فنان شوارع يكرم أطفال كوبا برسمهم في لوحات جدارية عملاقة

قال إنه يريد أن تصل براءة الطفولة إلى الجمهور

لوبيز رسم الأطفال في شوارع هافانا
لوبيز رسم الأطفال في شوارع هافانا
TT

فنان شوارع يكرم أطفال كوبا برسمهم في لوحات جدارية عملاقة

لوبيز رسم الأطفال في شوارع هافانا
لوبيز رسم الأطفال في شوارع هافانا

يحدق أطفال عمالقة في المارة من جدران منازل في شوارع هافانا القذرة. واللوحات الجدارية، التي تصور وجوه الأطفال بدرجات من اللون الرمادي القاتم، تعرف باسم لوحات الـ«كولوسوس»، وهذا النوع من الرسم ينسب إلى لوحة من القماش يتوسطها عملاق، رسمها الفنان الإسباني فرانسيسكو دي جويا (- 1746 1828).
وهذه اللوحات الجدارية من عمل الفنان الكوبي مايسل لوبيز، الذي يريد الوصول إلى الرجل العادي في بلده.
وأصبحت الجدران المنسية في هافانا قاعات معارض للرسام لوبيز. وقال لوبيز لوكالة الأنباء الألمانية: «من خلال اللوحات الجدارية في الشوارع، يتم عرض عملي للجميع».
وفي عام 2015، طرح لوبيز فكرة لوحات الـ«كولوسوس» التي استلهمها من عبارة للبطل القومي الكوبي خوسيه مارتي، الذي قال إن «الأطفال هم أمل العالم».
وحتى الآن، تمكن لوبيز من رسم 30 لوحة جدارية في شوارع هافانا. وكان يتعين عليه أن يواجه الكثير من الإجراءات الروتينية، لأن الإعلان في الشوارع محظور في كوبا ولا يُسمح إلا بملصقات وشعارات حكومية.
وقال لوبيز: «الأطفال هم أساس تنمية أي أمة ومستقبلها كبلد، وهذا السبب لماذا أصنع منهم عمالقة وأقم بتحويلهم إلى (كولوسوس)».
واللوحات الجدارية التي يرسمها لوبيز تغير جماليات شوارع كوبا. قبل أن يبدأ في الرسم بالألوان، وأضاف أنه يطلب دائماً إذناً من المؤسسات العامة أو من أصحاب الجدران التي سوف يستخدمها. وعادة ما يستغرق لوبيز نحو أسبوع للانتهاء من رسم لوحة جدارية.
بداية، كان من الصعب على لوبيز الحصول على إذن لأن الفكرة كانت جديدة، ولم يحدث ذلك من قبل في هافانا. ولكن الآن، تنهال الطلبات على لوبيز، فالآباء يأتون إليه ويطلبون منه أن يرسم أطفالهم في اللوحات الجدارية. وتابع: «أريد توسيع رقعة عملي إلى مناطق أخرى».
والأطفال الذين يتم رسمهم في اللوحات الجدارية يعيشون في المجتمعات التي توجد فيها هذه اللوحات. وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال بين عامين وثمانية أعوام. ويتحدث لوبيز دائماً إلى أولياء أمور الأطفال قبل رسم لوحات جدارية لهم.
وأوضح: «أنا لا أتقاضى أجراً نظير اللوحات الجدارية التي أرسمها، وأنا لا أهتم بأن أحصل على تمويل من أي شخص. فني للجميع، وأنا لا أريد أن يتم وضع شروط بشأن المكان الذي ارسم فيه أو بشأن الأشخاص الذين أقوم برسمهم. أنا مستقل بذاتي».
ويستطيع لوبيز تمويل فن الشارع الذي يمارسه من خلال بيع صور لأشخاص يرسمهم على لوحات من القماش. ويجتذب عمله المشترين الكوبيين والأجانب، الذين يقبلون على نحو متزايد على عمله الناشئ.
وتخرج لوبيز في عام 2007 في أكاديمية سان أليخاندرو الوطنية للفنون الجميلة في هافانا. ويستخدم مواد غير مكلفة ولكنها قوية في رسم لوحاته الجدارية في الشوارع، مثل الأصباغ المستخرجة من النفط، ودهانات الأكريليك ومواد العزل المائي الأساسية.
ومع ذلك، فإن مناخ كوبا له تأثير شديد على هذه الأعمال الفنية، التي تتعرض بطبيعتها للظواهر الطبيعية. وترغم الرطوبة وقوة الملح لوبيز على ضرورة قيامه بإعادة ترميم لوحاته كل ستة أشهر. وكل من يمر تأسره وتسحره لا محالة التعبيرات على وجوه الأطفال في هذه اللوحات الجدارية.
وقال لوبيز: «أريد حقاً أن تصل تعبيرات الأطفال إلى الجمهور وأن تخلق نقطة التفاعل التي هي دعوة لتذوق العمل».
وذكر لوبيز «أصعب لحظة للعمل هو عندما أفكر في ذلك وبلورة مفهوم له». وأشار إلى أن اللحظة الثانية الأصعب هي عندما يرى كيف تتفاعل نماذجه التي كان يقوم برسمها مع لوحة جدارية بمجرد الانتهاء منها.
وقال: «الأطفال لا يكذبون أبداً، وهم يعبرون دائماً بشكل مباشر عما يجول بخاطرهم، وهم صادقون جداً، وهم أعظم نقاد لعملي».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».