«فنانون للاكتشاف»... حكاية 4 رسامين مع ريشة الزمن

المعرض تضمن أعمالا تحاكي الإيقاع الشبابي

أعمال وقعها هادي بيضون تحت عنوان «ملذات اصطناعية» ضمن معرض «فنانون للاكتشاف» في غاليري جاك عويس (الأشرفية) - لعبة «السلم والحيّة» التي استخدمها الرسام سمير تماري كخريطة لحياة الناس لما فيها من سقطات وارتفاعات - «ثق بأجنحتك» لوحة للرسامة ليال خولي
أعمال وقعها هادي بيضون تحت عنوان «ملذات اصطناعية» ضمن معرض «فنانون للاكتشاف» في غاليري جاك عويس (الأشرفية) - لعبة «السلم والحيّة» التي استخدمها الرسام سمير تماري كخريطة لحياة الناس لما فيها من سقطات وارتفاعات - «ثق بأجنحتك» لوحة للرسامة ليال خولي
TT

«فنانون للاكتشاف»... حكاية 4 رسامين مع ريشة الزمن

أعمال وقعها هادي بيضون تحت عنوان «ملذات اصطناعية» ضمن معرض «فنانون للاكتشاف» في غاليري جاك عويس (الأشرفية) - لعبة «السلم والحيّة» التي استخدمها الرسام سمير تماري كخريطة لحياة الناس لما فيها من سقطات وارتفاعات - «ثق بأجنحتك» لوحة للرسامة ليال خولي
أعمال وقعها هادي بيضون تحت عنوان «ملذات اصطناعية» ضمن معرض «فنانون للاكتشاف» في غاليري جاك عويس (الأشرفية) - لعبة «السلم والحيّة» التي استخدمها الرسام سمير تماري كخريطة لحياة الناس لما فيها من سقطات وارتفاعات - «ثق بأجنحتك» لوحة للرسامة ليال خولي

