5 نصائح للاتصال بأمان مع شبكات «واي ـ فاي»

مقهى كندي يزيل كل نقاط الاتصال بالإنترنت لمنح الزبائن متعة الحديث

5 نصائح للاتصال بأمان مع شبكات «واي ـ فاي»
TT

5 نصائح للاتصال بأمان مع شبكات «واي ـ فاي»

5 نصائح للاتصال بأمان مع شبكات «واي ـ فاي»

حذر خبراء في أمن المعلومات من ازدياد عمليات التسلل والاحتيال الإلكتروني على أعتاب موسم العطلات، خصوصا مع توجه آلاف السياح لاستخدام أقرب توصيلات شبكات «واي - فاي» المتاحة مجانا في المطاعم والمقاهي والفنادق ومحطات نقل الركاب والمطارات، وقدموا نصائح لتفاديها.
وتشير آخر الإحصاءات في مجال استخدام الشبكات الافتراضية VPN إلى أن 79 في المائة من المشاركين المستطلعة آراؤهم لا يستخدمون مثل هذه الشبكات الآمنة عندما يقومون بالاتصال عبر نقطة «واي - فاي» متاحة لهم، بينما أشار استطلاع حديث من شركة «نورد في بي إن» المتخصصة في توفير الشبكات الافتراضية الخاصة إلى أن 35 في المائة لا يعون مخاطر الاتصال بشبكات «واي - فاي».
تهديدات ونصائح
ويحذر الخبراء من 3 أنواع من التهديدات التي تتيح للمتسللين الإيقاع بضحاياهم.
* «واي - فاي» وعاء العسل، وهو أكثر التهديدات انتشارا، حيث يقدم المتسلل نفسه كنقطة «واي - فاي» مثل وعاء عسل لاصطياد المتصلين. وعندما يتصل المسافر بهذه النقطة فإن بياناته تنتقل إلى القراصنة مباشرة. ويمكن وضع «وعاء العسل» هذا بسهولة لأنه لا توجد متطلبات لنقاط «واي - فاي» لإثبات كونها حقيقية عند اتصالها بالإنترنت.
* «الشم اللاسلكي»، التي يعمل فيها المتسللون على التقاط المعلومات عند إرسالها لاسلكيا بواسطة برنامج يعترض البيانات المرسلة، ويفك رموزها. ويستخدم مهندسو تقنية المعلومات مثل هذه البرامج في العادة لاعتراض البيانات لفحص سلامة عمل الشبكات اللاسلكية.
* المراقبة المباشرة، وهذا النوع من التهديد يشمل معاينة المتسللين مباشرة لشاشات الأجهزة الجوالة في المقاهي المزدحمة أو المطارات لالتقاط كلمات المرور أو أرقام البطاقات المصرفية عند إدخالها في ماكينات صرف النقود.
وفي رسالة إلكترونية وصلت إلى «الشرق الأوسط» يقترح خبراء الشركة خمس نصائح للمسافرين ورجال الأعمال المتنقلين لمواجهة هذه التهديدات:
* استخدم شبكة افتراضية خاصة، لأنها تسمح لأي شخص يتصل بنقطة «واي - فاي» تشفير البيانات المرسلة بينه وبين الإنترنت، كما أنها تخفي عناوين الإنترنت. وتؤمن التطبيقات المطروحة من قبل الشركات الموفرة لهذه الشبكات الافتراضية سهولة الاتصال بها وتشغيلها.
* استخدم «جدار النار»، تأكد من أن برامج الحماية تعمل على جهازك.
* تجنب الاتصال اللاسلكي الأوتوماتيكي بالإنترنت، تأكد أن وظيفة «الاتصال اللاسلكي الأوتوماتيكي» مقفلة قبل أن تتصل بنقطة «واي - فاي» وهو الأمر الذي سيمنع القراصنة من التسلل.
* لا تتشارك بالإعدادات مع الآخرين، تأكد من أن وظيفة «التشارك الجماعي» ضمن «إعدادات النظام» مقفلة لديك قبل الاتصال بأي نقطة «واي - فاي».
* كن حذرا دوما وواعيا بما يجري نحوك.
** مقهى بلا إنترنت
وفي وسط تورونتو الكندية يمكن للسائح تناول القهوة مع الحلويات في مقهى «هوت بلاك كوفي»... إلا أنه لن يتمكن من الاتصال بأي نقطة «واي - فاي» لاسلكية داخلها! ويقول جيمسون بينينستوك مدير المقهى إن الهدف منه هو التعبير عن توجه لمنح زبائنه فرصة التحادث والمسامرة بدلا من دفن وجوههم داخل كومبيوتراتهم المحمولة.
وأضاف في حديث لـ«نيويورك تايمز» أن الهدف هو «خلق طاقة اجتماعية... إننا نعتبر أنفسنا واسطة للتفاعل الاجتماعي، وليس واسطة لتسويق البضائع».
ويجسد هذا المقهى الذي افتتح العام الماضي توجها مغايرا للتوجهات الجامحة في تحويل المقاهي إلى مواقع لعمل الآلاف من الناس الذين يعتبرون الاتصال بنقاط «واي - فاي» أمرا مألوفا، بل حقا من حقوقهم.
وقال بينينستوك إنه تجول حول العالم وقضى نحو 15 عاما في أوروبا وهو يرى أن عمله ليس ثوريا إلا أنه يأتي ردة فعل تجاه عمليات الاستغراق العميق في التقنيات الرقمية التي تؤدي إلى تقليص هائل في تواصل الناس مع بعضهم وجها لوجه.
وقد سلطت وسائل الإعلام الكندية الأضواء على هذا المقهى الذي يكفي لجلوس 58 زبونا، مؤخرا، بسبب «منطلقاته المضادة للمنطق السائد».
وفي الولايات المتحدة تهدف بعض المقاهي إلى تشجيع «العيش المشترك» بين الزبائن، وذلك بإلغاء نقاط «واي - فاي»، بل ويقوم بعضها أيضا بتحجيم أثاثها لتقليل استخدام الزبائن للكومبيوترات المحمولة. وقالت كارولين بيل صاحبة مقاهي «كافيه غرامبي» إنها لا توفر نقاط «واي - فاي» مثلا إلا في بعض المقاهي الواسعة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».