«داعش» يتقهقر في الرقة... وميليشيات إيران تعزز انتشارها قرب التنف

وساطة لتسليم المدينة مقابل خروج عناصر التنظيم

«داعش» يتقهقر في الرقة... وميليشيات إيران تعزز انتشارها قرب التنف
TT

«داعش» يتقهقر في الرقة... وميليشيات إيران تعزز انتشارها قرب التنف

«داعش» يتقهقر في الرقة... وميليشيات إيران تعزز انتشارها قرب التنف

حققت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي، مزيداً من التقدّم على حساب تنظيم داعش في مدينة الرقة، تحت تأثير الهجوم البري والقصف الجوي لطائرات التحالف الدولي، في وقت عززت ميليشيات إيران انتشارها شمال معسكر التنف الأميركي.
وتحدث معلومات عن مفاوضات تجري بوساطة عشائرية لتسليم المدينة، مقابل خروج آمن لمقاتلي التنظيم إلى البادية السورية ومحافظة دير الزور، لكن «سوريا الديمقراطية» رفضت منحهم خروجاً آمناً للتنظيم، وأكدت أن خياره الوحيد تسليم عناصره مع أسلحتهم.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا، إن «تنظيم داعش يطبق إجراءات تقييدية لعرقلة تحركات المدنيين الباحثين عن الأمان خارج المدينة». وأوضح في تقرير له إن التنظيم «منع خروج المدنيين الراغبين في ترك مدينة الرقة، التي تتعرض لهجوم التحالف، الذي يغطي تقدم قوات سوريا الديمقراطية»، موضحاً أن «هناك معلومات عن عمليات انتقامية من جانب التنظيم ضد العائلات التي تحاول الهرب، مثل تدمير السيارات والممتلكات وإخضاعهم لعمليات عقابية واضطهاد».
ميدانياً، احتدمت المعارك أمس على جبهات الرقة من الجهتين الشرقية والغربية، وأعلن خليل لقمان، قائد العمليات العسكرية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» على جبهات الرقة الشرقية، أن قواته «تقدّمت باتجاه حارات الروضة، الواقعة بين السور الشرقي ومنطقة الصوامع». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «العمليات العسكرية تعتمد تكتيكاً قتالياً تقتضيه ظروف المعركة، بحيث يكون أحياناً التصعيد من الجهة الشرقية، أقوى من الجبهات الغربية، ثم تنقلب الصورة لتقوى المعارك في الأحياء الغربية وتتراجع نسبياً في شرق المدينة»، لافتاً إلى أن «هذا التكتيك يربك مقاتلي (داعش) ويدفعهم إلى التراجع».
وقال ناشطون، إن «محاور حي الصناعة في مدينة الرقة، شهدت مواجهات عنيفة، بعدما نفّذ مقاتلو (داعش) هجوماً معاكساً، محاولين استعادة السيطرة على النقاط التي خسروها في الحي». وأشاروا إلى أن التنظيم «استهدف بعربتين مفخختين نقاط سيطرة (قسد) في منطقة الجزرة غرب الرقة، كما استهدفت عربة مفخخة مساكن الادخار، وأدت إلى قتل وجرح عدد من عناصر (قسد)، وترافقت المعارك مع غارات جوية وقصف مدفعي عنيف على مناطق الاشتباك».
وفي موازاة المعارك العسكرية، أفاد الناشطون أن «أكثر من 70 عنصراً من (داعش) انشقوا عن التنظيم، وسلموا أنفسهم مع سلاحهم إلى (سوريا الديمقراطية) بوساطة شخصيات عشائرية». وأشاروا إلى أن «عدداً كبيراً من عناصر التنظيم، ينوون الهرب من الرقة بعد ازدياد حدة القصف الجوي والصاروخي والمدفعي على المدينة».
وقال خليل لقمان: «ليست المرة الأولى التي يحاول فيها تنظيم داعش، استدراج قواتنا إلى مفاوضات».
وأوضح أنه «عندما حاصرت (قسد) مدينة الرقة وعزلتها عن محيطها، حاول التنظيم امتصاص حملة (غضب الفرات) لتخفيف الضغط عنه، لكنه لم يكن جاداً في تسليم المدينة وتجنيبها هذا الكم من الدماء».
وأضاف: «في ظل تقدمنا الآن وتحرير عدد كبير من الأحياء، يسعى (داعش) إلى مفاوضات لحجب انتصاراتنا، ونحن أبلغنا الوسطاء، أن الخيار الوحيد المتاح أمام التنظيم، هو وقف القتال وتسليم جميع المقاتلين أنفسهم وأسلحتهم إلى قواتنا، وليس منحهم خروجاً آمناً إلى مناطق أخرى».
وشكك لقمان برواية تسليم 70 مقاتلاً من «داعش» أنفسهم، وأكد أنه «لم يحصل حتى الآن استسلام مجموعات بهذا العدد»، لافتاً إلى «حصول عمليات استسلام فردية، وقبل أيام استسلم ستة مقاتلين وسلموا أنفسهم مع عائلاتهم»، كاشفاً أن «مجموع من استسلموا أو أسروا يقارب الـ70 شخصاً، جميعهم أجانب، وتحديداً من إندونيسيا والشيشان وروسيا وتركيا». أما في دير الزور، فقد قصف النظام السوري أحياء العرضي، الحويقة، الشيخ ياسين والحميدية، بصواريخ نوع أرض - أرض، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أفاد بأن «طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، قصفت صهريجاً للنفط بالقرب من مسجد في قرية الطواطحة بريف مدينة البوكمال، الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، ما تسبب في تدمير الصهريج وأضرار مادية في المسجد».
بدورها ذكرت وكالة «رويترز»، أن «فصائل عراقية مسلحة تساند قوات النظام ضد تنظيم داعش، تقدمت في محافظة دير الزور في شرق سوريا». ونقلت الوكالة عن أشخاص شردهم القتال، أن «الزحف الذي قادته (حركة النجباء)، دفع التنظيم إلى التقهقر باتجاه معقله في المحافظة»، مشيرة إلى أن «الفصائل وسّعت نطاق الأراضي التي يسيطر عليها حلفاء النظام السوري في المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود العراقية والأردنية، وحول القاعدة العسكرية (التنف) التي تستخدمها قوات أميركية، وفصائل تدعمها واشنطن».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.