ترمب يدعو العالم إلى عزل إيران لدعمها للإرهاب

أكد أن أكثر من 95 % من ضحايا عنف المتطرفين هم من المسلمين

الرئيس ترمب متحدثاً خلال القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية  في الرياض أمس (تصوير: بندر الجلعود)
الرئيس ترمب متحدثاً خلال القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية في الرياض أمس (تصوير: بندر الجلعود)
TT

ترمب يدعو العالم إلى عزل إيران لدعمها للإرهاب

الرئيس ترمب متحدثاً خلال القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية  في الرياض أمس (تصوير: بندر الجلعود)
الرئيس ترمب متحدثاً خلال القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية في الرياض أمس (تصوير: بندر الجلعود)

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب «كل الأمم» إلى عزل النظام الإيراني إذا لم يكن مستعداً للسلام، مشيراً إلى أن هذا النظام مسؤول عن الكثير من عدم الاستقرار في المنطقة، إذ يمول ويدرّب ويسلح الإرهابيين والميليشيات والمجموعات المتطرفة التي تنشر الدمار والفوضى لعقود.
وقال ترمب في كلمة ألقاها أمس خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض: «إذا لم يكن النظام الإيراني مستعداً ليكون شريكاً في السلام، فكل الأمم يجب أن تعمل معاً لعزله وحرمانه، وأن يأتي اليوم الذي يكون فيه للشعب الإيراني حكام عادلون يستحقونهم، والقرارات التي سنتخذها ستؤثر على حياة الكثير من الأشخاص».
وذكر أن على إيران أن تمنع الملاذ الآمن والدعم المالي للإرهابيين. وتابع: «هذا النظام مسؤول في الكثير من عدم الاستقرار في المنطقة، وأنا أتحدث بالتأكيد عن إيران، فمن لبنان إلى العراق، إلى اليمن، تمول إيران وتدرّب وتسلح الإرهابيين والميليشيات والمجموعات المتطرفة التي تنشر الدمار والفوضى لعقود عدة».
وأضاف أن إيران أشعلت النزاعات الطائفية، وتتحدث علانية عن القتل لإسرائيل والموت لأميركا والدمار لعدد من القادة والأمم في هذه القاعة، وأكثر تدخلات إيران المزعزعة هي في سوريا، إذ إنها تدعم الأسد الذي ارتكب جرائم شنيعة، ما جعل أميركا تتخذ مواقف صارمة بعد استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل نظام الأسد، إذ جرى إطلاق 59 صاروخاً على قاعدة جوية سورية شنت منها هذه الهجمات الوحشية.
ولفت إلى أن الأمم المسؤولة يجب أن تعمل معاً في حل الأزمة الإنسانية في سوريا والتخلص من «داعش»، وإعادة الاستقرار للمنطقة في أسرع وقت.
وتطرق إلى أن ضحايا النظام الإيراني هم الشعب الإيراني الذي له ثقافة ثرية، ويعاني من هذه المآسي بسبب سعي قادته للإرهاب.
وقال مخاطبا قادة العالم العربي والإسلامي: «أقف أمامكم لأقدم لكم رسالة الصداقة والأمل والحب، ولهذا السبب اخترت أن تكون زيارتي الخارجية الأولى إلى قلب العالم الإسلامي، إلى الأمة التي تخدم الحرمين الشريفين في الديانة الإسلامية».
وتابع: «يشرفني أن أحظى بهذا الاستقبال في السعودية من هؤلاء المضيفين الكرام الذين لطالما سمعت عن روعة بلادهم ولطف مواطنيهم غير أن الكلمات لا تفي بهذا المكان المميز جداً والضيافة الرائعة الذي قدمت لنا منذ لحظة وصولنا، كذلك استضفتمونا في بيت الملك عبد العزيز مؤسس المملكة، الذي وحد شعبكم العظيم وعمل مع قائد أميركي هو روزفلت، وبدأ هذه الشراكة المستمرة بين البلدين».
