الـ«ستايلست» مهنة تكتب قصص نجاح أو فشل المسلسلات الرمضانية

طفرة الدراما المصرية فتحت الأبواب أمام المصممين لاستعراض قدراتهم

سلافة معمار في دور الملكة الخاتون في مسلسل «أوركيديا» - جميلة عوض في ملابس شخصية آية بمسلسل «لا تطفئ الشمس» - المصممة مي جلال حرصت على أن تظهر بطلات عمل {الحساب يجمع} بأشكال مختلفة من ربطات الحجاب - باسل خياط في دور عتبة بن الأكثم بن عدي في مسلسل «أوركيديا» - يوسف الشريف وزوجته المصممة إنجي علاء من كواليس «كفر دلهاب» - يوسف الشريف في «كفر دلهاب» - يسرا كما ظهرت في مسلسل  {الحساب يجمع} - أحمد مجدي في مسلسل «لا تطفئ الشمس»
سلافة معمار في دور الملكة الخاتون في مسلسل «أوركيديا» - جميلة عوض في ملابس شخصية آية بمسلسل «لا تطفئ الشمس» - المصممة مي جلال حرصت على أن تظهر بطلات عمل {الحساب يجمع} بأشكال مختلفة من ربطات الحجاب - باسل خياط في دور عتبة بن الأكثم بن عدي في مسلسل «أوركيديا» - يوسف الشريف وزوجته المصممة إنجي علاء من كواليس «كفر دلهاب» - يوسف الشريف في «كفر دلهاب» - يسرا كما ظهرت في مسلسل {الحساب يجمع} - أحمد مجدي في مسلسل «لا تطفئ الشمس»
TT

الـ«ستايلست» مهنة تكتب قصص نجاح أو فشل المسلسلات الرمضانية

سلافة معمار في دور الملكة الخاتون في مسلسل «أوركيديا» - جميلة عوض في ملابس شخصية آية بمسلسل «لا تطفئ الشمس» - المصممة مي جلال حرصت على أن تظهر بطلات عمل {الحساب يجمع} بأشكال مختلفة من ربطات الحجاب - باسل خياط في دور عتبة بن الأكثم بن عدي في مسلسل «أوركيديا» - يوسف الشريف وزوجته المصممة إنجي علاء من كواليس «كفر دلهاب» - يوسف الشريف في «كفر دلهاب» - يسرا كما ظهرت في مسلسل  {الحساب يجمع} - أحمد مجدي في مسلسل «لا تطفئ الشمس»
سلافة معمار في دور الملكة الخاتون في مسلسل «أوركيديا» - جميلة عوض في ملابس شخصية آية بمسلسل «لا تطفئ الشمس» - المصممة مي جلال حرصت على أن تظهر بطلات عمل {الحساب يجمع} بأشكال مختلفة من ربطات الحجاب - باسل خياط في دور عتبة بن الأكثم بن عدي في مسلسل «أوركيديا» - يوسف الشريف وزوجته المصممة إنجي علاء من كواليس «كفر دلهاب» - يوسف الشريف في «كفر دلهاب» - يسرا كما ظهرت في مسلسل {الحساب يجمع} - أحمد مجدي في مسلسل «لا تطفئ الشمس»

تمثل أزياء الفنانين في أعمالهم الدرامية دوراً كبيراً في إقناع المشاهد بتفاصيل الشخصية. بل وتصيغ علاقتها بالشخصيات الأخرى في المسلسل، وقد تكتب الأزياء النجاح للفنان وتجعله أيقونة أو قد يضيع مجهوده في تقمص الشخصية بسبب أن ملابسه لا تلائم الدور الذي يلعبه.
