تونس تحتفي بـ«عيد الرعاة» في دورته السادسة

فنانون من 10 دول يقضون 4 أيام على سفح جبل سمامة

جانب من مهرجان «عيد الرعاة»
جانب من مهرجان «عيد الرعاة»
TT

تونس تحتفي بـ«عيد الرعاة» في دورته السادسة

جانب من مهرجان «عيد الرعاة»
جانب من مهرجان «عيد الرعاة»

بات الرعاة في جبل سمامة من ولاية محافظة القصرين وسط غربي تونس، ينتظرون «عيد الرعاة» بشكل دوري وبفارغ الصبر، فينطبع على وجوههم فرح طفولي بعد عقود من الجهد والتعب الذي يقابل في الغالب بالتغافل والجحود والنسيان.
وفي ظل هدوء الريف وبساطة العيش بين جباله ووديانه، تنطلق أصوات الرعاة بأهازيجهم التي كانوا يرددونها لأنفسهم ولقطعانهم لتصبح مباحة للجميع، يستمتعون بها، ويطلعون الزائرين على أسرار تواصلها من جيل إلى آخر.
النسخة السادسة من «عيد الرعاة» تُنّظم هذه السنة من 18 إلى 21 مايو (أيار) الحالي، في جبل سمامة، وتتزامن مع احتفالات سكان الجهة بمظاهرة «سمامة عاصمة كونية للثقافة الجبلية».
وتشهد الدورة السادسة من هذا الحدث الثقافي المميز عن غيره من الأنشطة الثقافية في تونس، حضورا واسعا لضيوف قدموا من 10 بلدان من مختلف القارات، حيث يحلّ ضيوف من البرازيل، وكولومبيا، والأرجنتين، وغينيا الاستوائية، والمكسيك، والأورغواي، والكونغو، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا وهولندا، فضلا عن ضيوف من الجزائر وتونس.
وفي هذا الشأن، أكّد عدنان الهلالي مؤسس هذه المظاهرة، حضور الفنان ويريكيتا مازاياز، من الهنود الحمر ومن أهم الفنانين المتمسّكين بأصالتهم على حد تعبيره، ويشاركه في عرضه فنانون هولنديون وإسبان ومن التيبت.
وأشار المصدر نفسه، إلى مشاركة عدد مهم من الفنانين في «عيد الرعاة»، على غرار الفنان جياني بريشي، مدير الفنون المعاصرة في روما والمغنية غيان رينو، والمسرحي فرنسوا غرانج، وكلاهما من فرنسا، وعازف الغيتار ديفيد مافوتكو من الكونغو، وهيلو روريما من ريو دي جنيرو في البرازيل، وعازفة الناي الكولومبية أدريانا غارليانو.
وبالنسبة للهلالي، تؤشر هذه المشاركات الدولية المميزة على نجاح هذه المظاهرة البسيطة في تصورها والغنية في معناها الثقافي، وحسب قوله فإنه يتأكد من دورة إلى أخرى.
أما بالنسبة للمشاركة التونسية، فتشمل الفنانة التونسية زهرة الأجنف، التي تشارك أهالي جبل سمامة عيدهم السادس، وذلك بتقديم عمل ضخم تحت عنوان «كون الرعاة»، حيث تشارك الموسيقيين محرز العبيدي وعبد الدايم الهلالي ومجموعة أصوات سمامة في تنفيذ هذا العمل الفني المختلف عن السائد من الموسيقى، وتمثل فرقة الجرف من ريف بئر العاتر من منطقة تبسة الحدودية المشاركة الجزائرية في «عيد الرعاة».
وتتميز الدورة السادسة من «عيد الرعاة» بتنظيم سوق الرعاة، وهدفها تنشيط الريف اقتصاديا وتنظيم عمليات بيع وشراء للمنتجات الريفية التي هي في معظمها منتجات بيولوجية.
كما ينتصب على سفح جبل سمامة مخيم من تنظيم جمعية «فنانون تونسيون شبان»، ويتواصل السَمر على أنغام الموسيقى البدوية حتى مطلع الفجر، موعد خروج الرعاة للرعي في الجبل، حيث يستقبلون شمس الصباح الربيعية الدافئة.
ويعد مهرجان «عيد الرعاة» أول تظاهرة ثقافية في العالم العربي من نوعها تحتفي بالرعاة وتقيم لهم عيدا سنويا، انطلقت سنة 2012، وكان وراءها الفنان التونسي عدنان الهلالي، وكان هدفها العناية بالثّقافة الجبلية وتوجيه الاهتمام إلى الرعاة بمختلف طبقاتهم الاجتماعية ومراتبهم الثقافية، وإخراج المناطق الريفية الجبلية من التهميش والإقصاء.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.