«شبح الحل» يلاحق 15 حزباً مصرياً

تشريع برلماني مرتقب يحظر ممارسة أي حزب أنشطة تحرض على العنف

«شبح الحل» يلاحق 15 حزباً مصرياً
TT

«شبح الحل» يلاحق 15 حزباً مصرياً

«شبح الحل» يلاحق 15 حزباً مصرياً

قالت مصادر مصرية: إن «سلطات البلاد تتجه لحل 15 حزبا سياسيا أقيمت على مرجعية دينية لاتهامها بدعم الإرهاب، ونشر الفكر المتطرف والحض على الكراهية بين المسلمين والمسيحيين بفضل آراء بعض عناصر هذا الأحزاب المتشددة».
وأضافت المصادر، أن «لجنة شؤون الأحزاب في البلاد أحالت حتى الآن أوراق 6 من هذه الأحزاب وهي (النور، والبناء والتنمية، والوسط، والاستقلال، وغد الثورة، لمؤسسة أيمن نور، والوطن) للنائب العام المصري المستشار نبيل صادق؛ للتحقيق في مدى مخالفتها لقانون الأحزاب السياسية وكونها أحزابا دينية من عدمه... عقب تلقي اللجنة بلاغات وشكاوى ضد هذه الأحزاب تتهمها بالمشاركة في القيام بأعمال إرهابية».
وبينما تحقق السلطات القضائية مع أعضاء حزب «البناء والتنمية» الذراع السياسية للجماعة الإسلامية والذي يترأسه طارق الزمر (هارب)، وأدرج في قائمة الإرهاب التي أصدرتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين على خلفية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لتمويل الجماعات الإرهابية. يتجه البرلمان المصري إلى إعداد تشريع يحظر ممارسة أي حزب لأنشطة تحرض على العنف والتطرف والكراهية.
وكانت لجنة شؤون الأحزاب برئاسة المستشار عادل الشوربجي قد أحالت أوراق حزب «البناء والتنمية» إلى النائب العام، لإعداد تقرير بشأنه وبيان ما إذا كان الحزب قد خالف شروط تأسيسه من عدمه وفقا لقانون الأحزاب السياسية. وتأسست الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011. وتشكل معظمها بموجب قانون الأحزاب الذي عدل منتصف عام 2011. وأشهرها حزب «النور» الذراع السياسية للدعوة السلفية، والأصالة، والوطن، والفضيلة، والإصلاح والنهضة، والراية، بجانب حزب مصر القوية الذي يرأسه عبد المنعم أبو الفتوح، والعمل الجديد، والوسط، والاستقلال، والثورة المصرية، والحضارة، والتوحيد العربي، والبناء والتنمية، والحزب الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الجهاد.
وقال مراقبون إنه «عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان الإرهابية أسس عدد من الأحزاب السابق ذكرها وفي مقدمتها (الوسط، والوطن، والأصالة، والفضيلة، والبناء والتنمية، والإصلاح، والاستقلال، والعمل الجديد، والراية، والحزب الإسلامي) تحالفا تحت مسمى (دعم الشرعية) حرض على العنف والقتل والتظاهر ضد السلطات في البلاد». وأكد المراقبون أنه «تم إحالة عدد من قيادات هذه الأحزاب للمحاكمة بسبب التحريض على العنف والإرهاب، وبعضهم محكوم عليه بالسجن المشدد ويقبعون داخل السجون الآن».
ويشار إلى أنه بعد فترة من تأسيس «دعم الشرعية» انسحبت بعض هذه الأحزاب ومن بينها «الوطن» الذي يترأسه عماد عبد الغفور مستشار المعزول مرسى، و«الوسط»، و«البناء والتنمية»... وهناك دعاوى قضائية تمت إقامتها لحل هذه الأحزاب بعضها تم رفضه وأخرى لم يتم الفصل فيها. وسبق أن طالبت حملة تسمى «لا للأحزاب الدينية» في أغسطس (آب) عام 2015 بحل جميع الأحزاب الدينية في مصر. وفور إعلان الحكومة المصرية الإخوان جماعة إرهابية تم حل حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية للجماعة.
في غضون ذلك، أضافت المصادر المصرية نفسها أنه «عقب التحقيقات التي سوف تجرى بشكل موسع ستواجه هذه الأحزاب مصير الحل أو التصفية، إذا ثبت من التحقيقات أنها خالفت أهدافها ومبادئها والتي بناء عليها وافقت لجنة شؤون الأحزاب عليها في منحها الترخيص في البداية».
موضحة أن لجنة شؤون الأحزاب مهتمة جدا بهذا الملف، وبخاصة في ظل ما تقوم به مصر من خطوات وإجراءات وقوانين لمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة داخليا وخارجيا... وأنه حال ثبوت ما ثبت صحة ما ورد في البلاغات والشكاوى التي قدمت للجنة، ستطلب اللجنة من المحكمة المختصة حلها كما ينص القانون.
وتنص المادة 74 من الدستور على «للمواطنين حق تكوين الأحزاب السياسية بإخطار ينظمه القانون، ولا يجوز مباشرة أي نشاط سياسي أو قيام أحزاب سياسية على أساس ديني أو بناء على التفرقة بسبب الجنس أو الأصل أو على أساس طائفي أو جغرافي أو ممارسة نشاط معاد لمبادئ الديمقراطية أو سري أو ذي طابع عسكري أو شبه عسكري، ولا يجوز حل الأحزاب إلا بحكم قضائي».
لكن قيادات مسؤولة داخل هذه الأحزاب التي يطلق عليها «تيار الإسلام السياسي» تؤكد أنها «لم تؤسس على أساس ديني، وإنما هي أحزاب مدنية لها تطلعات سياسية ومجتمعية... ولا تنص في لائحتها الداخلية على أنها مؤسسة على مرجعية دينية، فضلا عن أنها لا تمارس الإرهاب والتحريض على العنف والقتل».
في سياق متصل، طالب عدد من أعضاء مجلس النواب (البرلمان) اتخاذ الإجراءات القانونية لحل جميع الأحزاب الدينية، والأحزاب المنتمية للجماعات المتشددة والمتطرفة في إطار المواجهة الفكرية للتطرف والحرب على الإرهاب... ويتجه «النواب» إلى إعداد تشريع بقانون لتعديل قانوني الأحزاب ومباشرة الحياة السياسية، وتفعيل النص الدستوري الذي ينص على حظر إنشاء أحزاب على أساس ديني، وحظر ممارسة أي حزب لأنشطة تحرض على العنف وحله فورا.
وقال عضو لجنة الشؤون الدينية بالبرلمان النائب عبد الكريم زكريا، «إن الأحزاب الدينية تبث أفكارا متطرفة ومتشددة ويجب إقصاؤها، وتشديد الرقابة على أنشطتها ومواردها والإعانات التي تحصل عليها من الخارج؛ لأن مصر في حرب مع الإرهاب ويجب تجفيف كل منابعه فكريا وماليا». مضيفا: أن «بعض هذه الأحزاب مسؤولة عن تصاعد أعمال الإرهاب، والسعي لإسقاط الدولة المصرية، وترويج أفكار تحض على العنف والفتنة بين المسلمين والمسيحيين».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.