في الماضي كنا نسمع عن عودة الفنانة من جولة أوروبية أو أميركية للتسوق لشراء ملابس الشخصية التي ستتقمصها في مسلسل أو فيلم، أما في السنوات الأخيرة، وبعد أن ظهرت مهنة «ستايلست» الفنانين سواء في الدراما أو السينما، فقد أعفتهم من هذه المهمة. وبالفعل انتعشت هذه الوظيفة ولمعت بعض الأسماء فيها سواء بتصميم الملابس أو اختيارها لها، مما دعا المخرجين لطلبها بالاسم لضمان نجاح العمل. وفي كثير من الأحيان تكون «الستايليست» مصممة أزياء متخصصة تقوم باختيار وتصميم ملابس فريق العمل كاملا بداية من الشخصية الرئيسية والأبطال المساعدين إلى الشخصيات الثانوية و«الكومبارس» بشكل يتوافق مع سينوغرافيا العمل ككل. هذا إلى جانب اختيار «الإكسسوارات» وتحديد «اللوك» بمعنى إذا كانت الشخصية ستظهر بقصة شعر معينة أم سترتدي الحجاب أو إذا ما كان البطل سيظهر بلحية أم بشارب. يقوم المصمم برسم «اسكتشات» للشخصيات ويناقشها مع المخرج وكاتب السيناريو للتعرف على المزيد من التفاصيل مثل الديكورات والإضاءة وغيرها ليبدأ بعدها مهمته التي لا تنتهي إلا بانتهاء تصوير جميع مشاهد العمل. غني عن القول إن كل هذا يتطلب وجوده الدائم في أماكن التصوير.
المصممة مي جلال كانت المسؤولة عن اختيار ملابس الفنانة يسرا في مسلسل «الحساب يجمع».
تقول إنها بعد قراءة السيناريو وضعت تصورا للشخصيات برسومها، ثم اشترت الأقمشة والإكسسوارات لأكثر من 200 شخصية يضمها العمل.
ولأن يسرا تقوم بدور خادمة في المسلسل، فإن ملامحها الأوروبية شكلت تحديا كبيرا للمصممة، إضافة إلى أن الفنانة يسرا ظهرت العام الماضي بدور سيدة أرستقراطية في مسلسل «فوق مستوى الشبهات» وهو ما قد يكون عالقا في الأذهان إلى الآن. كل هذا زاد من المسؤولية وضرورة أن تمحي صورة يُسرا الأرستقراطية من الأذهان ليأتي مظهرها كخادمة مُقنعاً. تشرح مي جلال لـ«الشرق الأوسط»: «تجري أحداث العمل في حارة شعبية وتدور عن عالم العاملات في المنازل، وتجسد فيه الفنانة يسرا شخصية (نعيمة)، التي تعمل وبناتها في نفس المهنة». وتتابع: «عادة ما يصبح الحجاب في المناطق الشعبية جزءاً من الملابس اليومية، بحيث ترتديه النساء داخل وخارج المنزل؛ لذا كان التحدي بالنسبة لي تصميم ملابس شخصية الفنانة يسرا كشق أول، والشق الثاني أن تظهر كل بنت من بناتها بشكل مختلف يناسب شخصيتها كما جاء في العمل الدرامي. وعلى هذا الأساس اخترت حجاب الفنانة يسرا عادياً، عبارة عن لفة عشوائية تعبر عن أنها سيدة لديها أعباء حياتية كثيرة تجعلها غير مكترثة بأن يكون حجابها عصرياً. لكني اخترت أيضاً مظهراً مختلفاً لها في المنزل عبارة عن «إيشارب» صغير تربطه على رأسها. بناتها في المقابل، اخترت لهن طرقاً شبابية استوحيت بعضها من العقدة الإسبانية واعتمدت في بعضه على تضفير إيشاربين مع بعض فضلاً عن اللعب بالألوان».
وحول تقبل الفنانة يسرا لاختيارات مي جلال لملابس الشخصية تقول: «تركت لي الحرية الكاملة وشجعتني لإخراج أفضل ما لدي، وكذلك باقي الفنانات اللواتي لم تتدخل أي واحدة منهن في عملي كمصممة».
استطاعت مي جلال أيضاً أن تقدم الفنان الشاب كريم فهمي بشكل مختلف تماماً عن أدواره السابقة. فهو هنا يظهر في شخصية «كرم» ابن الحارة الشعبية لأول مرة وكان من قبل يقدم أدوار «الجان» المنتمي لطبقة أرستقراطية. تشير مي: «يظهر هنا بشارب وجرح قطعي بوجهه، وملابسه بألوانها لا تواكب الموضة على الإطلاق. فهو شاب يكافح من أجل لقمة العيش». وترى جلال أن صعوبة تصميم ملابس الشخصية لا تختلف بالنسبة للبطل أو البطلة وإنما تختلف وفقا لطبيعة الشخصية كما كتبت بالسيناريو، كما يجب أن تتوافق قصات الملابس مع جسد الممثل وحركاته.