في خطوة تعتمدها غاليري جاك عويس (في الأشرفية) سنويا، من أجل تشجيع مواهب فنية صاعدة، افتتح معرض «فنانون للاكتشاف» (artistes a decouvrir) الذي يتضمن أعمال رسم ونحت حديثين.
يقدّم الفنانون الأربعة (سمير تاماري وليال خولي وسمير أبي اللمع وهادي بيضون)، المشاركون في هذا المعرض الذي يستمر حتى 17 الجاري، أعمالا فنيّة جديدة في فكرتها وتقنيتها معا، بعد أن ترجموا أفكارهم وتطلّعاتهم بريشة عبثية ملوّنة حينا وسوداء رمادية حينا آخر.
وخلال تجولك في المعرض تستوقفك علاقة وطيدة تربط غالبية هؤلاء الفنانين بالطبيعة والوقت والعمر والبراءة، وإلى ما هنالك من مواضيع تحمل في طيّاتها تساؤلات عن أسرار الحياة بأكملها.
«هل الحياة لعبة؟» و«القدر»، و«الخائن»، و«بصمات»، و«ماض قريب»، «المدرسة وماذا بعد؟»، وغيرها تشكّل عناوين واضحة للوحات أكليريك تكشف بملامحها النافرة عن مكنوناتنا السريّة، وقد رسمها سمير تماري ليروي لنا فيها واقعا نعيشه ونتلمسه طيلة مراحل حياتنا تاركا لدينا أسئلة استفهامية عدّة. «إننا لا نتنبّه إلى الرمادية التي تحيط بنا في يومياتنا والتي تغرقنا لا شعوريا ومع مرور الوقت بتساؤلات لا نجد دائما أجوبة واضحة لها». يقول سمير تاماري صاحب مجموعة من اللوحات (25 لوحة) نقل فيها رؤيته الخاصة للحياة، مستخدما ألعابا طفولية تارة (السلم والحيّة ويا طالعة يا نازلة والطائرة الورقية وغيرها)، ومواقف مفصلية تارة أخرى (الزواج والعنوسة وإنجاب الأطفال)، حفرت في ذاكرتنا وأخذت من وقتنا ونحن نجهل مصيرها وماذا ستحمل كعناوين مستقبلية لنا. كما استوحى مواقف حياتية أخرى كان شاهدا عليها فألّفت علامات استفهام لديه سطّرها صورا ناطقة بها. «الذكريات التي نخزّنها في أذهاننا طيلة مراحل حياتنا كفيلة بأن تشكّل آلاف المواضيع الفنية التي يمكن مناقشتها بين الريشة والمساحة البيضاء من اللوحة أو (القماش الأبيض)». يقول تاماري لـ«الشرق الأوسط» الذي توجّه إلى عالم الرسم تاركا وراءه حقبة ذهبية من العمل في مجال الإعلانات ويوضح: «أعتمد الفنّ التشكيلي الرمزي بحيث أستخدم صورا تخاطب مشاهدها بلسان حاله. فهو قد يستصعب التعبير عنها فأسهِّل له مهمته هذه من خلال رسوماتي».
وتناول سمير تماري أيضا وبلوحات تجريدية، مواضيع مختلفة كبصمات الزمن والشغف والأحاسيس، إضافة إلى مجموعة أخرى تفوح منها رائحة الطبيعة اللبنانية التي تأثّر بمشاهدها عندما كان طفلا يزور بلدة والدته البقاعية صغبين.
ومن لوحات تماري اللافتة بتقنيتها ومواضيعها الخارجة عن المألوف، نرى في لوحات سمير أبي اللمع الحنين الجامح إلى الطبيعة وهدوئها. الجزع والسماء والبحر وقريتي والانهيار الثلجي، هي أسماء لوحات لصاحبها الذي سكنه الحنين لبلاد الأرز، فقرر وضع كميات منها على لوحات من الأكليرك الكبيرة الحجم مرة وأخرى صغيرة من الباستيل، تتجلى فيها وبوضوح تفاصيل عن لبنان الأخضر الذي يعشقه، ويعود ريعها لـ«مؤسسة التراث الوطني»، «بدأت مشواري مع الرسم منذ نحو خمس سنوات، فأنا هاوي جمع لوحات فنية من الطراز الأول. وهو الأمر الذي دفعني بصورة غير مباشرة إلى التوجّه نحو عالم الرسم». يقول سمير أبي اللمع في سياق حديثة شارحا شغفه بالرسم.
ومن الأرض والتراب والجذور، ننتقل مع ليال الخولي إلى عالم آخر يحلّق بنا نحو الفضاء، على الرغم من أنّ أقدامنا ثابتة على الأرض. «الأجنحة» و«ثق بأجنحتك» و«دلو الطلاء» هي عناوين بعض لوحاتها التي استخدمت فيها الفراشات (بالأسود والرمادي)، للتعبير عن الحريّة وقدراتنا الهائلة على الولادة من جديد والمدفونة فينا.
«أعتمد الرمادي في لوحاتي كونه اللون المفضل لدي يدخل في تسويات مختلفة نقوم بها في حياتنا» تقول ليال التي رصّعت لوحاتها بأحرف أبجدية وعبارات تحمل رسائل حبّ وسلام في طيّاتها. وتختم: «يمكن تحديد أسلوبي بـ(فصل الألوان) التي تدخل في تقنية الخدعة البصرية (trompe - l’oeil)، وهو الأمر الذي نلاحظه في لوحة (دلو الطلاء) لأحكي في ألوانه المتعددة، عما يخالجنا من أحاسيس وشعور متشابكة في أعماقنا. أمّا الكلام الذي يرافقها فهي ترجمة للأحاديث التي نتكلّمها في حياتنا وتطير عبثا في الفضاء».
ونصل إلى الفنان الرابع المشارك في هذه التظاهرة الفنية الحديثة هادي بيضون لننتقل معه إلى فنّ من نوع آخر (النحت الحديث)، هو المعروف في لبنان ببراعته في فنّ الوشم. يخرج بيضون في أعماله عن رتابة نلحظها عادة في أعمال نحت ورسم عاديتين.
يقول بيضون لـ«الشرق الأوسط»: «أستخدم طلاء السيارات (بويا) في أعمالي وهو الأمر الذي يساهم في إطالة عمرها غير آبهة بعوامل طقس وغبار ورطوبة»... وهو يعتمد في أسلوبه هذا مادة (الفايبر) فيقولبها ضمن أشكال متحرّكة تدور مواضيعها في فلك ملذّات الحياة الاصطناعية. فمن «أحمر الشفاه» و«حلوى الأطفال» واللعبة الخشبية «ماتريوشكا» المشهورة في روسيا (تعدّ رمزا سياحيا لها) تتألّف مجموعته، التي تصلح كأدوات ديكور تبهر ناظرها بفكرتها وأشكالها وألوانها مجتمعة. وعبّر في أحد الأعمال (أحمر شفاه محاطا بسلاسل حديدية)، عن مدى تقيّدنا بطرق تعبير تقليدية. «هي أعمال لها علاقة مباشرة بالمعرفة والبراءة ولذّات الحياة المصطنعة التي نتعلّق بها دون جدوى». ويختم هادي بيضون الذي أخرج لعبة «ماتيريوشكا» من شكلها التقليدي ووضعها بأحجام ضخمة مبرزا برسومه الزاهية عليها تحررها من قوقعة عاشت فيها إجباريا.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.