المعارضة تدمر دبابات للنظام في درعا... وتفتح جبهة جديدة في الجولان

إسرائيل تقصف أهدافاً لقوات النظام في القنيطرة

جنديان إسرائيليان في الجولان وظهر أمامهما دخان المعارك في القنيطرة (أ.ف.ب)
جنديان إسرائيليان في الجولان وظهر أمامهما دخان المعارك في القنيطرة (أ.ف.ب)
TT

المعارضة تدمر دبابات للنظام في درعا... وتفتح جبهة جديدة في الجولان

جنديان إسرائيليان في الجولان وظهر أمامهما دخان المعارك في القنيطرة (أ.ف.ب)
جنديان إسرائيليان في الجولان وظهر أمامهما دخان المعارك في القنيطرة (أ.ف.ب)

تضاعف التوتر على حدود هضبة الجولان المحتلة في جنوب سوريا، إثر قيام طائرات إسرائيلية باستهداف مواقع للنظام السوري، في وقت شنت فيه قوات المعارضة هجوماً مباغتاً على مدينة البعث في القنيطرة.
وتزامنت تلك التطورات مع تصعيد نظامي في ريف دمشق، ومواصلته قصف مدينة درعا بالغارات الجوية والبراميل المتفجرة، فضلاً عن استئناف قصف ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة بالطائرات.
وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن مقاتلة شنت غارة السبت على منطقة في سوريا أطلقت منها في وقت سابق 10 قذائف على الشطر الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. ولفت المتحدث إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف أيضاً دبابتين «للنظام السوري» في القسم الشمالي من الجولان، موضحاً أن القذائف التي أطلقت من سوريا لم تخلف ضحايا.
وأضاف: «بسبب الانتهاك المرفوض للسيادة الإسرائيلية تم توجيه احتجاج رسمي إلى قوة الأمم المتحدة» المكلفة مراقبة المنطقة منذ 1974. وتابع أن إطلاق القذائف نتج من «معارك داخلية في سوريا»، مما يعني أنها لم تكن تستهدف هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وتزامنت تلك الضربات مع معارك تخوضها المعارضة في القنيطرة. وقالت شبكة «شام» إن الثوار شنوا هجوماً عنيفاً جداً على مدينة البعث المعقل الأهم لقوات النظام في محافظة القنيطرة وبشكل مفاجئ، بدأ باستهداف تجمعات ونقاط سيطرة النظام بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، محققين إصابات مباشرة. وأشارت الشبكة إلى أن «الثوار تقدموا بشكل كبير وسيطروا على نقاط في المدينة».
في المقابل، ذكر الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله» أن «الجيش السوري (النظامي) صد هجوماً عنيفاً لجبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها على أطراف مدينة البعث بريف القنيطرة ودمر دبابة لهم وأوقع قتلى وجرحى بينهم»، مضيفاً أن «مروحية إسرائيلية تساند (النصرة) والفصائل المتحالفة معها بهجومهم على نقاط الجيش في مدينة البعث وتنفذ رمايات قرب مبنى المحافظة والفرن الآلي».
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بأن طائرات استطلاع إسرائيلية ضربت عدداً من عناصر القوات النظامية السورية في مدينة البعث بمحافظة القنيطرة جنوب سوريا أمس (السبت). ونقلت عن مصدر إعلامي مقرب من قوات النظام قوله إن «طائرات استطلاع إسرائيلية قصفت موقعاً للجيش السوري على أطراف مدينة البعث في محافظة القنيطرة في عملية أدت إلى تدمير دبابتين ومقتل طاقمهما، وهم 7 جنود على الأقل».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن قوات النظام قصفت مناطق في بلدة الحميدية الواقعة في قطاع القنيطرة الأوسط، بالتزامن مع سقوط قذائف على مناطق في بلدة خان أرنبة ومدينة البعث اللتين تسيطر عليهما قوات النظام.
وسبق أن شهدت هذه المنطقة سقوط قذائف أو صواريخ مصدرها سوريا على خلفية مواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة. ويحشد النظام في هذه المنطقة استعداداً لعمليات واسعة تتيح له التمدد بموازاة خطوط فض الاشتباك في القنيطرة. وكثف «حزب الله» وقوات النظام، خلال الأيام الماضية، استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة مثلث الموت في ريف درعا الشمالي، بموازاة شنّ أكثر من 8 غارت جوية على البلدات التي تسيطر عليها المعارضة. وتحدث موقع «المدن» الإلكترونية عن تعزيزات عسكرية جديدة دفع بها النظام وحلفاؤه إلى خان أرنبة وجبا وتل بزاق، مشيراً إلى توارد أنباء عن نية الميليشيات شنّ هجوم جديد على محور الصمدانية الغربية والحميدية.
وفي درعا، تواصل التصعيد، حيث قصفت قوات النظام أماكن في بلدة جدل بمنطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي، واستهدفت الفصائل الإسلامية تمركزات لقوات النظام في حاجز الكازية ببلدة عتمان بريف درعا. كما نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على منطقة غرز وبلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، ومناطق في طريق السد ومخيم درعا بمدينة درعا، ترافق مع سقوط 5 صواريخ من نوع أرض - أرض، استهدفت درعا البلد بمدينة درعا، بينما نفذت الطائرات الحربية مزيداً من الغارات على محيط بلدة نصيب، ومعبر نصيب الحدودي مع الأردن.
في غضون ذلك، نفذت الطائرات الحربية غارة على مناطق بالقرب من مدينة زملكا في الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها فيلق الرحمن، بالإضافة لـ3 غارات على مناطق في حي جوبر، عند أطراف العاصمة الشرقية، ليرتفع إلى 10 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في الحي، في حين تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، ومقاتلي فيلق الرحمن من جانب آخر، على محاور في حي جوبر ومحاور أخرى في محيط وأطراف عين ترما وواديها.
وأعلن ناشطون إعطاب دبابة «T55» لقوات النظام على محور طيبة في حي جوبر إثر استهدافها من قِبَل مقاتلي هيئة تحرير الشام، فيما أعلن فيلق الرحمن تدمير دبابة ثانية وتركس لقوات النظام على جبهة طيبة في حي جوبر.
ويأتي التصعيد تمهيداً لتنفيذ قوات النظام عملية عسكرية تتحضر لها، لإنهاء وجود الفصائل المقاتلة والإسلامية في شرق العاصمة دمشق، عبر التقدم في حي جوبر، وإجبار الفصائل على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية.
التصعيد شمل مناطق ريف حمص الشمالي، حيث سقطت أسطوانتان متفجرتان أطلقتهما قوات النظام بعد منتصف ليل الجمعة - السبت على مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في المدينة، حين سقطت عدة قذائف على مناطق في قرية النجمة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف حمص الشمالي.



فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.