كان من اللافت أيضاً موهبة المصممة وكاتبة السيناريو إنجي علاء، وهي زوجة الفنان يوسف الشريف التي تمكنت على مدار السبع سنوات الماضية أن تقدمه لجمهوره كل عام بهيئة وشكل مختلف، مما يعطي الأدوار مصداقية كبيرة. وهذا العام صممت أزياء «كفر دلهاب» أول مسلسل مصنف تحت فئة الرعب، حيث تدور أحداثه في العصور الوسطى في قرية مسحورة يقوم أهلها بالسحر والشعوذة وتحدث فيها جرائم قتل وتنكيل.
المصممة إنجي علاء تؤمن بأن الملابس وأزياء العمل الدرامي لها تأثير قوي يُشكل نسبة «مائة في المائة من نجاح العمل ككل» بالنسبة لها. وحول استلهامها لأزياء الشخصيات وهل كانت من وحي «ألف ليلة وليلة» أم من أزياء الغجر، فتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا إطلاقا، استلهمتها من ملابس (الطوارق) لأن أجواء المسلسل مرتبطة بالصحراء بشكل ما، هي تدور في اللازمان واللامكان، لكن نظرا لأننا قمنا بالتصوير في واحة سيوة، فكانت الصحراء والطوارق أكثر ما ألهمني». وتضيف: «عملي كمصممة أزياء المسلسل يتطلب مني أن أدرس أوراق الشخصيات الرئيسية التي يكتبها السيناريست ثم أقوم برسم الشخصيات وتصميم ملابسهم وفقا للمشاهد التمثيلية وخط سير العمل الدرامي. كما أشرف بنفسي على شراء الأقمشة والإكسسوارات وتفصيل الملابس والأحذية، وذلك لـ90 ممثلاً متكلماً، ولكل ممثل فصلت 3 أطقم تناسب ظروف وجوده في مكان التصوير، و700 من أهل الكفر ما بين غني وفقير».
وتضيف: «اخترت الأقمشة ما بين الصوف (الموبر) والجلود التي قمت بشرائها من المدابغ، وبعض أقمشة الليكرا، وكان علي مراعاة تفاصيل دقيقة تتعلق بارتباط الملابس بالقرون الوسطى. ونظراً لأن الأحداث تدور في سياق بلاد عربية، وفي القرون الوسطى أخذت بعين الاعتبار أنه لم تكن في الملابس (أزرار) كما كان الحال في أوروبا في تلك الحقبة الزمنية». وتؤكد: «لابد أن تتطابق تفاصيل الزي مع تفاصيل الشخصية. بمعنى: هل تعيش في حي راق أو تنتمي لأسرة غنية. في هذه الحالة لا بد أن يختار المصمم لها أرقى الأزياء والماركات العالمية، لكن مثلا هناك ملابس معينة لها دلالات يجب على المصمم مراعاتها فلا يأخذ مثلا الجلباب أو القفطان المغربي ويقحمه على ملابس البطلة إلا إذا كانت له مرجعية تبرره، كأن تسافر مثلا أو هي شخصية تواكب آخر صيحات الموضة وترتدي أزياءها حسب المناسبة والمكان».
وتتابع: «جزء مهم من عملي كمصممة أو (ستايليست) أن أقوم أيضاً بتنسيق ألوان الملابس مع الديكور. فهناك قاعدة ألا تتجاوز الألوان في الكادر 4 ألوان. أما إذا كان المسلسل مصنف رعب، مثلاً فإن الألوان الداكنة هي التي تلائمه، بينما يحتاج الكوميدي إلى الألوان مبهجة ولا بأس أن تكون مُبهرجة لتكون مضحكة. لكن هناك قواعد أساسية يراعيها المصمم نذكر منها أنه لا يجوز أن تظهر البطلة بفستان أحمر مع خلفية حمراء أو فستانا أنيقا ومن تصميم مصمم عالمي وهي مثلا فتاة من الطبقة المتوسطة، هذا يخل بالعمل ككل ولا يقنع المشاهد».
وحول استعانة صناع الدراما بـ«ستايلست» تقول إنجي علاء: «بالفعل أصبح صناع الدراما والسينما والفنانون أنفسهم على قناعة تامة بأهمية دورنا في نجاح العمل بل وأصبح النجوم رغم مسيرتهم الطويلة يتركون لنا مهمة اختيار كل ملابس الشخصية «دولاب الشخصية».
