الانقلابيون يردون على خسائرهم في تعز بقصف عشوائي

العقيد البحر: طيران التحالف كثّف غاراته على معسكر خالد

الانقلابيون يردون على خسائرهم في تعز بقصف عشوائي
TT

الانقلابيون يردون على خسائرهم في تعز بقصف عشوائي

الانقلابيون يردون على خسائرهم في تعز بقصف عشوائي

ردت الميليشيات الانقلابية على خسائرها بالقصف العشوائي على أحياء مدينة تعز وقرى المحافظة من مناطق تمركزها في أطراف المدينة، حيث كثفت من قصفها العنيف على قرى مديرية الصلو، جنوب شرقي المحافظة، مخلفة وراءها أضرارا مادية في عدد من منازل المواطنين.
جاء ذلك، على خلفية تحقيق قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، أمس، تقدما كبيرا في جبهات الساحل والمدينة، وتركز التقدم بشكل خاص في جبهة المخأ وموزع، غرب مدينة تعز.
وكثف طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، من غاراته على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في مختلف المناطق بتعز وجبهة الساحل، في الوقت الذي شارك طيران الأباتشي في غاراته مع تحليقه المستمر فوق قرى مديرية موزع، غرب المدينة، إضافة إلى مشاركة بوارج التحالف التي قصفت تجمعات لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في جنوب غربي منطقة الهاملي، سقط على إثرها قتلى وجرحى من صفوف الميليشيات الانقلابية، بحسب ما أكدته مصادر عسكرية ميدانية لـ«الشرق الأوسط».
وبحسب نائب الناطق الرسمي لمحور تعز العسكري، العقيد عبد الباسط البحر؛ فإن «الطيران يواصل تحليقه فوق مديرية موزع ومعسكر خالد بن الوليد وتمشيطه المناطق جوار دار الشيخ السلطان، شرقا وغربا، وتمشيط مزرعة الحيفاني بالحريشية، جنوب غربي الهاملي، ومنطقة الجبيل، مضيفا أن مقاتلات التحالف شنت 15 غارة استهدفت فيها مواقع وتجمعات وتعزيزات للميليشيات الانقلابية في معسكر خالد وجبل السلطان ومركز مديرية موزع، وتزامن ذلك مع اعتراض منظومة الباتريوت في المخأ لصاروخ باليستيي أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح نحوها».
وأشار البحر إلى أن «طيران التحالف كبّد الميليشيات الانقلابية الخسائر الكبيرة، ومن بين حصيلة الخسائر تدمير طقم عسكري محمل بالأسلحة والذخائر، وقتل ما لا يقل عن ثمانية مسلحين من الميليشيات الانقلابية كانوا على متنه، بينما تحتمي ميليشيات الحوثي وصالح بالمدنيين وتجعلهم دروعا بشرية».
وتابع القول: إن «الضربات التي تلقتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في المخأ وموزع والهاملي خلال الـ24 ساعة الماضية من قبل طيران وبوارج التحالف ومدفعية الجيش الوطني، كانت كثيفة ومركزة على أهداف مباشرة، استهدفت خلالها مخازن أسلحة وإمدادات ومواقع قناصة وثكنات عسكرية، وأشدها في جبل السلطان الذي تحول إلى مخازن سلاح للصواريخ الحرارية وجميع أنواع الأسلحة للانقلابيين بديلا لمعسكر خالد بن الوليد».
وأكد البحر أن الميلشيات الانقلابية «اقتحمت منازل المواطنين في منطقة البرح، غربا، وحولتها إلى ثكنات عسكرية وتتخذ من الأهالي هناك دروعا بشرية، وقامت بشن قصفها من جبل السلطان على منازل المواطنين في قري الجبيل بالهاملي، وقتلت المواطن إبراهيم علي عبده سلطان، مواصلة ما تقوم به من انتهاكات وقتل وتدمير للوطن».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».