تنامي القطاع الرجالي يجعله أمل صناع الموضة وهدفهم المستقبلي

قبل أيام قليلة من انطلاق أسبوع الموضة الرجالي بلندن يوم الجمعة الماضي، نشرت مؤسسة «مينتيل» تقريرا مطولا عن علاقة الرجل البريطاني بالموضة وكيف أن تنامي شغفه بدخول لعبة الألوان والأزياء السبور تحرك السوق كما تُحفز صناع الموضة على تلبية متطلباته بكل الأساليب
والوسائل. الطريف أن التقرير ذكر أن الرجل بدأ ينافس المرأة في متابعة آخر صيحات الموضة وخطوطها ويتفوق عليها في الشراء بعد أن كان الحلقة الضعيفة منذ عقد من الزمن تقريبا. وتشير الدراسة إلى أن 59 في المائة منهم اعترفوا بأنهم يشعرون بالثقة وبأنهم أكثر جاذبية عندما يرتدون أزياء وإكسسوارات أنيقة. كما اعترف 21 في المائة منهم بأن الرجل المثالي الذي يريدون الاقتداء به هو من يهتم بشكله ومظهره ولا يعتبر الأمر تعارضا مع الرجولة. ويوافق أكثر من 3 من بين 5 من الرجال أن التخفيضات الموسمية تجعل التسوق سهلا ومغريا في الوقت ذاته، فيما اعترفت شريحة أخرى من الشباب، ممن أهم أقل من 25 عاما، بأنهم يتوقعون من صناع الموضة أن يلبوا طلباتهم بشكل سريع يُمكنهم من مواكبة الموضة وتجديد مظهرهم في كل شهر تقريبا.
في عام 2016 قُدرت مبيعات القطاع الرجالي في بريطانيا بنحو 14.5 مليار جنيه إسترليني، أي أنها ارتفعت بنحو 2.8 في المائة، فيما يمكن اعتباره تفوقا على قطاع الأزياء النسائية الذي لم يتعد نموه الـ1.3 في المائة في نفس الفترة، وإن كان القطاع النسائي لا يزال المهيمن، بمبيعات تفوق 27.25 مليار جنيه إسترليني، بحكم تاريخ المرأة الطويل مع الموضة. بيد أن مؤسسة «مينتيل» تتوقع أن ينمو القطاع الرجالي بنسبة 12.3 في المائة ما بين عامي 2016 و2021 ليصل إلى 16.3 مليار جنيه إسترليني.
تقول تامارا ساندر، محللة الموضة بـ«مينتيل»: «مصممون وبيوت أزياء كبيرة دخلت القطاع الرجالي بقوة وحققت نجاحا لا يستهان به. فهي لا تتهاون سواء في طرح تصاميم جديدة ومبتكرة أو افتتاح محلات ومواقع تسوق خاصة به. وبما أن الكثير من الشركات والأسماء دخلت المجال، فإن الخيارات أصبحت كثيرة أمامه. فالتصاميم أصبحت أكثر ابتكارا وجرأة والألوان أكثر توهجا والمقاسات أكثر تنوعا. ومع ذلك لا تتوقف مطالب الرجل العصري. فهو لم يعد يقبل بالعادي بقدر ما يريد موضة بجودة عالية تتجدد في كل موسم وإلا فإنهم سيهجرهم لمن يلبي له رغباته».
وتكمن أهمية الرجل بالنسبة لصناع الموضة البريطانيين أنه برهن أنه أكثر استعدادا لصرف مبالغ عالية لقاء الحصول على قطع مميزة تحمل توقيع «صُنع في بريطانيا» أو تحترم البيئة.