كل ما زاد على حده انقلب إلى ضده. مثل ينطبق على عمليات التجميل التي تغير ملامح الوجه وتخفيها تماماً في بعض الحالات. وما علينا هنا إلا أن نتذكر الضجة التي أثارها مظهر الممثلة رينيه زيلوويغر منذ عامين تقريباً عندما لم يتعرف عليها الأغلبية.
ورغم أنها أنكرت أنها خضعت لعمليات التجميل فإن البعض شكك في أنها قامت بعدة إجراءات أهمها الـ«فيلرز». أما بالنسبة للقسم الذي صدقها، فإن تبريرهم كان أن عمليات التجميل عموماً تمنح من يخضع لها مظهراً فتياً، تبدو فيه المرأة أصغر سناً، وهو ما لا ينطبق على النجمة التي بدت أكبر من سنواتها الـ45.
الشيء نفسه تمت ملاحظته على الممثلة كورتني كوكس، التي اشتهرت في السلسلة التلفزيونية «الأصدقاء» في دور مونيكا. فمنذ عام 2014 بدأت ملامحها تتغير بالتدريج ليُصبح واضحاً أنها أدمنت عمليات التجميل. فوجنتاها تبدوان أكثر بروزاً وامتلاءً إلى حد جعل عيونها تبدو ضيقة. على العكس من رينيه زيلويغر، اعترفت كورتني كوكس في لقاء صحافي أجراه معها موقع «نيو بيوتي» بأنها فعلاً بالغت في حشو خدودها بالـ«فيلرز». ولأنها كانت تقوم بالأمر على دُفعات، فإنها لم تلحظ أن ملامحها تغيرت بشكل كبير إلى أن نبهتها صديقة مقربة للأمر.
كانت هذه الملاحظة من صديقة مخلصة ناقوس الخطر الذي أيقظها وجعلها تنظر إلى صورها لتتأكد من صحة رأي صديقتها وتقتنع به.
ولا تُخفي بأنها نادمة على عمليات التجميل التي أجرتها في السابق، وبأنها تنوي الآن أن تتصالح مع الزمن وتتركه يأخذ مجراه الطبيعي. فقد توقفت عن الخضوع لأي حشو منذ 6 أشهر حتى تتيح لوجهها الفرصة لاستعادة شكله القديم.
وتضيف الممثلة البالغة من العمر 53 عاماً أنها خضعت لعمليات «فيلرز» بتشجيع من الأطباء. والنتيجة كانت مظهراً غريباً لم يكن في صالحها. فقد تغيرت ملامحها بشكل واضح، وعوض أن تزيدها هذه العمليات جمالاً جعلتها تبدو كأنها شخص آخر. وتُضيف أنها الآن، وبعد أن ذابت المواد التي حشت بها خدودها تشعر بالارتياح أكثر وبنوع من التصالح مع النفس، قائلة: «أعتقد أني الآن أبدو أنا».
وتُشير الممثلة إلى أن هناك عدة ضغوطات على المرأة بأن تحافظ على شبابها وتقاوم الزمن بأي شكل وثمن. ويزيد هذا الضغط في هوليوود حيث لا يزال مفهوم الشباب هو السيد. هذا الهوس يؤججه أيضاً الأطباء. فهم يُثيرون الانتباه إلى عيوب صغيرة لا تراها العين المجردة ولا تكون المرأة على علم بها أساساً، لكنها تكبر في عيونها وتجعلها تخضع لمزيد من العمليات التي قد لا يكون لها أي داعٍ. فما يكون خطوطاً تعبيرية يتضخم ويأخذ صورة أخاديد عميقة وهكذا. وكانت نتيجة عدم مقاومتها كما تقول «إني بدأت أظهر بصورة غير طبيعية... نحن نحتاج إلى حركة وتعابير في الوجه. ما تعلمته من هذا الدرس أن هذه تعابير شخصية وليست تجاعيد، وبالتالي علي أن أعانقها... فهمت مع الوقت بأن الـ(فيلرز) ليس صديقي الذي علي أن ألجأ إليه لحمايتي من زحف الزمن». المتعارف عليه أن من يخضع لعمليات التجميل يُدمن عليها ولا يعرف متى يتوقف. فرفع الحواجب مثلاً يجعل عظمة الخدود تبدو في حاجة إلى حشوة عندما ينظرون في المرآة، وهكذا دواليك. تقول إن مفعول الـ«فيلرز» ولحسن حظها يتبخر مع الوقت، وهو ما ترى نتيجته حالياً وبعد 6 أشهر من توقفها عن استعمالها. هل هذا يعني أن مصالحتها مع الزمن مخاصمة عمليات التجميل إلى الأبد؟ تجيب بأنها ستترك الأمر للزمن فقط، فهي ليست ضد عمليات التجميل التي تخفي علامات الزمن، بل فقط ضد تلك التي تخفي الملامح وتغيرها.
كورتني كوكس... تتصالح مع الزمن
بعد أن بالغت في استعمال الـ«فيلرز» لسنوات
كورتني كوكس... تتصالح مع الزمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة