الائتلاف السوري يدعو 12 فصيلاً عسكرياً لتسمية ممثليهم السياسيين

يشمل برنامج الإصلاح تعزيز حضور المجتمع المدني والقوى السياسية

الائتلاف السوري يدعو 12 فصيلاً عسكرياً لتسمية ممثليهم السياسيين
TT
20

الائتلاف السوري يدعو 12 فصيلاً عسكرياً لتسمية ممثليهم السياسيين

الائتلاف السوري يدعو 12 فصيلاً عسكرياً لتسمية ممثليهم السياسيين

وجّه الاتئلاف الوطني السوري، دعوات رسمية إلى 12 فصيلاً عسكرياً، لتسمية ممثليهم في الائتلاف، بهدف التنسيق المشترك بينه وبين القوى العسكرية. ولاقت هذه المبادرة ترحيب أغلب الفصائل المدعوّة التي أعلنت موافقتها، ورأت فيها «خطوة جدية وعملية تصبّ في مصلحة الثورة وأهدافها».
وأعلن الائتلاف في بيان أصدره، أمس، أن دعوة الفصائل، «تندرج ضمن البرنامج الإصلاحي، الذي طرحته قيادة الائتلاف الجديدة، وتعزيز شرعية الائتلاف، وضمن خطوات ترمي إلى تقوية وتصحيح التمثيل في الائتلاف لجميع المكونات العسكرية والثورية والسياسية والمحلية».
وشكّلت الهيئة السياسية داخل الائتلاف لجنة خاصة تواصلت مع الفصائل العسكرية، بشأن تمثيلها السياسي في الائتلاف. وحددت اللجنة 12 فصيلاً، وفق معايير تم التوافق عليها، وجرى التواصل معها بعد إقرار ذلك من قبل الهيئة السياسية، حيث وافق أغلبها على المشاركة، فيما ينتظر موافقة البقية، كما قضت بتشكيل مجموعة عمل للتنسيق المشترك بين الائتلاف وجميع القوى العسكرية.
الائتلاف قال في بيانه، إن الهيئة السياسية اتخذت قراراً بالإجماع، بناء على توصية لجنة العضوية واللجنة القانونية، بإنهاء عضوية «كتلة الأركان»، التي كانت تمثل المجلس العسكري والذي جرى حلُّه سابقاً، «وذلك لعدم وجود الأصل الذي يمثلونه»، وفق قرار اللجنة القانونية.
وحيّت الهيئة السياسية في الائتلاف، الأعضاء الذين مثلوا الحراك العسكري خلال الفترة الماضية، على الجهد الذي بذلوه، وأكدت ترحيبها بأن يكونوا ممثلين لأي فصيل من الفصائل المعتمدة، والحرص على أواصر التعاون معهم.
وترتبط هذه المبادرة بعوامل متعددة فرضت نفسها، وعزا عضو الهيئة السياسية ورئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف أحمد رمضان، هذه الخطوة، إلى «التغيير الذي طرأ على الخريطة العسكرية، بعد حلّ هيئة أركان الجيش الحرّ». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن الفصائل المشار إليها «جرت دعوتها ليكون لها تمثيل سياسي في الائتلاف»، لافتاً إلى أن «انضمام الممثلين السياسيين إلى الائتلاف، يعزز دور مجموعة العمل المشتركة الموجودة أصلاً، والتي تتولى التنسيق بين الائتلاف كممثل سياسي للمعارضة، وبين القوى العسكرية الموجودة على الأرض».
وكشف رمضان، أسماء بعض الفصائل المدعوة لتتمثل سياسيا، مثل «فيلق الشام»، و«فيلق الرحمن»، و«الجبهة الشامية»، و«جيش الإسلام»، و«جيش اليرموك» (في درعا)، و«جيش العشائر»، و«فرقة السلطان مراد». وهذه الفصائل «إما تتبع تنظيمياً الجيش الحرّ، أو ملتزمة بأجندته وبأهدافه الثورية»، مؤكداً أن «أي من هذه الفصائل، لا تمتّ بصلة إلى (هيئة تحرير الشام)، أو المجموعات المتشددة».
ويشمل برنامج الإصلاح الذي طرحه رئيس الائتلاف المنتخب رياض سيف، وتبنته الهيئة السياسية، سلسلة خطوات ترمي إلى «تحديث النظام الداخلي، وتعزيز حضور قوى المجتمع المدني والقوى السياسية، وإنشاء مجموعات عمل مشتركة، مع النقابات والمجالس المحلية والأحزاب والهيئات السياسية والشباب والقوى الثورية والشخصيات الفكرية والمجتمعية ورجال الأعمال»، معتبرة أن هذا البرنامج «يضمن أوسع نطاق من المشاركة في القرار الوطني السوري، إلى جانب اعتماد مبدأ الشفافية والمحاسبة، وإطلاع الرأي العام السوري على مسيرة العمل السياسي بكل تحدياتها وأوضاعها، بشكل يعيد ثقة الشارع السوري بثورته وهيئاته الوطنية».
في هذا الوقت، أكد وائل علون الناطق باسم «فيلق الرحمن» لـ«الشرق الأوسط»، أن «قيادة الفيلق تسلّمت بالفعل دعوة رسمية لتسمية ممثل لها في الائتلاف». وقال: «نتعاطى بشكل إيجابي مع جميع مؤسسات الثورة السورية ومنها الائتلاف». وأوضح أنه في الأيام المقبلة «سيكون هناك ردّ إيجابي من الفيلق الذي يرغب في المشاركة الفاعلة مع كل المؤسسات الثورية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT
20

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.