لبنان: عون يلوّح بـ«قانون الستين» و«حركة أمل» يحمّل باسيل تعطيل التوافق

خريس: هذا يعني سقوط «اللاءات الثلاث»

لبنان: عون يلوّح بـ«قانون الستين» و«حركة أمل» يحمّل باسيل تعطيل التوافق
TT

لبنان: عون يلوّح بـ«قانون الستين» و«حركة أمل» يحمّل باسيل تعطيل التوافق

لبنان: عون يلوّح بـ«قانون الستين» و«حركة أمل» يحمّل باسيل تعطيل التوافق

أعلن رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون أنه إذا لم يتوصل مجلس النواب إلى قانون انتخابي جديد قبل انتهاء ولايته في 21 يونيو (حزيران) المقبل، فإن الدستور ينص على دعوة الهيئات الناخبة ضمن مهلة 90 يوما على أساس القانون النافذ، وهو الموقف الذي رأى فيه البعض تلويحا وتمهيدا قبل الإقرار الواضح بفشل التوصل إلى قانون جديد الذي كانت معظم الكتل النيابية تعلن رفضها السير به.
وفي حين رفضت مصادر رئاسة الجمهورية وضع تصريح عون في خانة الحسم بأن الأمور ذاهبة إلى إجراء انتخابات وفق «قانون الستين» النافذ، حمّل النائب في كتلة «حركة أمل» علي خريس، «التيار الوطني الحر» ورئيسه زير الخارجية جبران باسيل، من دون أن يسمّيه، مسؤولية التعطيل، بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «من يعطّل التوّصل إلى قانون جديد للانتخابات هو من لا يزال يتمسّك بالقانون التأهيلي ويرفض التراجع عنه». مع العلم بأن باسيل كان قد طرح «التأهيلي» الذي رأت فيه أطراف لبنانية عدّة إعادة للتقسيم الطائفي والمذهبي بما لا يختلف عن «القانون الأرثوذكسي» الذي نص على أن تنتخب كل طائفة نوابها.
وقالت مصادر الرئاسة لـ«الشرق الأوسط»: «كلام عون جاء ليضع النقاط على الحروف في وجه من يهوّل بالفراغ، وبهدف نقل الواقع كما هو، من دون أن يعني ذلك حسم الذهاب إلى (قانون الستين)»، مضيفة: «حتى خلال فترة الأشهر الثلاثة الفاصلة بين انتهاء ولاية المجلس والانتخابات، في حال لم يتم التوصل إلى قانون جديد، فلن يحصل الفراغ بحيث ستستمر هيئة المجلس في العمل إلى حين إجراء الانتخابات». وأكّدت أن المباحثات بشأن قانون الانتخابات لا تزال مستمرة بين الأفرقاء اللبنانيين، وأنها «تنحصر اليوم على توزيع الدوائر بين الصوت التفضيلي أو التأهيلي، باعتماد القانون النسبي الذي وافق عليه الجميع».
من جهته، سأل خريس: «في الأساس لماذا سنصل إلى موعد انتهاء ولاية المجلس قبل أن نتّفق على قانون جديد؟ وبالتالي لماذا انتظار هذا الفراغ حتى الدعوة إلى الانتخابات؟»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس عون كان يتمسّك باللاءات الثلاث؛ لا للفراغ، ولا لـ(الستين)، ولا للتمديد، لكن إذا وصلنا إلى 21 يونيو (حزيران) من دون التوافق على قانون، فسندخل في الفراغ لمدة ثلاثة أشهر بانتظار إجراء الانتخابات وفقا لـ(قانون الستين)، وهذا يعني أن هذه اللاءات سقطت بشكل مباشر أو غير مباشر». وأكّد: «لكن من جهتنا لا نزال متمسكين بهذه اللاءات ونرفض (قانون الستين)، ونعتقد أنه لا يزال لدينا الوقت الكافي لإقرار قانون جديد إذا كانت النوايا حسنة وصافية، شرط أن يكون هذا القانون عادلا ويحفظ حق الجميع ولا يعيدنا عشرات السنوات إلى الوراء».
وفي هذا الإطار، عدّ وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «المسار السياسي حول قانون الانتخابات ستتوضح معالمه قبل موعد 29 مايو (أيار)، موعد جلسة مجلس النواب المقبلة، بعد جلاء مختلف المواقف»، وأكّد بعد لقائه ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السفيرة سيغريد كاغ على ما سبق أن أعلنه بأن الانتخابات النيابية ستجرى قبل نهاية السنة.
بدوره، قال وزير الاقتصاد السابق المحسوب على حزب الكتائب، ألان حكيم، لـ«وكالة الأنباء المركزية»: «إذا كان البعض يبشرنا بالعودة إلى (قانون الستين) تجنبا للفراغ، فإن ذلك يعني استمرار المنظومة السياسية نفسها لسنوات مقبلة».
وقال عون خلال لقائه وفدا من نادي الصحافة: «التمديد لمجلس النواب هو دوس على الدستور»، وسأل: «إذا لم نحترم الدستور والقوانين، فما هو المعلم الذي يجب أن نأخذه في الاعتبار لاتخاذ موقفنا؟ لا يمكن أن نتوسع في الدستور لأن فيه مواد علينا احترامها». وأضاف: «لماذا لم تقر الاقتراحات التي قدمت؟ أنا الآن على الحياد، ولست في وارد التحكيم بين أطراف لن يلتزموا بالاقتراحات». وأكد أن «لدينا النية والإرادة لوضع قانون انتخابي جديد، والبلد لن يتعطل، لماذا يخيفون الناس بالفراغ طالما أن الدستور واضح. فإذا لم يتوصل المجلس إلى إقرار قانون انتخابي جديد وانتهت ولايته، فعلينا بأن نقتدي بما ينص عليه الدستور، أي دعوة الشعب إلى الانتخابات ضمن مهلة تسعين يوما، ولا بد أن تجري آنذاك على أساس القانون النافذ إذا لم يتم الاتفاق على قانون جديد». ورأى أن هناك توزيعا في الأدوار؛ «إذ ما إن يقول أحد (نعم)، حتى يقول الآخر (لا)». وأضاف: «أنا لا أريد (الستين)، ولكن إذا لم نصل إلى حل، فهل أترك الجمهورية (فالتة)؟». وفي مؤتمر صحافي بعد اجتماع «التغيير والإصلاح»، رأى باسيل أن وسيلة منع الفراغ الأولى هي إقرار قانون انتخابي جديد، مضيفا: «نحن منعنا (الستين) بعدم توقيع رئيس الجمهورية على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، ونظريا لا إمكانية لاعتماد التمديد بعد اليوم للمجلس النيابي، بينما يبقى أمامنا أن نمنع الفراغ، فهو الخطر الثالث الذي ينتظرنا». وعدّ أن «كل المعطى السياسي بعد 20 يونيو سيكون مختلفا في حال منعنا أحدهم من إقرار قانون جديد للانتخابات».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.