تطبيقات خاصة بالهاتف الجوال لمتابعة الأنشطة الدينية

على رغم انتقادات رجال الدين للتكنولوجيا

تطبيقات خاصة بالهاتف الجوال لمتابعة الأنشطة الدينية
TT

تطبيقات خاصة بالهاتف الجوال لمتابعة الأنشطة الدينية

تطبيقات خاصة بالهاتف الجوال لمتابعة الأنشطة الدينية

مع حلول شهر رمضان الكريم في الهند، بعد رؤية الهلال، بدأ الشباب الهندي المسلم المهتم بالتكنولوجيا في استخدام الكثير من التطبيقات الخاصة بالهاتف الجوال، لمتابعة الأنشطة الدينية.
وتساعد التطبيقات الشخص المؤمن في معرفة مواقيت الصلاة، والسحور، والإفطار، إلى جانب تقديم بعض وصفات الأطباق الرمضانية. كذلك قد تساعد بعض تلك التطبيقات في معرفة اتجاه القبلة وهو أمر ضروري من أجل الصلاة.

تقدّم المعلومات

يقول موهد إسرار، مدير في مجال تكنولوجيا المعلومات: «تساعد الكثير من تطبيقات الهاتف الجوال في معرفة معلومات عن سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وتزوّدك بمقالات عن رأي الإسلام في الكثير من الأمور. كذلك هناك تطبيقات ترشدك إلى كيفية وضع السرير، أو ترتيب الغرفة بطريقة ملائمة». وأضاف قائلا إنّ تطبيقات رمضان قد ساعدته في عدم تفويت موعد الإفطار أو السحور، فضلا عن معرفة مواقيت الصلاة.
وعلى الرغم من أن رجال الدين كثيراً ما ينتقدون هذه التطبيقات، لكنّها أصبحت أدوات ضرورية للطلبة والمهنيين أثناء حركتهم طوال اليوم، حيث تعينهم على أداء فروضهم الدينية من دون الإخلال بمسؤوليات العمل.
تعبر أفرين، طالبة دراسات عليا في جامعة دلهي، عن إعجابها بتلك التطبيقات قائلة: «تحتوي تلك التطبيقات على أدعية خاصة بشهر رمضان، ووصفات لأطباق، بل وحتى بوصلة توضح اتجاه الكعبة، إلى جانب تسجيل صوتي للقرآن الكريم بلغات مختلفة، وخرائط توضح أماكن المطاعم التي تقدم مأكولات حلال، ومساجد قريبة منك». وأوضحت الشابة البالغة من العمر 25 سنة، أنّ التطبيق ينبهها لمواقيت الصلاة الخمس حين تكون خارج المنزل.
يسمح تنوع التطبيقات للمرء باختيار التطبيق الأنسب لاحتياجاته. وفي الوقت الذي تكون فيه أكثر تلك التطبيقات مجانية، يجب دفع مبلغ مالي للاستمتاع ببعضها، فيما تقدم بعضها مجموعة من الخدمات المجانية، لكن تحتفظ ببعض المزايا الخاصة للعملاء الذين يدفعون المال.
أنزل كل من إسرار، بائع جرائد، وزبيد، عامل رعاية حدائق، تلك التطبيقات. وفي ذلك يقول زبيد: «تساعدني التطبيقات كثيراً، إذ تتيح لي معرفة مواقيت الصلاة، وأداءها في مكان عملي، أو إن كنت أريد في حال استطعت، الصلاة في المسجد».

بعضها هندية وأخرى أجنبية

يعد تطبيق «رمضان 2017» من ابتكار كولديب سينغ سايني، مهندس إلكترونيات وميكانيك غير مسلم، واحد من أشهر التطبيقات، حيث تجاوز عدد التنزيلات 1.5 مليون، ويحتوي على روزنامة لرمضان 2017، ومواقيت الصلاة، وبوصلة توضح اتجاه الكعبة، وأسماء الله الحسنى، وروزنامة هجرية، وأداة لتحويل التاريخ الهجري، ومواقيت الإفطار والسحور. كذلك يحتوي التطبيق على نسخة كاملة من القرآن الكريم بلغات مختلفة مع تسجيل صوتي له باللغة العربية. ويساعد التطبيق المستخدم على تذكر مواقيت الصلاة من خلال ترديد الأذان، مع ترجمة إنجليزية. ويقول سينغ إن هذا التطبيق يحظى بشعبية وانتشار في العالم العربي أيضاً.
لا يرى الأستاذ اشتياق أحمد زيلي، مدير مركز بحثي رائد في الدراسات الإسلامية، هو «أكاديمية دارول موسينفين شيبلي»، أي مشكلة في أن تساعد الوسائل التكنولوجية الحديثة في فهم الأمور بشكل أفضل. مع ذلك أوضح قائلا: «هناك استخدام مكثف للإنترنت، ومن الصعب التمييز بين الخطأ والصواب، لذا من الضروري توخي الحذر».

تطبيق «مسلم برو»

من التطبيقات الأخرى التي تساعد المسلمين على متابعة أنشطتهم الدينية خلال شهر رمضان، «مسلم برو»، وهو تطبيق لا يخبرك بمواقيت الصلاة فحسب، بل يحدّد موقع أقرب مسجد لك أيضاً. كذلك تتضمن بعض التطبيقات مقالات لعلماء دين مسلمين تتناول الكثير من الأمور والقضايا الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والشخصية المتنوعة. وتحتوي بعض التطبيقات على قصص بتقنية الرسوم المتحركة لشخصيات إسلامية بارزة شهيرة. من أشهر التطبيقات «رمضان داشبورد» من «غوغل»، و«سالتك»، و«مسلم برو»، و«تايني أول».
ومع تغيّر نمط الحياة، كثيراً ما تتقاطع التكنولوجيا مع الدين؛ ولعل الأسئلة التي يطرحها الشباب المسلم على رجال الدين على خطوط المساعدة أثناء شهر رمضان خير مثال يوضح ذلك. يقول رجال الدين إن عليهم مجاراة الزمن، والاستعداد للإجابة عن أسئلة خاصة باستخدام التكنولوجيا خلال شهر رمضان، حيث يُمطرون بوابل من تلك الأسئلة.
يسأل شاب في العشرين من عمره: «هل ينبغي علي حذف نسخة القرآن التي أُرسلت لي على هاتفي الجوال؟»، في حين يريد شاب آخر معرفة ما إذا كان يستطيع الاستماع إلى الأذان من مسجد من خلال جهاز راديو، ثم يأتي سؤال مثل: «هل أستطيع أن أمارس ألعابا على الإنترنت أو الهاتف الجوال لقضاء الوقت أثناء الصيام؟».
وفي السياق يقول مولانا عرفان ميان، أحد رجال الدين البارزين: «كان الناس في الماضي يسألوننا ما إذا كان شرب المرء الماء من دون قصد أو الحقن يبطل الصيام، أما الآن فيسألون عن استخدام الهواتف الذكية، والإنترنت، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية». وأضاف أن استخدام مثل تلك التطبيقات ليس «مخالفاً للإسلام»، لكنّه حذّر المستخدمين وأوصاهم بالتأكد من صحة الأدعية المتاحة على تلك التطبيقات، وعدم مخالفتها للقرآن الكريم. ويرى أن لعب الألعاب لقضاء الوقت أمر خاطئ لأن الهدف من الصيام هو تذكر الله، والصلاة، ومساعدة المحتاجين.
تطبيقات تساعد الأطفال والنساء

لدى شابانا وزوجها ولدان أحدهما في العاشرة، والآخر في الثانية عشرة من العمر، وقد أنزلا تطبيقات الصلاة لتعليم ابنيهما تعاليم الإسلام مثل الصلاة، والوضوء، من خلال شخصيات كرتونية بتسجيل صوتي بلغات متعددة من بينها اللغة العربية، والإنجليزية، والأردو. هناك خيار آخر جيد متاح للآباء هو تطبيق قصص الأنبياء «يوسف ستوريز أوف ذا بروفيتس»، وقد حول قصص النبي محمد (صلّى الله عليه وسلّم) إلى مقاطع مصورة. هناك أيضاً تطبيقات تقدم إرشادات خاصة بالزكاة، وطهي طعام الإفطار أثناء شهر رمضان الكريم.
تؤكد محسنة حسين قائلة: «هناك طلب على التطبيقات التي تتمحور حول شؤون المرأة، ونحن نستخدمها بين الحين والآخر فيما يتعلق بطرق الطهي التقليدية».
تقول سانيا، ربة منزل ومستخدمة لتلك التطبيقات على هاتفها الـ«آيفون» الذي أهداه إليها زوجها: «في حين يحظر استخدام الإنترنت لأغراض الترفيه، لا أحد يستطيع منعنا من الحصول على المعرفة خاصة فيما يتعلق بديننا».
لذا يمكن القول إن اقتران التكنولوجيا بالدين مفيد للمجتمع خصوصا «عندما يكون الوقت سلعة نادرة»، كما أشار أحد كبار السن.



الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.