مسؤول يمني يحمل الانقلابيين مسؤولية تفشي وباء الكوليرا

تسجيل حالات وفيات جديدة في الحديدة وتزايد الحالات في صنعاء

فتاتان يمنيتان تتلقيان العلاج من الكوليرا في أحد مستشفيات صنعاء (أ.ب)
فتاتان يمنيتان تتلقيان العلاج من الكوليرا في أحد مستشفيات صنعاء (أ.ب)
TT

مسؤول يمني يحمل الانقلابيين مسؤولية تفشي وباء الكوليرا

فتاتان يمنيتان تتلقيان العلاج من الكوليرا في أحد مستشفيات صنعاء (أ.ب)
فتاتان يمنيتان تتلقيان العلاج من الكوليرا في أحد مستشفيات صنعاء (أ.ب)

قال الدكتور علي الوليدي، وكيل وزارة الصحة اليمنية إن الوزارة قامت بإنشاء غرفة عمليات مركزية في العاصمة المؤقتة عدن، وفتح غرف عمليات فرعية ومراكز استقبال الحالات المصابة أو المشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا الذي يجتاح عددا من المدن اليمنية. وأكد الوليدي لـ«الشرق الأوسط» افتتاح 40 مركزا في 15 محافظة، بالإضافة لتوزيع أدوية ومستلزمات طبية ومحاليل للمختبرات المركزية، في وقت تقوم فيه فرق الرصد الوبائي في دورها في المرافق الصحية.
وطالب الوليدي وزارة المياه والبيئة ومؤسسة الصرف الصحي فرق النظافة والسلطات المحلية في المحافظات القيام بدور عاجل واستثنائي في مواجهة الوباء، مؤكدا أن الوزارة على اتصال مع الشركاء الدوليين كمنظمات الصحة العالمية واليونيسيف لاحتواء وباء الكوليرا. واصفا بعض الحالات بالإصابات البسيطة والمتوسطة فيما هنالك حالات إصابة مخيفة بالوباء.
وبالنسبة للمناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، قال وكيل وزارة الصحة العامة والسكان: «نحن على تواصل مع كوادر المرافق الصحية الذين يقومون بواجبهم وهم يعملون بتنسيق مع السلطات الشرعية في عدن، بالإضافة إلى تواصلنا مع المنظمات الدولية التي تقوم بدورها. وتابع أن عبث الميليشيات بمؤسسات الدولة، ومن بينها وزارة الصحة العامة والسكان ساعد في انتشار الوباء، بالإضافة لعوامل أخرى مساعدة كمخلفات القمامة ومياه الصرف الصحي المنتشرة في صنعاء نتيجة للصراع القائم بين طرفي الانقلاب ساعد بدوره في انتشار الوباء».
في سياق متصل، قالت مصادر طبية يمنية إنه جرى تسجيل حالات وفيات جديدة بوباء الكوليرا في محافظة الحديدة في غرب اليمن، حيث تعد هذه المحافظة الساحلية من المحافظات التي ينتشر في الوباء بشكل كبير، بعد العاصمة صنعاء. وتشهد مدينة الحديدة انتشارا مخيفا للكوليرا، في وقت يعاني فيه المواطنون من أوضاع اقتصادية سيئة مع تدهور الوضع الصحي مع انعدام المياه الصالحة للاستخدام. وقال الطبيب فاكر أمين لـ«الشرق الأوسط» إن هناك حالات وفيات جديدة بالكوليرا في مدينة باجل التي تشهد ترديا مخيفا في الوضع الصحي والمعيشي. ووصف الطبيب أمين وضع مديرية باجل بالقول: إنه لا يختلف عما تعيشه الحديدة ومناطقها التي يسيطر عليها الانقلابيون من فقر وجوع وانعدام للوقاية والرعاية الصحية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تفشى وباء الكوليرا في المحافظة في وقت عجزت فيه مشافي الحديدة وهي الثورة والعلفي من استيعاب الأعداد المتزايدة للمرضى، وفقا لما تقوله مصادر طبية في المحافظة. وقال سكان محليون إنهم يواجهون صعوبة بالحصول على المياه، وغالبا ما يستخدمون المياه التي تفتقر لأبسط مقومات الوقاية الصحية، فيما أعلن المتمردون الحوثيون مساء أول من أمس حالة الطوارئ في العاصمة اليمنية واعتبروها مدينة «منكوبة» بسبب انتشار وباء الكوليرا فيها.
ووفقا لإحصاءات الصليب الأحمر الدولي، فإن عدد الحالات المصابة بالكوليرا بلغ أكثر من 8 آلاف حالة، معظمها تتركز في العاصمة صنعاء والمناطق المجاورة ومحافظة الحديدة والمحافظات المجاورة لها.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».