وتعيد إنجي سبب الأهمية المتزايدة لدور «الاستايليست» إلى الطفرة الكبيرة في الدراما المصرية، التي فتحت الأبواب للمصممين لكي يُظهروا قدراتهم، وهو أمر تأخر في عالمنا العربي مقارنة بالغرب حيث خصص جائزة أوسكار لتصميم الملابس.
أما المصممة ياسمين القاضي فكانت لها تجربة مميزة في تصميم أزياء مسلسلات تاريخية مثل «جراند أوتيل» رمضان 2016 حيث قامت بتصميم أزياء حقبة الخمسينات بداية من الخدم إلى الهوانم والباشوات مراعية أدق التفاصيل. هذا العام كانت لها تجربة مختلفة تماما في مسلسل «لا تطفئ الشمس» الذي كانت أزياؤه معاصرة تعكس الحاضر. تقول ياسمين القاضي لـ«الشرق الأوسط»: «منذ خمس سنوات بدأت مهنة (الاستايلست) تأخذ مكانة هامة في الدراما والسينما، نبدأ التحضير للعمل قبل البدء بالتصوير بنحو شهرين، بل أصبحنا لا نغيب عن مواقع التصوير حيث نُشرف على مظهر الممثلين من تصفيف الشعر وحتى الإكسسوارات». الفارق بين المسلسلات التاريخية والمعاصرة من حيث الجهد ليس كبيرا بالنسبة لمصمم الأزياء. قد يكون الاختلاف الوحيد أن الدراما التاريخية تحتاج لدراسة الفترة التاريخية وتفصيل ملابس جميع الفنانين من الألف إلى الياء، فيما لا تحتاج المسلسلات المعاصرة سوى لمتابعة مستجدات الموضة وحضور عروض الأزياء وخطوط الموضة العالمية الحالية.
وتشير: «في مسلسل (لا تطفئ الشمس) صممت ملابس شخصية (بسيمة) الخادمة من الألف إلى الياء، حيث اشتريت الأقمشة مزركشة وفصلتها بنفسي. أما بالنسبة لباقي الشخصيات فقمت بجولات طويلة في الأسواق لشراء ملابس عصرية تلائم كل شخصية. فهم سكان منطقة راقية ويتابعون الموضة». أما عن ملابس الفنانة ميرفت أمين فتقول: «كنت أستفيد من خبرتها طبعا في انتقاء ملابس الشخصية لأنها طوال تاريخها الفني الكبير لم تكن تستعين بمصمم وحققت نجاحا كبيرا، لكنها تركت لي مساحة وأعطتني الثقة في اختيار ملابس شخصية إقبال». وإذا كانت هذه الأخيرة سهلة ومتساهلة معها في اختياراتها، فإن العكس كان بالنسبة لشخصية آية. فهي من أصعب الشخصيات التي تطلبت مجهودا كبيرا في اختيار ملابسها ومظهرها، وحاولت ياسمين القاضي أن تمنحها إطلالة مختلفة في إطار معاصر. لهذا اختارت تصفيفات شعر كلاسيكية مع ملابس معاصرة تواكب آخر صيحات الموضة. فهي كما تقول ياسمين: «فتاة تعشق الموسيقى الكلاسيكية وحالمة ورومانسية، وبالتالي كان من المهم أن أختار لها ملابس تعكس هذه الشخصية في كل مراحل حياتها، من الجامعة إلى الزواج. نفس الشيء ينطبق على شخصية (رشا) التي جسدتها الفنانة شيرين رضا، فهي تحب ارتداء الملابس الجريئة وممكن ترتدي روباً أثناء الخروج. ولا يختلف اختيار أزياء الممثلين عن الممثلات، بدليل أن شخصية (أحمد) التي أداها محمد ممدوح كانت تتطلب ملابس محافظة في الحلقات الأولى، نظرا لشخصيته الخجولة وكونه الأخ الأكبر الذي يتوارى في ملابس تعطيه عمرا أكبر من عمره. مع تغير شخصيته في النصف الثاني من الحلقات تغير مظهره أيضاً. فقد أصبح يجاري الشباب، يخرج ويسهر ويرتدي ملابس «كاجوال». وتلفت إلى أن «الملابس تساعد الممثل على تجسيد الشخصية والاندماج معها وفي الوقت ذاته تعطيه مصداقية تجعل الجمهور يتفاعل معه أكثر».



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.