وخاطب ترمب الملك سلمان: «والدك سيكون فخوراً جداً، بأنك استمررت بإرثه، ومع انطلاق شراكتنا، نبدأ فصلاً جديداً، سيقدم الفوائد والمصالح المستمرة لمواطنينا».
وتطرق ترمب إلى أنه تعهد للشعب الأميركي في كلمته الافتتاحية، بتعزيز الصداقة مع الأمم، والشراكة سعياً للسلام، ووعد بألا تسعى أميركا إلى فرض أسلوب حياتها على الآخرين، بل أن تمد الأيدي بروح التعاون والثقة، ورؤيتها هي السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة وأنحاء العالم كافة.
وأضاف أن الهدف الرئيسي هو التحالف بين الأمم، للقضاء على التطرف وتوفير مستقبل واعد لأطفال العالم.
ولفت إلى أن لقاءاته مع خادم الحرمين وولي العهد وولي وولي العهد، كان فيها دفء، وتعاون مذهل، إذ جرى التوقيع أول من أمس، على اتفاقية تاريخية مع السعودية، باستثمارات بقيمة 400 مليار دولار في البلدين، توفر مئات آلاف الوظائف في السعودية وأميركا.
وبيّن أن هذه الاتفاقية شملت الإعلان عن 110 مليارات دولار تمويلا سعوديا للمشتريات للأغراض الدفاعية، و«سنتأكد من مساعدة أشقائنا السعوديين في تحقيق صفقة جيدة من شركات المعدات الدفاعية في الولايات المتحدة، وهي الأفضل في العالم، وهذه الاتفاقية ستساعد الجيش السعودي على لعب دور أكبر في العمليات الأمنية والمرتبطة بها».
وزاد: «بدأنا المفاوضات مع عدد من الدول الحاضرة اليوم في القمة العربية الإسلامية الأميركية، لتعزيز العلاقات وصياغة شراكات جديدة، لتحسين الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وما بعده، واليوم سنكتب تاريخاً جديداً مع افتتاح مركز مكافحة الآيديولوجية المتطرفة، ومقره في الرياض الجزء المركزي من العالم الإسلامي».
وأوضح ترمب أن هذا المركز الجديد يمثل إعلاناً واضحاً بأن الغالبية المسلمة لا بد أن تتولى دور الريادة في مكافحة التطرف الإرهابي، و«نود أن نعبر عن امتنانا للملك سلمان على عزيمته القوية وقيادته المميزة، أميركا دولة ذات سيادة وأقصى أولوياتنا هي حماية مواطنينا».
وتابع: «نحن هنا لتوفير الشراكة، وفي هذه القمة نسعى لبناء المصالح الكثيرة ونتشاطرها، وقبل كل هذا علينا أن نكون متحدين في السعي إلى هدف يتجاوز كل الاعتبارات الأخرى، وهو أن ننجح في الامتحان وهزم التطرف والقوى التي تأتي بالتطرف».
وشدد على أهمية إتاحة الفرص للشباب المسلم من الجنسين، وهذا سيتحقق في المستقبل، لافتاً إلى أن هذه القمة هي بداية نهاية أولئك الذين يمارسون التطرف والإرهاب، موضحاً أن الدول العربية والإسلامية تتحمل مآسي كبيرة نتيجة التطرف، إذ إن بعض التقديرات تقول إن أكثر من 95 في المائة من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين.
وأضاف أن الفقر والدمار يعبران عن وحشية «داعش» و«القاعدة» و«حزب الله» وحماس والمجموعات الأخرى، لافتاً إلى أن الخسائر لا تكون في الوفيات فقط بل في الأحلام المدمرة لدى الكثير من الأجيال. وشدد على أن منطقة الشرق الأوسط مليئة بالفرص ويجب أن تصبح واحدة من المراكز العالمية للتجارة، ويجب ألا أن تكون مكاناً يفرّ منه اللاجئون، بل يأتي إليها القادمون الجدد.
وتابع ترمب: «إمكانات هذه المنطقة أعظم مما هي عليه اليوم، حيث إن 65 في المائة من سكانها أعمارهم أقل من 30 سنة، والشباب يسعون إلى بناء مستقبل عظيم وشريعة وطنية رائعة، غير أن هذه الإمكانات والأسباب العظيمة تعرقل وتعاق بسبب سفك الدماء والإرهاب».
