معركة الكيلومترات الأربعة تقرب الحسم في الموصل

عشرات الضحايا بتفجير جامع النوري... والعبادي يتوقع «إعلان التحرير بالكامل خلال أيام»

معركة الكيلومترات الأربعة تقرب الحسم في الموصل
TT

معركة الكيلومترات الأربعة تقرب الحسم في الموصل

معركة الكيلومترات الأربعة تقرب الحسم في الموصل

في وقت دخلت معركة غرب الموصل مرحلة الحسم، مع انحسارها إلى مساحة أربعة كيلومترات مربعة في المدينة القديمة، باتت آخر ما يسيطر عليه تنظيم «داعش»، وتوقع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إعلان تحرير المدينة بالكامل «خلال أيام قليلة».
وأخرجت فرق الدفاع المدني، أمس، جثث عشرات المدنيين من تحت أنقاض المنازل القديمة المحيطة بجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء التاريخية اللذين اتهمت السلطات مسلحي «داعش» بتفجيرهما، مساء أول من أمس.
وقال مسؤول الإعلام في «الاتحاد الوطني الكردستاني» في الموصل غياث سورجي لـ«الشرق الأوسط»، إن فرق الدفاع المدني والقوات تواصل إخراج «نحو 100 جثة» لا تزال تحت أنقاض منازل قديمة في محيط الجامع «انهارت بفعل الانفجار». وأضاف أن المدنيين الذين كانوا يقطنون قرب الجامع «لم ينجُ أي شخص منهم».
وكانت قيادة عمليات نينوى قالت في بيان، أول من أمس، إن «عصابات داعش أقدمت على ارتكاب جريمة تاريخية أخرى أثناء تقدم (مقاتلي) جهاز مكافحة الإرهاب باتجاه أهدافهم في عمق المدينة القديمة ووصولهم مسافة 50 متراً عن جامع النوري». واتهم «داعش» التحالف الدولي بقصف الجامع، لكن الناطق باسم التحالف الكولونيل جون دوريان نفى تنفيذ غارات في منطقة الجامع والمنارة اللذين يعود تاريخهما إلى القرن الثاني عشر.
وأثار تفجير الجامع ومنارته التاريخية إدانات واسعة. ورغم أن الأمر كان متوقعاً، خصوصاً مع تفجير «داعش» جامع النبي يونس وتدمير مواقع أثرية في محافظتي نينوى العراقية وتدمر السورية العام الماضي، إلا أن كثيرين كانوا يعلقون آمالاً كبيرة على تمكن قوات الجيش من طرد عناصر «داعش» قبل أن يتمكنوا من تفجير المبنيين.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن «تفجير داعش لمنارة الحدباء وجامع النوري إعلان رسمي لهزيمته». ودان الرئيس فؤاد معصوم في شدة «الجريمة الانتقامية» التي رأى أنها «دليل على قرب الهزيمة النهائية لداعش»، فيما أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أن «جرائم داعش تخطت الحدود وفاقت كل التصورات، وهذا ناتج بالتأكيد عن فكره المريض وذهنيته الانتقامية». ودعا القوات إلى الإسراع بتحرير المدينة القديمة في غرب الموصل.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، أمس، إن «تدمير داعش لهذا المسجد الذي أعلن من منبره زعيم التنظيم ما سماه بالخلافة، وحيث تطبق الآن قوات الأمن الخناق على الإرهابيين المتبقين إنما يظهر يأس التنظيم ويدل على دنو نهايته المحتومة». وأضاف أن «هذا العمل الهمجي الأخير المتمثل بتفجير موقع إسلامي تاريخي يضاف إلى سجلات جرائم داعش ضد الحضارة الإسلامية والعراقية والبشرية».
واعتبرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) إيرينا بوكوفا، أمس، أن تدمير «داعش» لمنارة الحدباء التاريخية في الموصل «يعمق الجروح» في العراق. ودعت إلى «التحرك الدولي الفوري والقوي». وقالت في بيان إن «هذا التدمير الجديد يعمق جروح مجتمع يعاني أصلاً من مأساة إنسانية غير مسبوقة». وأعربت عن «الاستعداد لدعم وإعادة ترميم وتأهيل الإرث الثقافي متى أمكن».
ولفتت بوكوفا إلى أن «(يونيسكو) بدأت العمل على حماية المنارة في 2012، إلا أن الأعمال تعرقلت بسبب النزاع». وأضافت أنه «تم الانتهاء من وضع دراسة شاملة بشأن حفظ المنارة، يمكن أن تكون مفيدة مستقبلاً».
ولم تتبق أمام القوات لاستعاد السيطرة الكاملة على الموصل بشقيها سوى أربعة كيلومترات مربعة، يتحصن فيها من تبقوا من مسلحي «داعش» الذين تقدر أعدادهم بنحو 500. وغالبيتهم من الأجانب، بحسب معلومات أمنية عراقية. وتعتقد السلطات أن غالبية المسلحين في المدينة القديمة من «الانغماسيين» الذين يخوضون اشتباكات بأسلحة خفيفة وقنابل يدوية عن قرب مع القوات، قبل تفجير أنفسهم.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن مسلحي «داعش» فخخوا غالبية بنايات الموصل القديمة، «ويسعون إلى تفجير معالم هذه المنطقة التاريخية، الواحدة تلو الأخرى، بعدما تأكدوا من أنهم لن يتمكنوا من البقاء في الموصل».
واشتدت المعارك في أزقة الموصل القديمة وبين بيوتها المتلاصقة التي شهدت موت عشرات بسبب النقص الحاد في الطعام ومياه الشرب. ويقطن نحو 100 ألف مدني هذه المنطقة، ويمنعهم «داعش» من الفرار. وأكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أمس، أن «لا فرصة أمام مسلحي داعش للهرب والنجاة، لأن القوات العراقية تحاصرهم من الاتجاهات كافة».
وأشار جودت إلى «مقتل 43 مسلحاً من التنظيم في حيي رأس الجادة وباب البيض، بينهم ثلاثة من خبراء التفخيخ». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «دمرت قطعاتنا خمس عجلات مفخخة، وفككت 15 عبوة ناسفة، وأربعة منازل ملغمة، واستولت على مستودع للذخيرة». وكشف عن تحرير قواته جامع الحامدين في باب البيض، ومواصلة التقدم باتجاه كنيسة شمعون للسيطرة عليها.
ولفت إلى أن قواته «تخوض معارك شرسة في أحياء باب البيض وباب جديد وباب الطوب قبل الوصول إلى أهدافها الحيوية في منطقة السرجخانة». وتقدمت وحدات من الشرطة الاتحادية، أمس، مسافة 100 متر من جنوب المدينة القديمة باتجاه جامع الزيواني، «وقتلت ثمانية مسلحين من التنظيم، بينهم خمسة قناصين وثلاثة انتحاريين يستقلون درجات نارية».


