لم تهدأ عاصفة الانتقادات التي وجهتها فعاليات عراقية مختلفة، وفي مقدمتها كتاب وصحافيون وناشطون، ضد ما اعتبروه «إساءة ودعشنة شيعية» من رئيس «الوقف الشيعي» علاء الموسوي، حيال بعض الطوائف الدينية في العراق.
وكان الموسوي قال في محاضرة منشورة على موقع «يوتيوب»، إنه «لا بد من قتال كفار أهل الكتاب من اليهود والنصارى لإدخالهم في الإسلام، وإما يقاتلون أو يعطون الجزية، ويلحق بهم المجوس والصابئة». وقال الوقف في بيان إن حديث الموسوي ورد في سياق محاضرة دينية ألقاها قبل 3 سنوات أمام طلبة علوم دينية.
ولم يكن عسيراً على كثيرين الربط بين الفظائع التي تعرض لها المسيحيون والإيزيديون على يد تنظيم داعش في الموصل وسنجار من سبي ومصادرة الأموال بعد عام 2014. وبين موقف الموسوي من المسيحيين وغيرهم.
ورد بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم مار لويس رافايل ساكو ببيان أمس، على رئيس ديوان «الوقف الشيعي»، قائلا: «من المؤلم جداً أن يطلع علينا بين فينة وأخرى، خطيب جامع أو عالم دين بكلام تحريضي أو فيلم يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يخص المسيحيين واليهود والصابئة ويصفهم بالكفار، كما يروج تنظيما داعش والقاعدة، كأساس للتعامل معهم، فإما اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو القتل».
واعتبر البطريرك أن «هذه الخطابات والعقليات لا تخدم الإسلام، إنما ترفع الجدران بين البشر وتقسمهم وترسخ الإسلاموفوبيا وتفكك اللحمة الوطنية وتقوض السلام وتنتهك الحريات وحقوق الإنسان». ودعا المرجعيات الدينية إلى «تبني نهج الاعتدال والانفتاح ومنع هذه الخطابات التي تروج للكراهية والتمييز». كما دعا الحكومة إلى «فرض القانون والعمل على احترام عقيدة كل إنسان».
وأصدر «الوقف الشيعي» بياناً ذكر فيه أن المقطع الذي تضمن حديثاً لرئيسه كان «درساً فقهياً نظرياً قبل ثلاث سنين واقتطع جزء منه، ولم يتضمن دعوة عملية للقتال أو الاعتداء على أحد من أتباع الديانات المذكورة». واعتبر أن «نشر المقطع المجتزأ بتلك الطريقة المثيرة للفتنة دليل على مؤامرة جديدة لإفشال جهود دواوين الأوقاف في سعيها لتثبيت المحبة والوئام بين العراقيين».
ولم يخفف بيان «الوقف الشيعي» من حدة الاستياء الذي يتواصل بوتيرة متصاعدة خلال الأيام الثلاثة الماضية، إذ كتب رئيس تحرير جريدة «الصباح» السابق فلاح المشعل عبر صفحته الشخصية في «فيسبوك»، أن الموسوي «يدعو إلى محاربة المسيحيين وإقامة حرب صليبية داخل العراق، والأجدر برئيس الوزراء حيدر العبادي إقالته فوراً بتهمة التحريض على الإرهاب»، فيما كتب الصحافي شمخي جبر: «داعشي شيعي، هذا الحديث تحريض على قتل المسيحيين وأتباع الأديان الأخرى، يجب محاكمة هذا الرجل».
وكانت «كتلة الوركاء الديمقراطية» النيابية دعت، الجمعة الماضي، الموسوي إلى الاعتذار عن تصريحه، معتبرة ما قاله «مقاربا» لما اقترفه تنظيم داعش بحق غير المسلمين. وقال رئيس الكتلة النائب جوزيف صليوا في بيان إن تصريحات الموسوي خلفت «ردود فعل حزينة لدى أبناء شعبنا من المكون المسيحي الذين نعتهم بالكفار، كونه يمثل مؤسسة دستورية وقانونية».
واتهم الأمين العام لحركة «بابليون» المشاركة في «الحشد الشعبي»، ريان الكلداني في بيان، رئيس «الوقف الشيعي» بـ«بث الكراهية» ضد المسيحيين، ودعا المرجعية الدينية إلى «التدخل لمنع خطابات التمييز».
وقدمت عائلات مسيحية في بغداد شكوى قضائية ضد الموسوي اعتبرت أن «تصريحاته الطائفية تهدد بشق الصف واللحمة الوطنية والسلم الاجتماعي بين أبناء الشعب العراقي ومكوناته». وحملته مسؤولية «أي أذى أو ترحيل قسري» قد يتعرض لهما المسيحيون في بغداد.
تصريحات «داعشية» لرئيس «الوقف الشيعي» تثير انتقادات
شكوى قضائية ضده في بغداد... وبطريرك الكلدان ينتقد دعوته إلى «قتال اليهود والنصارى»
تصريحات «داعشية» لرئيس «الوقف الشيعي» تثير انتقادات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة