طائرات صينية مُسيّرة صغيرة رخيصة... هدية جيدة للمبتدئين

تتمتع بقدرات مبهرة وتوجه بالتطبيقات الهاتفية والإشارات اليدوية

الطائرة تتمتع بالوزن الخفيف والحجم الصغير (خدمة «نيويورك تايمز»)
الطائرة تتمتع بالوزن الخفيف والحجم الصغير (خدمة «نيويورك تايمز»)
TT

طائرات صينية مُسيّرة صغيرة رخيصة... هدية جيدة للمبتدئين

الطائرة تتمتع بالوزن الخفيف والحجم الصغير (خدمة «نيويورك تايمز»)
الطائرة تتمتع بالوزن الخفيف والحجم الصغير (خدمة «نيويورك تايمز»)

إن كنت تظن أن الطائرات المسيرة التي تطّن من حولك على الشاطئ تسبب الإزعاج، فانتظر حتى ترى ما سوف يحدث عندما تنخفض أسعارها عن سعر هاتف الآيفون.
وسواء أعجبك الأمر أم لا - فإن الطائرات المسيرة ذات التحكم عن بعد - قد تكون على أبواب الانتشار واسع النطاق مع انخفاض أسعارها في الأسواق. وسوف تفرج شركة (دي جي آي)، وهي أكبر الشركات المصنعة للطائرات المسيرة في العالم وتتخذ من مدينة شنتتن الصينية مقرا لها، عن «سبارك Spark»، أولى الطائرات المسيرة بسعر 499 دولاراً. وهذا السعر يقترب من نصف سعر الطائرات المسيرة العادية في الأسواق، أو ثلاثة أرباع سعر هاتف الآيفون، والذي يبدأ سعره من 650 دولاراً.
* طيارة مبهرة
ولقد اختبرت الطائرة «سبارك» على مدى أيام خلال هذا الأسبوع ووجدت فيها قدرات مبهرة بالنسبة لطائرة مسيرة منخفضة التكاليف. وعلى العكس من الطائرات المسيرة الأخرى باهظة الثمن، والتي تعمل بجهاز التحكم عن بعد، فإن الطائرة «سبارك» مصممة أساسا للعمل مع تطبيق للهواتف الذكية، كما يمكنك تحريك الطائرة بالإشارات اليدوية وتجعلها تلتقط الصور الذاتية. ويمكنها تصوير مقاطع الفيديو عالية الدقة، ويبلغ وزنها نحو ربع رطل (114 غراما تقريبا)، وهي صغيرة الحجم حتى يمكنك وضعها في حقيبة ظهرك.
كما نجحت في جعل الطائرة «سبارك» تطير فعلياً بعد عدة محاولات، وهي أولى الطائرات المسيرة التي اختبرتها، وهذه شهادة على سهولة استخدامها والتحكم فيها.
ومما لا يثير الدهشة، أن هذه الطائرة ليست مثالية. فمن الصعوبة التعامل مع التطبيق الهاتفي المرفق من دون قراءة دليل التعليمات أولا. ويستمر عمر البطارية لمدة 15 دقيقة فقط، كما أن هناك بعض المشكلات في برنامج التشغيل والذي قد يسبب طيران الطائرة بشكل غير منتظم.
ومع ذلك فلن أتردد في التوصية بهذه الطائرة للأشخاص المهتمين بشراء الطائرات المسيرة على سبيل التجربة في التقاط الصور الجوية أو للاستمتاع بتجربة الطيران عبر هذه الآلة. ومع اعتبارات الوزن الخفيف والحجم الصغير لهذه الطائرة، فإن الطائرة «سبارك» سوف تصلح لأن تكون هدية جميلة خلال موسم العطلات الحالي.
* خصائص الطائرة
وفيما يلي ما تحتاجون إلى معرفته حول ما سوف تحصلون عليه من هذه الطائرة منخفضة السعر.
سهولة الإعداد وصعوبة الإطلاق. هناك بعض المكونات الأساسية في الطائرة سبارك: المراوح الدافعة، والمحركات، والكاميرا، والبطارية.
ولإعداد الطائرة: أدخل البطارية في مكانها أسفل الطائرة. ثم قم بتثبيت تطبيق الهاتف الذكي، وامسح الرمز الشريطي على العبوة لتسجيل الطائرة، ثم قم بتشغيلها واتصالها بشبكة «واي فاي». ومن هنا، يمكن استخدام التطبيق في تغيير الإعدادات على الطائرة وتجعلها تقلع وتطير.
وفي داخل تطبيق الشركة للتحكم في الطائرة، هناك أذرع التحكم الافتراضية لكي تجعل الطائرة تدور أو تتحرك لأعلى، أو لأسفل، أو للأمام، أو إلى الخلف. وفي البداية، سوف يسبب لك التطبيق بعض الارتباك عند الاستخدام. ولقد استغرق الأمر ثلاث مرات أو 90 دقيقة من وقت الطيران باستخدام بطاريتين، لكي أتمكن من التحليق بالطائرة. وأزرار التطبيق لا تخبرك بوظائفها ولا بكيفية استخدامها. وفي نهاية الأمر، توجب على قراءة دليل التعليمات من 50 صفحة لمعرفة أفضل طريقة لتشغيل الطائرة.