مقالات ذات صلة

مصر تطالب بـ«أقصى الجهود» لإطلاق سراح مختطفيها الثلاثة في مالي

العالم العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال استقبال نظيره المالي عبد الله ديوب بالقاهرة في ديسمبر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بـ«أقصى الجهود» لإطلاق سراح مختطفيها الثلاثة في مالي

طالبت مصر السلطات في مالي بضرورة بذل «أقصى الجهود» للعمل على إطلاق سراح ثلاثة مصريين «مختطفين» هناك على أيدي جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لـ«القاعدة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا جنود نيجيريون عند نقطة تفتيش (أرشيفية- أ.ب)

200 قتيل في مواجهات بين مجموعات متطرفة متحاربة شمال شرقي نيجيريا

أودت مواجهات بين مجموعات متطرفة متحاربة في شمال شرقي نيجيريا بحياة نحو مائتي شخص، في منطقة بحيرة تشاد.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
أميركا اللاتينية علي زكي حاج جليل (مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي)

فنزويلا تعلن اعتقال مشتبه به بتفجير طائرة ركاب في بنما عام 1994

أعلنت بنما الأحد أن فنزويلا اعتقلت على أراضيها مشتبهاً به بتفجير طائرة ركاب بنمية عام 1994 نُسب إلى «حزب الله» اللبناني وأسفر عن مقتل 21 شخصاً، معظمهم من…

«الشرق الأوسط» (بنما)
شمال افريقيا عناصر من الجيش الصومالي خلال حملة سابقة على عناصر من «حركة الشباب» (الشرق الأوسط)

مقتل 3 من قادة «حركة الشباب» في عمليات عسكرية بجنوب الصومال

القوات المسلحة «ماضية في مطاردة فلول الخوارج حتى القضاء عليهم بشكل كامل».

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أوروبا استنفار أمني بعد هجمات باريس نوفمبر 2015 (متداولة أرشيفية)

فرنسا تحقق في «تهديد إرهابي» مرتبط بأحد المشاركين في هجمات عام 2015

نفذ إرهابيون سلسلة هجمات منسقة على «قاعة باتاكلان» للحفلات الموسيقية وملعب «ستاد دو فرنس» وحانات ومطاعم، في 13 نوفمبر 2015 ما أسفر عن مقتل 130 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)

العراق: تصريحات متحدث الخارجية الإيرانية بشأن الانتخابات «تدخل مرفوض»

الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (وكالة الأنباء الإيرانية)
الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (وكالة الأنباء الإيرانية)
TT

العراق: تصريحات متحدث الخارجية الإيرانية بشأن الانتخابات «تدخل مرفوض»

الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (وكالة الأنباء الإيرانية)
الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (وكالة الأنباء الإيرانية)

أعربت وزارة الخارجيّة العراقية اليوم الاثنين عن «استغرابها» إزاء تصريحات أَدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الإيرانية، بشأن الانتخابات في العراق، ووصفت تلك التصريحات بأنها «مُستفزة وتمثل تدخّلاً واضحاً ومرفوضاً في الشأنِ الدّاخلي».

ووفقاً لـ«رويترز»، قالت الوزارة في بيان إن «العملية الانتخابية تعد شأناً وطنياً خالصاً يخضع لإرادة الشعب العراقي ومؤسّساته الدستوريّة حصراً».

ونقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، قوله في مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة تتدخل في الانتخابات العراقية، معتبراً أن هذه التدخلات «ضارة بلا شك»، ومضيفاً أن الانتخابات في العراق لها «أهمية خاصة في تحديد مصير الشعب العراقي، وأي تدخل خارجي في هذه العملية مرفوض ومُدان».

وأكدت الخارجية العراقية أن العراق يُقيم علاقات متوازنة مع جيرانه، تقوم على مبدأ احترام السّيادة المتبادلة، وعدم التدخّل في الشؤونِ الدّاخليّة للدّول، مشددة على أن «الحفاظ على حُسن الجوار يتطلّب التزاماً دقيقاً بهذه المبادئ، وتجنب أي تصريحات أو مواقف من شأنِها المساس بسيادة العراق أو التدخّل في شؤونه الدّاخليّة».


إقبال متوسط مع انطلاق انتخابات «النواب» في مصر

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب (مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب (مجلس الوزراء)
TT

إقبال متوسط مع انطلاق انتخابات «النواب» في مصر

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب (مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب (مجلس الوزراء)

انطلقت المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري في الداخل، الاثنين، في 14 محافظة، في أجواء هادئة وإقبال جماهيري متوسط، اتسم بالحضور النسائي اللافت.

