«العدل الأوروبية» تعوق إمكانية عقد اتفاق تجاري مع لندن

«العدل الأوروبية» تعوق إمكانية عقد اتفاق تجاري مع لندن
TT

«العدل الأوروبية» تعوق إمكانية عقد اتفاق تجاري مع لندن

«العدل الأوروبية» تعوق إمكانية عقد اتفاق تجاري مع لندن

«لن يصبح اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وسنغافورة ساري المفعول، إلا بعد موافقة جميع البرلمانات الوطنية في الدول الأعضاء على ذلك»، هذا ما جاء في قرار محكمه العدل الأوروبية الذي صدر أمس الثلاثاء، وهو الأمر الذي أثار مخاوف لدى كثير من المراقبين بأن يؤجل هذا الرأي القانوني للمحكمة اتفاق التجارة الحرة «المحتمل» بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال مفاوضات الخروج، حيث سيتطلب ذلك تصديق البرلمانات الوطنية والإقليمية في الاتحاد أولاً.
وذكرت المحكمة أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وسنغافورة، الذي أبرم في عام 2014، به أجزاء تؤثر على السلطات التي تتمتع بها الدول الأعضاء، وأن الاستثمارات غير المباشرة والتحكيم التجاري هما من القضايا التي تحتاج إلى «موافقة وطنية».
وبينما تتفاوض المملكة المتحدة بشأن شروط خروجها من الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية مارس (آذار) 2019، تحاول الحكومة البريطانية إحراز تقدم سريع نحو صفقة تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي.
وقبل يومين، قال وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، ديفيد ديفيز، إن «لندن تعارض رغبة الاتحاد الأوروبي في أن تراقب محكمة العدل الأوروبية حقوق مواطني الاتحاد الذين يعيشون في بريطانيا بعد خروجها من التكتل». وأضاف أنه «ستكون هناك حجج بشأن التفاصيل الدقيقة، مثل ما إذا كانت محكمة العدل الأوروبية ستشرف على هذه الحقوق بعد انسحابنا». وأضاف: «ستكون لدينا حجة في هذا الشأن. الحقيقة ببساطة هو أننا عندما نغادر سنكون خارج اختصاص المحكمة الأوروبية».
وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية التجارية بين الاتحاد الأوروبي وكندا كانت قد تعثرت بسبب الاعتراضات في «والونيا»، وهي تمثل الجزء الناطق بالفرنسية في بلجيكا، وسيبدأ سريانها بشكل مؤقت في الأسابيع المقبلة، ولكن التنفيذ الكامل لا يزال يتطلب موافقة 38 برلمانا في الاتحاد الأوروبي.
وفي الأسبوع الماضي أصدرت المحكمة الأوروبية قرارا ينص على ضرورة أن تستمع المفوضية الأوروبية لرأي المواطنين في ملفي التوقيع على اتفاق للتجارة الحرة مع كندا، وأيضا في المفاوضات الجارية حاليا بين بروكسل وواشنطن للتوصل إلى اتفاق للتبادل التجاري الحر والشراكة الاستثمارية.
وقالت كتلة الأحزاب اليسارية والخضر في البرلمان الأوروبي، إن «هذا القرار يعترف بمشاركة المواطنين في النقاش حول اتفاقي التجارة مع واشنطن وكندا». ووصف التكتل البرلماني الأوروبي قرار المحكمة بأنه «خطوة مهمة للغاية وضرورية»، ودعا البرلمانيون الجهاز التنفيذي الأوروبي إلى التعامل مع هذا الأمر «على محمل الجد».
جاء ذلك بعد أن عقدت محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ الأربعاء الماضي جلسة للنظر في الشكوى التي تقدمت بها منظمة تحمل اسم «مبادرة المواطن الأوروبي»، ضد المفوضية الأوروبية، للاعتراض على مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع واشنطن، وأيضا بعد التوقيع على اتفاق للتجارة الحرة مع كندا.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2014، وبعد أن رفضت المفوضية تسجيل منظمة «مبادرة المواطن الأوروبي»، نجحت الأخيرة في جمع توقيعات من أكثر من 3 ملايين شخص في 23 دولة أوروبية، وهو ضعف العدد المطلوب. وسعت المنظمة للحصول على اعتراف رسمي من المحكمة يلغي إجراءات قانونية جديدة للمفوضية في هذا الصدد، وبالتالي وقف تنفيذ اتفاقيات التجارة الحرة، بينما ردت المفوضية بأن المنظمة لا بد أن تستجيب للوائح القانونية الجديدة لتسجيل المنظمات الأوروبية.
وقال البرلماني الأوروبي سفين خيخولد، مقرر شؤون الشفافية والمساءلة في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، إن «قرار المحكمة يمثل إعادة الحياة من جديد للمنظمة، ولا بد أن يكون للمواطن الأوروبي دور، وأن يحصل على الفرصة للمشاركة المباشرة في صنع القرار الأوروبي».



