و«باتوكادا» والقرع البرازيلي» و«القراقب» ورقص كويو وتقاسم التجارب، علاوة على ندوة في موضوع «دين الحب»، ومعارض فنية، بينها معرض «صور صحافيين» ومعرض «روح كناوة».
وهكذا، ففيما يسعى المنتدى للإجابة عن جملة أسئلة على علاقة بالموضوع المقترح لدورة هذه السنة، ضمن أربعة محاور، بمشاركة متدخلين، من السنغال والنرويج وبلجيكا ولبنان والمغرب ومصر وفلسطين وفرنسا، تهم «الفنون الحية، النشر، السينما، الموسيقى... ماذا يتغير مع المجال الرقمي؟»، و«المجال الرقمي في خدمة التنوع»، و«نحو بروز تخصصات فنية جديدة»، و«أي سياسات عمومية؟ وأي تدابير تقع على عاتق مجموع الفاعلين؟»، تقترح البرمجة الموسيقية طبقاً ينتظر أن يكون في مستوى احتفالية هذه السنة، حيث تحضر أسماء كبيرة، لتقديم حفلات زاخرة بالطاقات المبدعة، تؤكد اعتماد المهرجان المغربي على تعدد النغمات والجمع بين الألوان الفنية المتباينة، لإحياء عواطف فريدة وخلق لحظات متميزة للتقارب عبر الموسيقى، يتجاور فيها البلوز الأسطوري لِلوكي بيتيرسون (الولايات المتحدة) مع الجاز اللطيف لِبيل لورنس (المملكة المتحدة)، والإيقاعات الساخنة للبرازيلي كارلينيوس براون، والصوت المفعم بالحكمة لإسماعيل لو (السنغال)، فيما يعود الفنانون، أصدقاء المهرجان والفاعلون والشاهدون على هذه المغامرة الخاصة جداً، لتنشيط منصات الصويرة بإبداعات متجددة، على غرار الإقامة التي أنشأها «لمعلم» عبد السلام عليكان (المغرب) وراي ليما (الكونغو) اللذين يدوم تعاونهما منذ 20 سنة، أو الحفل الناعم الذي أبدعه لوي إرليش وفرقته «باند أوف كناوة» الرائعة.
وحيث إن مهرجان الصويرة يتميز بالرغبة الدائمة في التجديد، فقد أحدث، هذه السنة، عدة إقامات خصيصاً للاحتفال بالدورة الـ20، من قبيل الجمع بين الموسيقى الصوفية الهندية - الباكستانية و«التكناويت» الذي اقترحه تيتي روبين، أو عرض عن الرحلة من غينيا إلى سيدي علي بن حمدوش، من إبداع لمعلم حسن بوسو ورفاقه.


مقالات ذات صلة

دبي تستقبل 16.79 مليون سائح دولي خلال 11 شهراً

الاقتصاد بلغ عدد الغرف الفندقية المتوفرة في دبي بنهاية نوفمبر 153.3 ألف غرفة ضمن 828 منشأة (وام)

دبي تستقبل 16.79 مليون سائح دولي خلال 11 شهراً

قالت دبي إنها استقبلت 16.79 مليون سائح دولي خلال الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بزيادة بلغت 9 في المائة.

«الشرق الأوسط» (دبي)
سفر وسياحة كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)

7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

لنبدأ بخيارات الوصول إلى إمارة موناكو، أقرب مطار إليها هو «نيس كوت دازور»، واسمه فقط يدخلك إلى عالم الرفاهية، لأن هذا القسم من فرنسا معروف كونه مرتعاً للأغنياء

جوسلين إيليا (مونتي كارلو)
يوميات الشرق تنقسم الآراء بشأن إمالة المقعد في الطائرة (شركة ليزي بوي)

حق أم مصدر إزعاج؟... عريضة لحظر الاستلقاء على مقعد الطائرة

«لا ترجع إلى الخلف عندما تسافر بالطائرة» عنوان حملة ساخرة أطلقتها شركة الأثاث «ليزي بوي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق افتتاح تلفريك جديد في جبال الألب (إ.ب.أ)

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

افتُتح تلفريك جديد مذهل في جبال الألب البرنية السويسرية. ينقل تلفريك «شيلثورن» الركاب إلى مطعم دوار على قمة الجبل اشتهر في فيلم جيمس بوند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سياح يتجولون في أحد شوارع طوكيو (إ.ب.أ)

33 مليون زائر هذا العام... وجهة شهيرة تحطم رقماً قياسياً في عدد السياح

يسافر الزوار من كل حدب وصوب إلى اليابان، مما أدى إلى تحطيم البلاد لرقم قياسي جديد في قطاع السياحة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.