وتباينت الكثافة الانتخابية بين لجان شهدت مشاركة قوية وأخرى كان الإقبال فيها محدوداً، وأشار مدير المكتب التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات المستشار أحمد بنداري إلى استقبال اللجنة «اتصالات عديدة من مواطنين قلقين من عدم تمكنهم من الإدلاء بأصواتهم في ظل كثافة الناخبين بلجانهم».

حضور كثيف أمام لجنة محمد كُريم في شارع البحر الأعظم بالجيزة (تصوير رحاب عليوة)

وطمأن بنداري الناخبين خلال المؤتمر الثاني للهيئة لمتابعة سير العملية الانتخابية، مساء الاثنين، إلى الاستمرار في عملية التصويت حتى إدلاء جميع الناخبين بأصواتهم.

وتمتد ساعات التصويت من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً خلال يومي الاثنين والثلاثاء.

ويحق لأكثر من 35 مليون ناخب التصويت في المرحلة الأولى بانتخابات مجلس النواب، التي يتنافس فيها 1281 مرشحاً على النظام الفردي، وقائمة واحدة هي «القائمة الوطنية من أجل مصر»، وهي تحتاج إلى خمسة في المائة فقط من مجمل الأصوات المُقيدة للفوز.

وأدلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بصوته في الساعات الأولى لانطلاق العملية الانتخابية، داخل لجنته في محافظة الجيزة، معرباً عن اعتزازه بالمشاركة «في هذا الاستحقاق الدستوري المهم، باعتباره واجباً وطنياً وحقاً دستورياً»، حسب بيان لمجلس الوزراء.

ودعا مدبولي جموع المواطنين «للمشاركة الفاعلة في هذا الاستحقاق الوطني، تمسكاً بحقهم الدستوري، ولمواصلة دورهم في المساهمة الإيجابية تجاه بناء مؤسسات الوطن، ودعم مسيرته لتحقيق التنمية المنشودة، خاصة بعد ما شهده التصويت في الخارج بالمرحلة الأولى من إقبال كبير لأبناء مصر».

حضور نسائي بارز في انتخابات مجلس النواب في مرحلتها الأولى (الشرق الأوسط)

وانطلقت انتخابات المصريين في الخارج يومي 7 و8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، داخل 139 لجنة فرعية في 117 دولة، ولوحظت كثافة المشاركة في الدول العربية، خصوصاً الكويت والسعودية والإمارات، حتى أن ساعات التصويت تم تمديدها في الكويت بعد الوقت المحدد لاستيعاب كثافة الناخبين.

ونوه مدبولي بأهمية هذه الانتخابات قائلاً: «بإتمام هذا الاستحقاق الدستوري، سيكون تشكيل غرفتي البرلمان المصري اكتمل، لتبدأ مرحلة جديدة من العمل التشريعي الوطني، ومواصلة مسيرة التعاون الفاعل بين الحكومة والبرلمان».

ومن بين المشاركات في عملية الإدلاء بالأصوات، وقفت صفاء محمد (32 عاماً) في طابور يمتد لعدة أمتار أمام لجنة مدرسة محمد كُريم في شارع البحر الأعظم بمحافظة الجيزة، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها انتخبت «أحد رجال الأعمال المشهورين في ظل جهوده لتلبية احتياجات أهالي المنطقة في السنوات الماضية».

ناخبون يدلون بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب المصري بمحافظة البحيرة (تنسيقية شباب الأحزاب - فيسبوك)

وأشارت غرفة عمليات «تنسيقية شباب الأحزاب» إلى المشاركة النسائية اللافتة في محافظتي سوهاج وبني سويف، كما أظهرت صور ومقاطع فيديو بثتها غرف عمليات الأحزاب المشاركة في الانتخابات توافد العديد من النساء على اللجان بصحبة أطفالهن.

وانتشرت وسائل نقل جماعية تحمل صور مرشحين وتجوب بها الشوارع، أو تنقل ناخبين إلى اللجان. كما انطلقت أغانٍ وطنية عبر مكبرات للصوت في محيط بعض اللجان، بينما اتسمت الأجواء في لجان أخرى بالهدوء.

