إردوغان يحذر من «ألاعيب» خارجية ويرفض دولة كردية شمال سوريا

إردوغان يحذر من «ألاعيب» خارجية ويرفض دولة كردية شمال سوريا
TT

إردوغان يحذر من «ألاعيب» خارجية ويرفض دولة كردية شمال سوريا

إردوغان يحذر من «ألاعيب» خارجية ويرفض دولة كردية شمال سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده على استعداد للقيام بعمليات مماثلة لـ«درع الفرات» التي نفذها الجيش التركي بالتنسيق مع فصائل من «الجيش السوري الحر» في حال تعرضت لأي تهديد من الجانب السوري، مشددا على أنها لن تسمح للأكراد بإقامة دولة شمال سوريا.
وقال إردوغان، في رسالة إلى الشعب التركي السبت، في مناسبة احتفال بلاده الأحد بعيد الفطر المبارك، إن تركيا «تدرك الألاعيب والمكائد التي تحاك في سوريا والعراق وسيناريوهات الأزمة التي يسعى البعض لإثارتها في المنطقة»، مشددا على أن تركيا «ليست لقمة سائغة يمكن ابتلاعها من خلال هذه الألاعيب والمكائد».
وأضاف: «سيكون ردنا في الميدان على من يظنون أن بإمكانهم السيطرة عليها من خلال ألاعيب يلجأون إليها. من يتربصون بوحدة أراضينا ووحدتنا الوطنية ومن يعملون معهم طوعا أو لمصلحة، سيدركون خطأهم، لكن بعد فوات الأوان».
في السياق نفسه، جدد الرئيس التركي تأكيده في كلمة عقب مأدبة إفطار في شانلي أورفا قرب الحدود السورية الليلة قبل الماضية، أن بلاده «لن تسمح أبدا بقيام دولة كردية» شمال سوريا، لافتا إلى أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب) الكردية يقومان بمساع لتأسيس دولة في شمال سوريا «لكن ليعلما، ومن يقف بجانبهما ويساندهما، أن الدولة التركية وقواتها المسلحة، بكل إمكاناتها، لن تسمح أبدا بتأسيس دولة»، لافتا إلى أن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة والدول المعنية الأخرى بذلك الموقف.
وتدعم واشنطن «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعد المكون الأكبر لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، وتعتبرها أوثق حليف في الحرب على «داعش» في سوريا.
وعبر إردوغان عن أسفه لتحرك شركاء بلاده الاستراتيجيين، في إشارة إلى أميركا، مع ما سماه «المنظمات الإرهابية في سوريا»، في إشارة إلى تعاونها مع «وحدات الحماية» التي تعتبره أنقرة تنظيما إرهابيا.
وأضاف: «قلنا لهم (لأميركا) تعالوا لننجز هذا العمل (تحرير الرقة) معا ضد تنظيم داعش الإرهابي، فالاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية (منظمتان إرهابيتان)، لكنهم للأسف أصروا على إنجازه معهم».
وأكد إردوغان استعداد بلاده لتكرار عملية «درع الفرات» إذا تعرضت لتهديدات من الجانب السوري، لافتا إلى أن هذه العملية، التي جرت في الشمال السوري بالتعاون ما بين القوات التركية وعناصر «الجيش السوري الحر»، تمكنت من تحرير مساحة ألفي كيلومتر مربع من العناصر الإرهابية، وحولت تلك المساحة إلى منطقة آمنة للسوريين وتجاوز عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى تلك المناطق 100 ألف شخص، ولا يزال العدد في تزايد مستمر.
وندد إردوغان بـ«الافتراءات التي أطلقتها بعض الدول في المنطقة وخارجها» حول تعاون بلاده مع التنظيمات الإرهابية، قائلا: «رغم أننا الدولة الأكثر مكافحة لتنظيم داعش الإرهابي فإن هناك كثيرا من الدول التي اتهمتنا بالتعاون مع هذا التنظيم، واتهاماتهم هذه ناتجة عن قيام تركيا بإفساد مؤامراتهم في سوريا والعراق»، على حد قوله. وأكد إردوغان أن أنقرة ستستمر في مساعيها لإحلال الأمن والاستقرار في عموم سوريا والعمل على الحفاظ على وحدة أراضيها وشعبها، وتوفير الشروط المناسبة لعودة السوريين إلى بلادهم والعيش فيها باستقرار.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.