غداً... المجتمع البيئي يترقب أهم القرارات والمبادرات الدولية من السعودية

جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

غداً... المجتمع البيئي يترقب أهم القرارات والمبادرات الدولية من السعودية

جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) في الرياض، وذلك بعد أن أفصح أمين اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، تأجيل الإعلان إلى غدٍ الجمعة في ختام هذا الحدث الدولي، بعد أن شهدت نقاشات ومفاوضات إيجابية.

وبيَّن ثياو خلال المؤتمر الصحافي الختامي لـ«كوب 16»، الخميس، أن المنطقة الخضراء كانت إضافة مهمة في الحدث، وهي تمتزج بالذكاء الاصطناعي وتتبنى أحدث التقنيات، مؤكداً أنها أدت مع المنطقة الزرقاء والخضراء دوراً مهماً في الحدث بحضور أكثر من 3500 زائر.

وقال إن المؤتمر كان موجه إلى المجتمع كونه يتعلق بحياتهم وكيفية العيش في الكوكب، وأُصدر عدد من التقارير المهمة التي تركز على معالجة التصحر والجفاف على كوكب الأرض وربطها بالأمن والاستقرار والصحة لذلك.

من ناحيته، ذكر وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة، ومستشار رئاسة «كوب 16»، الدكتور أسامة فقيها، أن المؤتمر يعد نقطة تحول تاريخية في هذه الاتفاقية كونه الأول في منطقة الشرق الأوسط، مبيناً أن الحدث يتعلق بالتنوع البيولوجي، والأمن المائي، وكانت هناك جلسات حوارية وفعاليات بلغت نحو 620 فعالية بمحتويات ثرية من المنظمات الدولية ومجتمع الأعمال، وشهدت نقاشات في مواضيع مهمة شملت زخماً من المعلومات الشمولية.

وتابع الدكتور فقيها أن مجتمع الأعمال كانت له مشاركة فاعلة وإعلانات كبيرة بصفقات وصلت نحو 12 مليار دولار لمكافحة التصحر والأراضي والجفاف.

وأضاف أن نحو 500 مليون حول العالم يربون المواشي ويُعتمد عليهم في الغذاء والملابس وأكثر من 70 في المائة من الإنتاج الزراعي العالمي وكل ذلك من الأرض.

وواصل وكيل الوزارة أن المملكة تعمل على مبادرات لاستعادة الأراضي بنحو 9 مليارات هكتار، وهي تتشارك مع 30 دولة من أفريقيا وآسيا وبلدان من منطقة الشرق الأوسط للعمل معاً في هذا الإطار.

وخلال المؤتمر تتجه المملكة لبناء شراكات وطيدة ويكون لها دور مبادر للتنبؤ بكل الأزمات والتصدي للجفاف، والتصحر، ودعم البنية التحتية، وأن هناك برامج لربط الشراكات المتعلقة بالأراضي مع 60 دولة تعمل مع المملكة لمساعدة الدول النامية، بحسب فقيها.