وهناك خيار تخطي استخدام التطبيق بالكلية عن طريق تشغيل «بالم كنترول»، وهو النمط الذي يتيح للطائرة الاستجابة لإشارات المستخدم اليدوية. ولتشغيل هذا النمط، قم ببسط راحة يدك أمام الكاميرا، وسوف تسجل الطائرة شكل اليد وتتابع حركاتها أثناء التحرك. ويمكنك بسط أصابع الإبهام والفهرسة لتشكيل إطار حول نفسك لكي تجعل الطائرة تلتقط الصور الذاتية لك تلقائيا. لوح بيديك إلى الطائرة وسوف تصعد وتطير إلى الوراء.
وكانت الطائرة «سبارك» في نهاية المطاف غير متسقة مع الإشارات اليدوية. في بعض الأحيان تستجيب سريعاً، ولكن في أغلب الأحيان فشلت الطائرة رفي التعرف على الإشارات واستمرت في التحليق.
* مزايا وعيوب
لدى الطائرة «سبارك» الكثير من المزايا التي تجعلها مناسبة تماما لأولئك الذين يجربون الطائرات المسيرة للمرة الأولى. والميزة الكبرى هي قائمة بالاختصارات المسماة (كويك شوت، أي اللقطة السريعة): وهي من تسلسلات الحركة التلقائية لتصوير مقاطع الفيديو الرائعة بواسطة الطائرة. عليك اختيار جسم ما (مثل أحد الأشخاص أو الحيوانات) لتسجيله، ثم اختيار نمط «كويك شوت»، ثم النقر على زر لبدء التصوير.
ومن بين أنماط «كويك شوت» نمط يسمى «سيركل - الدوران» والذي يجعل الطائرة تدور تلقائيا حول الجسم المراد تصويره أثناء التسجيل. وأفضل أنماط «كويك شوت» عندي هو نمط يسمى «روكيت - الصاروخ»، والذي يجعل الطائرة ترتفع لعشرات الأمتار في الهواء أثناء مواصلة التصوير بالفيديو لي ولأصدقائي من أعلى. وكانت تجربة التصوير ممتعة عند مشاهدتها على تطبيق «إنستاغرام».
ومن أكثر عيوب الطائرة «سبارك» إزعاجاً حتى الآن هي العبوة الخاصة بها. فالعبوة تناسب الطائرة والبطاريتين وبعض شفرات المروحية الدافعة، ولكنها تفتقر إلى المساحة الكافية لوجود حماية لشفرات المراوح، وهي المصدات المهمة التي تساعد على منع المراوح من إصابة الناس بجروح أو عند الارتطام بالأجسام الأخرى.
وقالت الشركة المصنعة إن ذلك يرجع إلى أن مصدات الشفرات هي من الملحقات الاختيارية التي تباع بشكل منفصل، والعبوة الأصلية المحكمة ليس فيها مكان لذلك. ولكن بالنسبة لي، كان هذا إغفال من جانب الشركة، لأن أي شركة ناشئة سوف تزود العبوة بمصدات الشفرات، وينبغي أن تكون جزءا من العبوة بأكملها وتوجد داخلها.
وينقلنا هذا إلى أمر آخر مع الطائرة «سبارك»، فالسعر المعروض 499 دولارا يحمل الكثير من التضليل عندما تضيف المزيد من الملحقات التي لا بد وأن تحتاجها لأجل الطائرة. وبعد شراء مصدات الشفرات بسعر (19 دولارا)، سوف تحتاج إلى بطارية إضافية واحدة على الأقل بسعر (49 دولارا) وجهاز شحن البطارية بسعر (69 دولارا). وفي النهاية، سوف تنفق ما يقرب من 640 دولارا لكي تستمر جلسات الطيران بالطائرة الجديدة لمدة نصف ساعة فقط، مع اعتبار عمر البطارية البالغ 15 دقيقة فحسب.
وحتى مع ذلك، فإن سعر 640 دولارا لا يزال أرخص من هاتف الآيفون أو أحد أجهزة أندرويد المتطورة مثل هاتف غوغل بيكسل (الذي يبلغ سعره 650 دولار)، والذي يجعله من هدايا المحتملة بقوة لعشاق التكنولوجيا والتصوير. إن الطائرة المسيرة «سبارك» هي منتج قوي بتكلفة منخفضة، ويبدو أن الطائرات المسيرة سوف تغزو الأسواق والحدائق والشواطئ ومناطق الجذب السياحي في المستقبل القريب.
* خدمة «نيويورك تايمز».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».