أعلنت الشرطة الإيرانية أمس مقتل أربعة مسلحين يحملون علم «داعش» واعتقال خمسة آخرين في محافظة هرمزجان جنوب البلاد وذلك في سياق حملة اعتقالات تشنها قوات الأمن الإيرانية ضد خلايا تابعة للتنظيم.
وجاء إعلان الشرطة غداة إعلان وزير المخابرات الإيراني محمود علوي القضاء على بقايا تنظيم داعش في إيران وفي التزامن مع العملية الأمنية أصدر اتحاد الكتاب الإيرانيين بيانا يدين هجومي الأربعاء الماضي وفي الوقت نفسه حذر من تشديد القبضة الأمنية في المجتمع تحت ذريعة الهجمات كما احتج برلماني إيراني على إقامة متاريس من أكياس أمام البرلمان الإيراني.
ونشرت وكالات إيرانية صورا من ضبط أسلحة رشاشة ومواد انفجارية إضافة إلى علم تنظيم داعش في جبال ضواحي مدينة رودان جنوب البلاد وقال عزيز الله ملكي قائد شرطة محافظة هرمزجان إن «قوات الأمن حصلت على معلومات تفيد بوجود مجموعة من الأشرار في شرق المحافظة» مضيفا أن «مواجهات جرت بين قوات الأمن وخلية من أربعة أشخاص قتلوا خلال المعارك».
وشن خمسة مسلحين يرتدون أحزمة ناسفة الأربعاء الماضي هجومين متزامنين على مقر البرلمان وسط طهران ومرقد الخميني جنوب العاصمة وأسفر الهجومان اللذان تبناهما تنظيم داعش عن مقتل 18 وجرح أكثر من 50 إيرانيا.
أول من أمس، أعلن رئيس القضاء في محافظة كردستان عن اعتقال ستة أشخاص على صلة بهجومي طهران مشددا على ملاحقة مطلوبين آخرين في المدن الكردية الحدودية.
وقبل أيام، كشفت مصادر إعلامية إيرانية أن قوات الأمن تجاهلت تحذير نشره الحزب الديمقراطي الكردستاني المعارض قبل عامين من تجاهل نشاط سبعة أشخاص يجمعون عناصر لتنظيم داعش في المناطق الكردية ومن بين الأسماء السبعة سرياس صادقي منفذ العملية الانتحارية في مرقد الخميني الأربعاء الماضي.
وأثار إعلان إيران اعتقال أكثر من ستين بتهمة الارتباط بتنظيم داعش في محافظات كردستان وكرمانشاه وأذربايجان حيث المناطق ذات الأغلبية الكردية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة تساؤلات حول تواجد عدد كبير من عناصر التنظيم في الأراضي الإيرانية.
في سياق متصل، قال وزير المخابرات الإيراني أول من أمس إن العقل المدبر للهجمات قتل خارج الأراضي الإيرانية بتعاون مع أجهزة مخابرات صديقة من دون تقديم تفاصيل.
بحسب الوزير الإيراني فإن أجهزة المخابرات اعتقلت على مدى السنوات الثلاث الماضية أكثر من 100 خلية تنتمي لتنظيم داعش وزعم علوي أن الأجهزة الأمنية اعتقلت خلايا على مدى الشهر الماضي بمعدل كل يوم خلية.
وعقد البرلمان الأحد جلسة استماع خلف الأبواب المغلقة لوزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي ووزير المخابرات محمود علوي وقالت النائبة في البرلمان الإيراني فاطمة سعيدي أمس في تصريح لوكالة «ايسنا» إن الاجتماع المغلق ناقش تقريرا موجزا حول هجومي طهران وإجراءات أجهزة الأمن لمنع أحداث مشابهة خلال الأشهر الماضية.
وأشارت سعيدي إلى أخطاء من قبل أجهزة الأمن من دون ذكر التفاصيل وقالت: «يجب أن نسعى جميعا إلى أن نرتكب أقل الأخطاء في القضايا الأمنية».
وتناقلت وسائل إعلام إيرانية خلال اليومين الماضيين انتقادات من نواب في البرلمان حول دخول المهاجمين الأربعة محملين بالسلاح وفي سياق الانتقادات قال النائب الإصلاحي عن طهران محمود صادقي «منذ الأمس بدأوا حمل أكياس مملوءة بالتراب لإقامة متاريس حول البرلمان هل هنا ميدان حرب، هذا في وقت لا يوجد جهاز إنذار في البرلمان».
