يتسابق عموم السعوديين، خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، على تغيير بعض أموالهم ومدخراتهم المالية وشيء من أجورهم الشهرية، بأموال جديدة تفي حاجتهم لأيام العيد الأولى التي تكثر فيها الزيارات والمعايدات المالية بين الأسر وسكان الحي.
ويحرص السعوديون، على تغيير العملات القديمة من فئة الريال، والخمسة، والخمسين، والمائة، التي يكثر عليها الطلب في البنوك المحلية وتلك العاملة في السعودية، حيث تشهد هذه الأيام جميع البنوك المحلية التي يتجاوز عددها 12 بنكا، تتملك جميعها نحو 260 فرعا في جميع المدن السعودية، تزاحما من الساعات الأولى حتى نهاية اليوم، للحصول على أوراق نقدية جديدة.
وتعد الأوراق النقدية الجديدة التي يحرص السعوديون عليها في العيد، من الأولويات التي يجب أن تكون حاضرة بعد صلاة العيد مباشرة، فهي وبحسب الموروث الشعبي ومنذ عشرات السنين أحد أبرز ملامح العيد التي تنشر السعادة بين أفراد المجتمع المحيط بك، كبارا وصغارا، من خلال توزيع ما يعرف بـ«العيدية» التي تختلف قيمتها من منزل إلى آخر، إلا أن العنصر الثابت فيها أنّها جديدة وتصدر أصواتا مع الاحتكاك، تبعث البهجة في نفوس الأطفال.
ولا يخلو بيت سعودي في هذه الأيام، من توفير متطلبات العيد، ولكنّها ومع تنوع هذه الحاجيات وكثرتها، لا تكتمل سوى بالأوراق النقدية الجديدة التي أصبحت ركيزة من ركائز العيد. وهذه العادة بدأت بعد عشرات السنين من إصدار السعودية للعملة الورقية الذي كان في عام 1956. ويبدو أنّ هذه الحالة من الرغبة في الحصول على الأوراق النقدية الجديدة بنهاية شهر رمضان، زادت في الثمانينات من القرن الماضي.
وفي هذا السياق تعمل البنوك السعودية على رفع قدرتها خلال هذه الأيام، حسب طلعت حافظ، الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، الذي أكّد لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أنّ ذلك يأتي لمواجهة الطلب على السحب النقدي، من خلال تفقد أجهزة الصراف الآلي للتأكد من سلامة الأجهزة، وتوفر السيولة النقدية المطلوبة لتنفيذ عمليات السحب.
وتجري البنوك السعودية صيانة دورية في المواسم، ومنها عيد الفطر، على نحو 13 ألف صراف آلي تتبع البنوك السعودية، موزعة في مواقع مختلفة تخدم الشرائح كافة، إضافة لعمليات التأكد من شبكة الاتصال، من خلال غرف العمليات التي يُراقب من خلالها أداء هذه الأجهزة، ويجري التعرف على أي احتمالات لوقوع أعطال في الصراف الآلي.
وهنا يقول مروان الشريف، الخبير في الشأن المصرفي، إنّ البنوك السعودية تشهد هذه الأيام إقبالا كبيرا على الفروع كافة، للبحث عن الأوراق النقدية السعودية الجديدة، وقد تستمر هذه الحالة حتى نهاية دوام البنوك، لافتا إلى أنّ السحب في هذه الأيام قد يتجاوز 1.5 مليار دولار، سواء من خلال الفروع أو أجهزة الصرف.
الأوراق النقدية الجديدة أحد ملامح العيد لدى السعوديين
فئة الريال الأكثر طلباً تليها «الخمسين»
الأوراق النقدية الجديدة أحد ملامح العيد لدى السعوديين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة