ترمب يكشف موازنته لعام 2018 مع اقتطاعات في القطاعين الصحي والاجتماعي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مكتبه بالبيت الأبيض بواشنطن (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مكتبه بالبيت الأبيض بواشنطن (أ.ب)
TT

ترمب يكشف موازنته لعام 2018 مع اقتطاعات في القطاعين الصحي والاجتماعي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مكتبه بالبيت الأبيض بواشنطن (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مكتبه بالبيت الأبيض بواشنطن (أ.ب)

يكشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الثلاثاء) موازنته للعام 2018، التي ستتضمن خصوصا اقتطاعات في الضمان الاجتماعي، وتغييرات في برامج مكافحة الفقر، بحسب نص نشره البيت الأبيض أمس (الاثنين).
يتضمن عرض ترمب للسنة المالية المقبلة التي تبدأ في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، اقتطاعات هائلة تبلغ نحو 1700 مليار دولار على مدى عشر سنوات في البرامج الاجتماعية المخصصة للأكثر فقرا.
تشمل هذه الاقتطاعات برامج عدة خصوصا قسائم الطعام التي يستفيد منها الأكثر فقرا والتي تمثل 272 مليار دولار.
في المقابل، يقترح ترمب زيادة نسيتها 10 في المائة أي 54 مليار دولار في موازنة الدفاع بالمقارنة مع عام 2017، تشمل هذه الزيادة زيادة تبلغ 2.6 مليار دولار لمراقبة الحدود والهجرة من بينها 1.6 مليار دولار ستخصص لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك.
كما تنص الموازنة الجديدة على إجازة أبوة «مدفوعة بالكامل» ولمدة ستة أسابيع وتقدر تكلفتها بـ18 مليار دولار على مدى عشر سنوات.
وأوضح مدير الموازنة في البيت الأبيض، ميك مولفاني، للصحافيين: «لا نمس بالخطوط العريضة للضمان الاجتماعي ولا بنظام (ميديكير)، أي الضمان الاجتماعي الحكومي للذين تجاوزوا الـ65 من العمر».
في المقابل، سيشهد برنامج «ميديكير» للأكثر فقرا من اقتطاع بـ800 مليار دولار على مدى عقد عملا بالإصلاح الذي يريد ترمب إجراءه في برنامج «أوباما كير» الذي شكل حدثا فارقا في ولاية سلفه باراك أوباما.
تابع مولفاني: «لن نقيس نجاحنا بكمية الأموال التي ننفقها بل بعدد الأشخاص الذين نساعدهم». وأضاف أن «ما حاولنا القيام به هو عدم أخذ شبكة الأمان من الأشخاص الذين يحتاجون إليها بل السعي لتحديد ما إذا كان هناك أشخاص ليسوا بحاجة لها ويجب أن يعودوا إلى صفوف القوى العاملة».
تعول الإدارة الأميركية لهذه الموازنة على نمو اقتصادي نسبته 3 في المائة، وتنطلق من مبدأ أن إصلاح الضرائب الذي لا يزال في مراحله الأولية سيؤدي إلى «عجز محايد».
وإذا أقر الكونغرس إصلاح نظام الصحة كما يريده ترمب، فإن الموازنة تنص أيضا على إلغاء تمويل هيئة تنظيم الأسرة.
من غير المرجح أن يقر الكونغرس الموازنة كما هي، لكن عليه التوصل إلى تسوية بحلول 30 سبتمبر (أيلول)، أي نهاية السنة المالية لعام 2017.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.