نواب البرلمان الأوروبي يخططون لإدانة سياسة الاستيطان

نواب البرلمان الأوروبي يخططون لإدانة سياسة الاستيطان
TT

نواب البرلمان الأوروبي يخططون لإدانة سياسة الاستيطان

نواب البرلمان الأوروبي يخططون لإدانة سياسة الاستيطان

تنذر خطط نواب في البرلمان الأوروبي لإصدار بيان يتضمن انتقادا يتعلق بنزاع الشرق الأوسط يوم الخميس المقبل، بخلاف جديد بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وذكرت مصادر من البرلمان الأوروبي أن مسودة البيان التي يخطط المعسكر الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان لإصدارها، تنص على إدانة شديدة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، كما تتضمن اتهامات للسلطات الإسرائيلية بالتمييز ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية.
يذكر أن قرارا ذا مضمون مماثل أصدرته الأمم المتحدة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي أدى إلى توترات حادة بين إسرائيل والولايات المتحدة. وكانت الحكومة اليمينية بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتوقع حينها أن تعرقل واشنطن نص القرار المنتقد لإسرائيل عبر حق النقض (الفيتو). وقد طالب القرار إسرائيل بوقف تام للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
وقال أرنه ليتس، النائب في البرلمان الأوروبي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إنه «سيكون من الجيد أن يلمح البرلمان الأوروبي إلى أن حل الدولتين لن يمكن تحقيقه عبر سياسة الاستيطان العدوانية وغير الشرعية»، موضحا أنه من الضروري دعم قرار الأمم المتحدة للمضي قدما في عملية السلام.
ولنفس الهدف يعتزم النواب الاشتراكيون الديمقراطيون في البرلمان الأوروبي مطالبة المؤسسات المختصة في الاتحاد الأوروبي ببدء مبادرة سلام جديدة ذات جدول زمني محدد. وجاء في مسودة القرار الذي تطرحه الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي، والذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه، أنه يتعين استخدام الوسائل المتاحة كافة لممارسة نفوذ على أطراف النزاع، من أجل إنجاح هذه المبادرة. لكن متحدثا باسم نواب كتلة المسيحيين الديمقراطيين رفض التعليق على الإعدادات للبيان الجديد. يذكر أن نواب هذه الكتلة، التي ينتمي إليها التحالف المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قد شاركوا قبل عام 2015 في قرار للبرلمان الأوروبي ينتقد نزاع الشرق الأوسط. ومن المنتظر أن تتقدم هذه الكتلة بمسودة في هذا الصدد، ومن المرجح إدراجها في بيان مشترك مع كتلة الاشتراكيين الديمقراطيين. تجدر الإشارة إلى أن النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين دائر منذ عقود. واعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية والعكس لأول مرة رسميا عام 1993، إلا أنه لا يوجد حتى الآن دولة فلسطينية. وقد باءت محادثات السلام الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالفشل في أبريل (نيسان) عام 2014، رغم وساطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ذلك الحين. وبسبب نزاع الشرق الأوسط توجد توترات منذ فترة طويلة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. فعلى سبيل المثال تشعر إسرائيل بالغضب من إلزام الاتحاد الأوروبي بوضع ملصقات لتمييز الخضراوات والفاكهة، وغيرها من المنتجات الزراعية القادمة من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. ويتاح للمستهلكين بذلك إمكانية اتخاذ قرار واع بشراء أو مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية، القادمة من الضفة الغربية على سبيل المثال.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.