الرئاسة الفلسطينية: لا نقبل بوجود جندي إسرائيلي واحد في دولتنا

الفلسطينيون قد يوافقون على قوات دولية مؤقتة

الرئاسة الفلسطينية: لا نقبل بوجود جندي إسرائيلي واحد في دولتنا
TT

الرئاسة الفلسطينية: لا نقبل بوجود جندي إسرائيلي واحد في دولتنا

الرئاسة الفلسطينية: لا نقبل بوجود جندي إسرائيلي واحد في دولتنا

قالت الرئاسة الفلسطينية إنها لن تقبل بوجود أي جندي إسرائيلي على أرض الدولة الفلسطينية بعد إقامتها، في رد صريح ومباشر على اشتراط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استمرار السيطرة العسكرية على الضفة في حال توقيع اتفاق سلام.
وعقّب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، على تصريحات نتنياهو، بقوله: «التصريحات مرفوضة، ولن تؤدي إلى سلام قائم على أساس الشرعية العربية والدولية». وأضاف أبو ردينة في بيان: «هذه التصريحات هي تكريس لأسباب الصراع المستمر؛ لأن السلام والأمن لن يتحققا إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعلى رأسها القدس الشرقية». وأكد: «إننا لن نقبل بأي اتفاق يبقي أي جندي إسرائيلي على أرض دولة فلسطين المستقلة». وأردف: «هذه المطالب بمثابة شروط مرفوضة، وتشكل تحدياً للمجتمع الدولي، وإسرائيل غير جادة لتسهيل مساعي صنع السلام التي تقودها الإدارة الأميركية».
وجاءت تصريحات أبو ردينة في وقت يعمل فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على إطلاق عملية سلام جديدة في المنطقة. وكان أبو ردينة يرد على تصريح لنتنياهو، شدد فيه على ضرورة أن تبقي إسرائيل على سيطرتها العسكرية في الضفة الغربية، في حال تحقيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وقال نتنياهو لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن «فكرة التخلي عن الأراضي وتحقيق السلام غير صحيحة». وأضاف: «من أجل ضمان وجودنا، يجب أن تكون لدينا سيطرة عسكرية وأمنية على جميع الأراضي غرب الأردن».
ورفض نتنياهو القول بأن جذر النزاع مع الفلسطينيين هو الصراع على الأرض، قائلا: «إنه ليس نتيجة الأراضي والمستوطنات، النزاع بين العرب واليهود يعود إلى عام 1920 قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948، وقبل سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية عام 1967. جذر النزاع هو رفضهم الاعتراف بحقوق اليهود في أي جزء من الأرض. إنهم يرفضون الاعتراف بإسرائيل موطنا للشعب اليهودي ضمن أي حدود». وتابع قوله: «حتى قبل 1967، لقد أرادوا التخلص منا في تل أبيب، وبعد انسحابنا من غزة (عام 2005) أرادوا التخلص منا في تل أبيب».
وزعم نتنياهو في حديثه، بأنه يسعى للسلام ومستعد للتنازل عن أراضي الفلسطينيين، لكنه قال: «عند اقتراح إسرائيل على الفلسطينيين أن تتخلى عن جميع الأراضي التي يريدونها بشرط تخليهم عن حق العودة للاجئين الذين نزحوا عام 1948، فإنهم يتلوون في مقاعدهم ولا يردون بإجابة. إن إسرائيل تسعى للسلام، ولكن الفلسطينيين عالقون بموقف عدم إقامة دولة بل رفض وجود الدولة اليهودية».
وأصر نتنياهو على ضرورة تغيير موقف الفلسطينيين، قائلا إنه إذا ما تم تغييره فسيكون هناك أمل للسلام. وعلى مدار أعوام طويلة من المفاوضات، رفض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الاعتراف بيهودية إسرائيل، كما رفض إبقاء أي جندي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية، وهما نقطتان أفشلتا كل المحاولات الأميركية السابقة للوصول إلى اتفاق.
وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط»: «لو كنا سنقبل بوجود الجنود الإسرائيليين على الحدود، لكنا توصلنا إلى اتفاق مع (وزير الخارجية الأميركية الأسبق جون) كيري». وأضاف: «أبلغنا كيري. وموقفنا هو: نقبل بقوات دولية أيا كانت جنسياتها وديانتها، في إطار اتفاق واضح ومحدد ومؤقت، لكن لا نقبل بوجود جنود إسرائيليين».
وكان كيري قد دفع باتفاق إطار في عام 2014، لكن إسرائيل رفضت الخروج من منطقة الأغوار نهائيا، باعتبارها عمقا أمنيا، وطالبت بإبقاء جنودها هناك، فرفض الفلسطينيون ذلك قطعيا.
واقترح كيري بقاء القوات الإسرائيلية في المنقطة لـ10 سنوات مع تخفيض عددها، وزرع أجهزة دفاعية وأخرى للإنذار المبكر، وإدارة مشتركة على المعابر، وهو ما رفضه الفلسطينيون والإسرائيليون كذلك.
ومن غير المعروف كيف سيعالج الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذه العقبات.
ويستعد ترمب لإطلاق عملية سياسية جديدة في المنطقة. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عباس الأسبوع الماضي، إنه ملتزم بمحاولة تحقيق اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وينوي فعل كل ما في استطاعته لتحقيق هذا الهدف. ومارس ترمب ضغطا على عباس ونتنياهو أثناء لقائهما في القدس وبيت لحم، وقال لهما، إن الوقت حان للعودة إلى المفاوضات، لكنه لم يقل كيف سيتم ذلك.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه لم يتم بعد، وضع آليات رسمية للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بعد زيارة ترمب إلى الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي. وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة ستيوارت جونز، للصحافيين: «لم يتم إنشاء آليات رسمية بعد». وأضاف جونز الذي رافق وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في الجزء الخاص بالشرق الأوسط من الرحلة: «إن ترمب قال لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إنه يرغب في أن يبدأ الطرفان بالمضي قدما في العملية السلمية». وتابع: «لقد كانت الرسالة، هناك رسالة دعم واضح لإسرائيل، دعم لأمن إسرائيل، وبعض اللهفة للمضي قدما في العملية السلمية».
وقال جونز أيضا: «لقد عرض الجانب الإسرائيلي سلسلة من الإجراءات الاقتصادية لتحسين الظروف في الضفة الغربية، وهذه إجراءات إيجابية للغاية، لكننا نتطلع إلى المزيد».
وفي تعليق له على الموقف، قال الناطق باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، إن «تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه سيتمسك بالسيطرة الكاملة على الضفة، تكشف حقيقة نوايا الاحتلال، وتمثل صفعة لكل الواهمين بالسلام».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.