تونس: عدد القضايا الإرهابية المعروضة على القضاء بلغ 1951 قضية

77 سجينا متهما بتسفير التونسيين إلى بؤر التوتر

تونسيون يحتجون ضد عودة الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
تونسيون يحتجون ضد عودة الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
TT

تونس: عدد القضايا الإرهابية المعروضة على القضاء بلغ 1951 قضية

تونسيون يحتجون ضد عودة الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
تونسيون يحتجون ضد عودة الإرهابيين («الشرق الأوسط»)

كشف غازي الجريبي وزير العدل التونسي عن أحدث المعطيات المتعلقة بعدد القضايا المعروضة أمام القضاء التونسي والمتعلقة بالتورط في قضايا إرهابية، وقدم لأول مرة عدد الإرهابيين المتهمين بتسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر في سويا والعراق وليبيا. وأكد الجريبي أن عدد القضايا الجارية والمتعلقة بالتورط في قضايا إرهابية بلغ حدود 1951 قضية كما أشار إلى وجود 77 سجينا متهما بتسفير أو المساعدة على تسفير الشباب التونسي إلى بؤر القتال، وقال إن من بينهم 31 إرهابيا صدرت بشأنهم أحكام قضائية فيما لا يزال البقية رهن الإيقاف في انتظار عرضهم على القضاء التونسي.
واعتبر أن ملفات قضايا الإرهاب والتسفير إلى بؤر التوتر متشعبة ومعقدة على حد قوله لارتباطها بأطراف داخل تونس، وشدد على عدم إمكانية الكشف عن وقائع الملفات التي ما تزال في طور التحقيق عملا بمبدأ سرية التحقيقات القضائية، وذلك في إشارة إلى طلب عدة أطراف حقوقية وسياسية الاطلاع على ملفات المتهمين بالإرهاب.
وأكد على وجود لجنة حكومية داخل وزارة العدل التونسية تنكب حاليا على مراجعة قانون الإجراءات الجزائية وذلك في محاولة لمراجعة مدة الإجراءات القضائية حتى تتماشى مع المعدلات المعمول بها في عدد من الدول.
ونفى الجريبي في جلسة مساءلة أمام لجنة التحقيق البرلماني حول شبكات التجنيد والتسفير إلى بؤر القتال، وجود تضارب بين الأرقام التي تقدمها وزارة الداخلية بخصوص إلقاء القبض على كل من تحوم حولهم شكوك أو شبهات تورط في الإرهاب والتسفير إلى بؤر التوتر والعودة منها، والمعطيات الصادرة عن المصالح القضائية المبنية على إثبات الإدانة بالأدلة والحجج، وفق تعبيره. وفي محاولة لفتح قنوات التنسيق والتعاون مع بلدان استقبلت إرهابيين تونسيين، قال الجريبي إن تونس أرسلت طلب إنبات عدلية إلى كل من ليبيا وسوريا إلا أن طلبها لم يسفر عن أي نتائج نتيجة الوضع المعقد في ليبيا، مما استوجب توجيه دعوة إلى النائب العام الليبي لزيارة تونس في انتظار استجابته، في حين لا وجود لأي تجاوب من سوريا بسبب ربط المسألة بالتسوية الدبلوماسية بين البلدين واعدة العلاقات الرسمية بينهما. وفي السياق ذاته، طالب أعضاء لجنة التحقيق البرلماني حول شبكات التجنيد والتسفير إلى بؤر القتال بأن تمدهم وزارة العدل بملفات الإرهابيين التي تم البت فيها نهائيا من قبل القضاء بما يساعدهم على تنفيذ مهامها والكشف عن المتورطين في قضايا التسفير إلى بؤر القتال وتحديد المسؤوليات السياسية والقانونية من أجل التصدي لهذه الظاهرة. ونظمت جمعيات ومنظمات حقوقية تونسية ودولية وقفات احتجاجية ضد عودة الإرهابيين من بؤر التوتر. وأكدت وزارة الداخلية التونسية على وجود نحو ثلاثة آلاف تونسي في بؤر التوتر وقالت إن نحو 800 إرهابي قد عادوا إلى البلاد وأنها حاكمتهم بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي ووضعت نحو 139 منهم تحت المراقبة الأمنية والإدارية.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.