«قسد» تسيطر على أول حي غرب الرقة

صعوبة في طرد التنظيم من القاعدة العسكرية «الفرقة 17»

مقاتلو «قسد» مع أسلحتهم أمس في ضاحية جزرة غرب الرقة في اليوم السادس لمعركة تحريرها من «داعش» (رويترز)
مقاتلو «قسد» مع أسلحتهم أمس في ضاحية جزرة غرب الرقة في اليوم السادس لمعركة تحريرها من «داعش» (رويترز)
TT

«قسد» تسيطر على أول حي غرب الرقة

مقاتلو «قسد» مع أسلحتهم أمس في ضاحية جزرة غرب الرقة في اليوم السادس لمعركة تحريرها من «داعش» (رويترز)
مقاتلو «قسد» مع أسلحتهم أمس في ضاحية جزرة غرب الرقة في اليوم السادس لمعركة تحريرها من «داعش» (رويترز)

قالت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن، أمس، إنها سيطرت على أول حي غرب مدينة الرقة السورية (شمال)، معقل تنظيم داعش في البلاد.
وقالت القوات التي تقود الهجوم على الرقة في بيان، إن «(قوات غضب الفرات) تحرر حي الرومانية في الجهة الغربية لمدينة الرقة بعد يومين من الاشتباكات المستمرة». وأضاف البيان أن «القوات تمكنت من قتل 11 إرهابيا إضافة إلى أمير لقب بـ(أبو خطاب التونسي)».
ودخلت «قوات سوريا الديمقراطية»، المكونة من فصائل عربية وكردية، السبت الماضي مدينة الرقة (شمال سوريا) من أطرافها الغربية، بمؤازرة غارات شنها التحالف الدولي، وباتت تسيطر الآن على حيين في مدينة الرقة؛ هما الرومانية شمال غربي، والمشلب شرقا.
وإذ تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من دخول مدينة الرقة، فإنها تواجه صعوبة في طرد مقاتلي التنظيم المتشدد من القاعدة العسكرية «الفرقة 17» الواقعة على المشارف الشمالية للمدينة.
وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن أن الانفجارات لا تزال تهز مدينة الرقة نتيجة القصف المتواصل من قبل طائرات التحالف الدولي والقصف المتبادل بين قوات عملية «غضب الفرات» وتنظيم داعش على محاور في أطراف المدينة ومحيطها، مترافقة مع اشتباكات متواصلة بعنف بينهما، لليوم السادس على التوالي، منذ 6 يونيو (حزيران) الحالي. وعلم «المرصد» أن قوات النخبة السورية العاملة في عملية «غضب الفرات»، تمكنت من تحقيق تقدم بمشاركة «قوات سوريا الديمقراطية»، وذلك في الجزء الجنوبي من حي الصناعة بغرب حي المشلب، والمنطقة الواقعة بين الأطراف الجنوبية للحي وسوق الهال قرب الضفاف الشمالية لنهر الفرات، في محاولة من قوات النخبة السورية لتحصين المنطقة وقطع الطريق أمام عناصر التنظيم بتنفيذ هجمات معاكسة تستهدف قوات عملية «غضب الفرات»، وأكدت المصادر لـ«المرصد» أن مئات الأمتار باتت تفصل «قوات النخبة» و«قوات سوريا الديمقراطية» عن باب بغداد في غرب حي الصناعة.
وتتمركز «قوات سوريا الديمقراطية»، المكونة من فصائل عربية وكردية مدعومة من واشنطن، في شرق وشمال وغرب الرقة، فيما لا تزال الجهة الجنوبية للمدينة تحت سيطرة المتشددين.
وبدأت «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تأسست عام 2015، حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم داعش من الرقة في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتمكنت مذاك من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة وقطعت طرق الإمداد الرئيسية للمقاتلين إلى المدينة. ونجحت هذا الأسبوع في دخول المدينة للمرة الأولى بعد 7 أشهر من شنها حملة واسعة لطرد عناصر «داعش» من «عاصمتهم» الرقة السورية.
ويدعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هذا الهجوم بالضربات الجوية والقوات الخاصة والأسلحة والمعدات.
ويقدر عدد المدنيين الذي كانوا يعيشون في الرقة تحت حكم تنظيم داعش بنحو 300 ألف شخص، بينهم 80 ألفا نزحوا من مناطق أخرى في سوريا.
وفر آلاف من هؤلاء خلال الشهور الماضية، وتقدر الأمم المتحدة عدد المدنيين في المدينة حاليا بنحو 160 ألف شخص.
وأفادت تقارير عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الذين لا يزالون يقطنون في المدينة خلال الأسابيع الماضية. وذكر «المرصد» أن الغارات التي شنها التحالف الدولي خلال الأيام الأخيرة، أسفرت عن مقتل 24 مدنيا داخل المدينة، وكانت حصيلة سابقة أفادت عن مقتل 13 شخصا.
وأكد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن عدد القتلى في صفوف المدنيين ارتفع إلى 58 قتيلا منذ بدء معركة الرقة في 6 يونيو.
كما طالت غارات التحالف، أمس، مدينة الميادين التي يسيطر عليها التنظيم في ريف دير الزور (شرق)، بحسب المرصد.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «عددا من قادة الصف الثاني فروا إلى الميادين منذ أشهر عندما بدأ الهجوم على الرقة».
وبدأت «قوات سوريا الديمقراطية» مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم داعش من الرقة. وكان تنظيم داعش أعلن في يونيو 2014 إقامة «الخلافة» انطلاقا من مساحة واسعة من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا، مستخدما كل أساليب الترهيب.


مقالات ذات صلة

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري (الثاني من اليمين) يتفقد شارع بوربون في الحي الفرنسي بنيو أورليانز بعد هجوم إرهابي في 1 يناير (أ.ف.ب)

منفذ هجوم الدهس في نيو أورليانز امتلك مواد تستخدم لصنع قنابل

أفاد مسؤولون في أجهزة الأمن بأن الرجل الذي صدم حشدا من المحتفلين برأس السنة في نيو أورليانز كان يمتلك في منزله مواد يشتبه في استخدامها لصنع قنابل.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز)

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».