إردوغان يحضر العرض الخاص لفيلم الأنيميشن السعودي «بلال»

تمت دبلجته للتركية ودخل موسوعة «غينيس» بأطول مشهد للمعارك

إردوغان وعقيلته أمينة خلال حضورهما عرض الفيلم
إردوغان وعقيلته أمينة خلال حضورهما عرض الفيلم
TT

إردوغان يحضر العرض الخاص لفيلم الأنيميشن السعودي «بلال»

إردوغان وعقيلته أمينة خلال حضورهما عرض الفيلم
إردوغان وعقيلته أمينة خلال حضورهما عرض الفيلم

شارك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وعقيلته أمينة إردوغان في حفل العرض الخاص لفيلم الأنيميشن «بلال» للمخرج السعودي أيمن طارق جمال والذي تم إنتاجه بتقنية الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد بجهود مجموعة من الفنانين السعوديين الشباب.
وعرض الفيلم، الذي يروي سيرة الصحابي الجليل مؤذن الرسول بلال بن رباح، على الجمهور التركي مع بداية شهر رمضان المبارك كأول عمل سينمائي سعودي يدبلج إلى اللغة التركية بأصوات مجموعة من أشهر النجوم الأتراك يتقدمهم بطل مسلسل «قيامة أرطغول» إنجين ألتان دوزياتان الذي جسد صوتيا شخصية «بلال» والنجمة عائشة بنجول بطلة مسلسل «على مر الزمان» حيث أدت دور «حمامة» والدة بلال بن رباح وجسد شخصية «أبو بكر الصديق» آيان كاديا ودور «أمية» هاكان فانلي ودور «حمزة»، عم الرسول، تامر كرادلي.
وتم إطلاق الفيلم في 300 دار عرض تركية ويشهد إقبالا كبيرا من الجمهور التركي والعربي والأجانب في تركيا.
والفيلم، الذي استغرق إنتاجه 8 سنوات، مستوحى من قصة الصحابي الجليل بلال بن رباح مؤذن رسول الله منذ طفولته، وما تعرض له من تعذيب، وكيف أنه قاوم واستخدم إصراره وصوته لتحرير نفسه أولا من العبودية بصرخته الشهيرة «أحد أحد»، التي ألهمت الكثيرين بعده ليتحرروا من كل أنواع الشرك ويؤمنوا بالواحد الأحد.
وكان فيلم «بلال» دخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في عام 2015 لاحتوائه على أطول مقطع كرتون، والذي يصل إلى 11 دقيقة ونصف دقيقة، لإحدى المعارك التي تضمنها الفيلم الذي أنتج وفق أحدث التقنيات العالمية المتبعة في إنتاج هذه النوعية من الأفلام.
ويتضمن الفيلم 88 شخصية من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام، وعرض في أميركا العام الماضي وتمت دبلجته من العربية إلى الإنجليزية والفرنسية والصينية ثم إلى اللغة التركية.
وشارك في الأداء الصوتي في فيلم «بلال» 360 شخصاً بينهم ممثلون من مختلف أنحاء العالم، منهم كايديوالي إكينوي أجباجي، وجاكوب لاتيمور، وإيان ماكشين، وفارلي كيوث الذي أدى صوت الصحابي أبو بكر، وتوماس أيان نيكولاس، ومايكل كروس، وأندريه روبنسون الذي أدى صوت الصحابي بلال عندما كان صغيراً.
وحظي الفيلم عند التنويه عنه للمرة الأولى بإعجاب جمهور واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أبدى مغردون سعوديون فخرهم بالمنتج الأول على مستوى بلدهم بمجال سينما الأنيميشن.
ويقول مخرج الفيلم أيمن جمال إن غالبية الأطفال في العالم العربي والإسلامي يشاهدون أفلام الكرتون المدبلجة والمنتجة من شركات عالمية، لكنها تحتوي على أبطال من الخيال مثل «سبايدر مان» و«بات مان»، إضافة إلى أن هذه القصص التي تعرض تحمل قيماً ومبادئ لا تتناسب مع القيم الإسلامية والعربية، وقد فكرنا أن يكون لدينا أفلام «أنيميشن» تتكلم عن أحد الأبطال المشهورين في القصص الإسلامية، ويكون هذا العمل بمستوى وجودة عالمية.
وعن سبب اختياره لشخصية الصحابي بلال بن رباح ليكون بطل الفيلم، قال جمال إن بلال بن رباح رضي الله عنه عرف بالتسامح وحب الآخرين، كما أنه عرف بصوته الجميل في الأذان، وشخصيته المسالمة التي عرفت بقضية المساواة بين الكل، إضافة إلى أنه وجد في تلك الشخصية نموذجاً درامياً يعرض كفيلم رائع.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».