وتابعت الهيئة الوطنية للانتخابات في مؤتمر عبر الفيديو مع القضاة رؤساء اللجان سير العملية الانتخابية بعد ساعات من انطلاقها. ووصف العديد من المشرفين على اللجان الكثافة الحضورية بين «العالية والمتوسطة»، بينما قدرها آخرون بـ«الهادئة».

وانتقدت أحزاب معارضة ما اعتبرته «معوقات» شابت سير العملية الانتخابية في بعض اللجان، وأشارت غرفتا العمليات المركزية لحزبي «المحافظين» و«المصري الديمقراطي» في تقريرين مختلفين إلى إعاقة دخول بعض مندوبي المرشحين إلى اللجان لمتابعة عملية التصويت، بالإضافة إلى خروقات أخرى مثل «وجود دعاية انتخابية أمام بعض اللجان ورصد حالات لشراء أصوات».

وقبل فتح باب التصويت، أعلنت النائبة البرلمانية الحالية والمُرشحة عن دائرة إمبابة، نشوى الديب، انسحابها من الانتخابات اعتراضاً على ما وصفته بـ«مخالفات واضحة، وغياب لمعايير النزاهة والشفافية، وعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين»، وفق بيان عبر صفحتها على «فيسبوك».

في المقابل، رصدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إحدى مؤسسات المجتمع المدني المشرفة على الانتخابات، «إيجابيات في التنظيم العام للعملية الانتخابية»، غير أنها رصدت أيضاً «بعض الملاحظات والمخالفات التي تستوجب الانتباه والمعالجة».

وقالت المنظمة في بيان: «الساعات الأولى اتسمت بالهدوء النسبي والتنظيم العام في أغلب المحافظات، مع تعاون جيد من الأجهزة الأمنية ورؤساء اللجان، وغياب لمظاهر العنف أو التكدس»، وطالبت في الوقت نفسه الهيئة الوطنية للانتخابات باتخاذ الإجراءات المناسبة في بعض الملحوظات مثل «وجود الدعاية الحزبية داخل محيط المقار، ومنع بعض المراقبين من أداء مهامهم، ومحاولات شراء الأصوات».

هدوء أمام لجنة بالعجوزة خلال أول أيام انتخابات مجلس النواب (الشرق الأوسط)

وأشاد مفتي مصر السابق ورئيس لجنة الشؤون الدينية في مجلس الشيوخ، شوقي علام، بسير العملية الانتخابية، داعياً المواطنين لـ«استكمال المُشاركة الفاعلة في هذا الاستحقاق الوطني، ومواصلة دورهم في المُساهمة الإيجابية تجاه بناء مؤسسات الوطن»، وذلك خلال الإدلاء بصوته في محافظة البحيرة، وفق بيان لحزب «الجبهة الوطنية».

وبالتزامن مع إجراء الانتخابات في محافظات المرحلة الأولى، لا تزال تشهد محافظات المرحلة الثانية، وتضم 13 محافظة، دعاية انتخابية، وتنطلق الانتخابات بها يومي 24 و25 نوفمبر الحالي.

وتُعلن النتيجة النهائية للانتخابات 25 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.


مصر تطالب بـ«أقصى الجهود» لإطلاق سراح مختطفيها الثلاثة في مالي

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال استقبال نظيره المالي عبد الله ديوب بالقاهرة في ديسمبر الماضي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال استقبال نظيره المالي عبد الله ديوب بالقاهرة في ديسمبر الماضي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تطالب بـ«أقصى الجهود» لإطلاق سراح مختطفيها الثلاثة في مالي

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال استقبال نظيره المالي عبد الله ديوب بالقاهرة في ديسمبر الماضي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال استقبال نظيره المالي عبد الله ديوب بالقاهرة في ديسمبر الماضي (الخارجية المصرية)

طالبت مصر السلطات في مالي بضرورة بذل «أقصى الجهود» للعمل على إطلاق سراح ثلاثة مصريين اختطفتهم جماعة تابعة لتنظيم «القاعدة» للمطالبة بدفع فدية، في عملية يرى خبراء أنها محاولة من الجماعة المتشددة لـ«تمويل نفسها بنفسها».

ودعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي نظيره المالي عبد الله ديوب خلال اتصال هاتفي، الاثنين، إلى «توفير أقصى درجات الحماية والتأمين للمواطنين المصريين المقيمين في مالي»، مؤكداً «متابعة بلاده المستمرة للأوضاع هناك».

وتعرض ثلاثة مصريين للاختطاف في مالي على وقع اضطرابات أمنية داخلية، وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة»، عبر قنواتها الإعلامية، مسؤوليتها عن العملية، مطالبة بفدية مالية خمسة ملايين دولار لإطلاق سراحهم معاً.

وقال سفير مالي في القاهرة بوبكر ديالو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «اتصالات مستمرة بين السلطات المصرية والمالية لتحرير المختطفين»، وإن «السفارة المصرية في باماكو تتابع أيضاً الوضع هناك للتعرف على مكان احتجازهم».

وخلال الاتصال الهاتفي بين عبد العاطي وديوب، شدد الوزير المصري على «ضرورة حماية المصريين المقيمين في مالي»، مؤكداً «تنسيق بلاده الدائم مع السلطات المالية لضمان سلامتهم». وبحسب بيان «الخارجية» المصرية، الاثنين، طالب وزير الخارجية المصري من نظيره المالي «بذل أقصى الجهود للعمل على إطلاق سراح المصريين الثلاثة المختطفين».

في المقابل، نقل البيان المصري عن وزير خارجية مالي تأكيده «استمرار المتابعة عن كثب مع الوزارات والأجهزة المعنية في مالي لاستجلاء الأمر، والعمل على سرعة الإفراج عن المصريين المختطفين».

وأطلع الوزير المالي نظيره المصري على مستجدات الأوضاع الأمنية و«الجهود التي تبذلها الحكومة المالية لمواجهة الإرهاب والتطرف واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد»، كما أكد «حرص بلاده على توفير الأمن والحماية للمواطنين المصريين الموجودين في مالي».

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد شددت، الأحد، على ضرورة التزام المصريين المقيمين في مالي بـ«تعليمات السلطات المالية وقوانينها»، إلى جانب «الالتزام بحمل الأوراق الثبوتية، والحد من التحركات، وعدم السفر من العاصمة باماكو إلى المدن والأقاليم الأخرى».

وتأتي تلك الأحداث في وقت تمارس فيه «القاعدة» ضغوطاً على باماكو من خلال قطع الطرق الرئيسية المؤدية إليها؛ ما أدى إلى نقص حاد في الوقود، وإغلاق المدارس والجامعات، وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

ويرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير صلاح حليمة أن «عملية الاختطاف تأتي ضمن سلسلة وقائع اختطاف قامت بها الجماعات المسلحة في مالي بحق مواطني دول أخرى، بهدف تمويل نفسها بنفسها».

وقال حليمة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية والمسلحة في مالي كان متوقعاً بسبب حالة الفراغ الأمني التي تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة». وقال: «هذه الجماعات تقوم بممارسات لتمويل نفسها بنفسها، ومنها اختطاف الرعايا الأجانب مقابل فدية».

وشهدت مالي خلال الأشهر الأخيرة سلسلة من عمليات الخطف استهدفت أجانب يعملون في مشاريع تنموية ومناطق تعدين؛ إذ اختُطف خمسة هنود يعملون في مشروع كهرباء قرب كوبري غربي باماكو، وأربعة صينيين في منطقة كايس منذ يوليو (تموز) الماضي، إلى جانب مواطن إيراني في سبتمبر (أيلول) الماضي.