ولفت إلى أنه في كل مرة يقوم شخص إرهابي بقتل آخر بريء، وينادي باسم الله، ففي هذا إهانة لكل شخص من كل معتقد، مشيرا إلى أن الإرهابيين لا يعبدون الله بل يعبدون الموت.
وقال ترمب: «إذا لم نعمل معا ضد هذا الإرهاب المنظم، فنحن نعرف ما سيحصل وكيف ستكون النتيجة النهائية، حيث إن الإرهابيين يدمرون الحياة، والمجتمعات المسالمة سيعمها العنف، ومستقبل الكثير من الأجيال سيضيع».
ونوّه إلى أن هذه ليست حرباً بين المعتقدات المختلفة أو الطوائف أو الحضارات المختلفة، إنما هي حرب بين المجرمين الوحشيين الذين يسعون للقضاء على الحياة الإنسانية والأبرياء، وكل ذلك، باسم الدين، فالأشخاص الذين يرغبون بحماية الحياة وحماية دياناتهم، لا بد أن يعرفوا أن هذه حرب بين الخير والشرّ
وأضاف: «عندما نرى مشاهد الدمار بعد عمليات الإرهاب، لا نرى أي علامات على أن القتلى كانوا يهودا أو مسلمين شيعة أو سنة، وعندما ننظر إلى كل هذه الدماء البريئة، تغمر الأرض لا نرى الدين أو المعتقد أو الطائفة، أو الضحية، فقط نرى أنهم كانوا أطفالا وأن قتلهم كان إهانة لكل ما هو مقدس، ولكننا لن نتمكن من تجاوز هذا الشرّ إلا إذا توحّدت قوى الخير وكانت قوية وكل واحد في هذه القاعة يقوم بعمله ويلعب دوره في تحمل العبء».
وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده مستعدة الوقوف إلى جانب الأمتين العربية والإسلامية سعياً لتحقيق المصالح المشتركة والأمن المشترك، غير أن أمم الشرق الأوسط لا يمكنها أن تنتظر أميركا لسحق هذا العدو نيابة عنها، على حدّ تعبيره.
وزاد: «أمم الشرق الأوسط يجب أن تقرر ما نوع المستقبل الذي يرغبون فيه لأنفسهم ولدولهم وعائلاتهم وأطفالهم، فهذا الخيار بين مستقبلين لا يمكن أن تصنعه الولايات المتحدة أو تتخذه لكم، إذ إن المستقبل الأفضل فقط يكون إذا ما تمكنت أممكم من طرد الإرهابيين والمتطرفين إلى الخارج، ونحن بدورنا ملتزمون بتعديل استراتيجياتنا لمواجهة التحديات الجديدة، وسنتخلص من الاستراتيجيات التي لم تنجح ونطبق استراتيجيات جديدة».
ولفت ترمب إلى أن بلاده تتبنى واقعية قائمة على المبادئ والقيم والمصالح المشتركة والمنطق «فأصدقاؤنا لن يتساءلوا عن دعمنا وأعداؤنا لن يشكوا أبدا في عزيمتنا، وشراكتنا ستحقق الأمن عبر الاستقرار وليس عبر هذه العرقلة المتطرفة، وسنتخذ القرارات وفقا لمخرجات العالم الحقيقي، وليس أي آيديولوجيا متزمتة».
وأشار إلى أن «السعودية وقوات التحالف العربي يقومون بعمل كبير جدا ضد الحوثيين في اليمن، كما أن الجيش اللبناني يطارد داعش الذي يحاول التوغل في مناطقهم، والجنود الإماراتيين يدعمون شركاءنا في أفغانستان بقوة، وفي الموصل الجنود الأميركيون يدعمون الأكراد والسنة والشيعة الذين يقاتلون معا من أجل وطنهم، وقطر التي تستضيف مركز القيادة الأميركي هي شريك استراتيجي مهم، وشراكاتنا طويلة الأمد مع الكويت والبحرين، وستستمر في تعزيز الأمن في المنطقة، والأفغان الشجعان يقدمون تضحيات كبيرة جدا في الحرب ضد طالبان، وآخرون يحاربون من أجل استعادة دولتهم».
وأكد أن هذه خطوة تاريخية أخرى ستذكر بعد سنوات طويلة، مبدياً شكره لدول الخليج على منع استغلال دولهم كمركز لتمويل وتهديد «حزب الله» الإرهابي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.