وأظهرت لقطات مصورة بثتها مساء السبت القناة الرسمية الأولى خلاف ما أعلنه المساعد الأمني لوزير الداخلية حسين ذو الفقاري حول تنكر المسلحين بملابس نسائية.
وأفادت وكالة «ايسنا» نقلا عن ملكي قوله «إن اثنين من المسلحين الأربعة المقتولين من أتباع دول أجنبية ويحملون بطاقة هوية دول أخرى» من دون الكشف عن الدولة مضيفا أن الشرطة «تحقق في هوية الآخرين».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن رئيس القضاء في محافظة هرمزجان محمد صادق أكبري قوله: إنه «خلال الأيام الماضية اعتقلت قوات الأمن خمسة من المرتبطين بتنظيم داعش في ميناء جاسك ونقلتهم إلى السجن بقرار السجن المؤقت».
في سياق متصل أعربت مواقع تابعة للمعارضة الكردية عن بالغ القلق من حملة اعتقالات واسعة تشنها قوات الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية في المناطق الكردية. وقال موقع «كردبا» إن قوات الأمن تمتنع عن تقديم معلومات حول معتقلين نقلوا إلى أماكن مجهولة.
ونشر الموقع قائمة لعشرات المعتقلين في الأيام الأخيرة لافتا إلى أجواء أمنية تفرضها السلطات الإيرانية في المناطق الكردية.
وحذرت 12 شخصية بارزة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان الإيراني أول من أمس من تبعات نشر الكراهية ضد الكرد في إيران عقب هجومي طهران والذي نفذه خمسة من أعضاء تنظيم داعش يتحدرون من المناطق الكردية.
السبت الماضي، نشرت صحيفة «شرق» الإيرانية رسالة مفتوحة لمجموعة من ناشطي حقوق الإنسان والمجتمع المدني الكرد تدين هجومي طهران لكنهم بنفس الوقت حذروا من حملة الاعتقالات الواسعة التي تطلقها السلطات في مناطقهم.
في شأن متصل، أصدر اتحاد الكتاب الإيرانيين أمس بيانا يحذر فيه من تشديد القبضة الأمنية في المجتمع الإيراني تحت ذريعة هجومي طهران في الأسبوع الماضي وفق ما نقلت مواقع إيرانية من صفحات الاتحاد في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويؤكد البيان على أن «السم المضاد للأفكار الداعشية تعزيز الحرية وحرية التعبير» مشددا على أن «الرد على المطالب يجب ألا يكون بالقمع والاعتقالات».
في هذه الأثناء، حذرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أمس من «تصاعد الأعمال القمعية ضد أهل السنة في إيران عقب هجومي طهران». وأشارت المنظمة إلى «مخاوف من إعدامات جماعية في صفوف السجناء السنة».
وضمن إدانة اعتداءي طهران، حذرت المنظمة من أي أعمال «غير قانونية كالتعذيب والاعترافات القسرية، والإعدام، وطالبت بإجراء محاكمة عادلة وعلنية للموقوفين بتهمة ارتكاب أعمال إرهابية».
وشددت المنظمة على أن «الإعدامات العشوائية والقمع والمواجهات غير القانونية على يد القوات الأمنية في المناطق ذات الأغلبية القومية من شأنها أن تساعد في تنامي العنف والتطرف».
وأشارت المنظمة إلى إعدام أكثر من 25 شخصاً من أهل السنة في سجن رجائي شهر «بتهم واهية مثل المحاربة والفساد في الأرض في محكمة لم تستغرق سوى دقائق».
وذكرت المنظمة أنها حصلت على تقارير مختلفة من «سوء التعامل المنظم والمتهور ضد أهل السنة في مختلف مناطق إيران»، وفق ما أورد موقعها الإلكتروني.
إيران تواصل العمليات الأمنية بعد هجومي طهران
اتحاد الكتاب الإيرانيين يحذر من تشديد القبضة الأمنية تحت ذريعة الهجمات
إيران تواصل العمليات الأمنية بعد هجومي طهران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة