تسعينية من الهند تتحدى سنوات العمر باليوغا

نانمال تشجع على تأدية التمارين للمحافظة على الصحة والعمر المديد

نانمال أكبر مدربة يوغا في الهند والثانية في العالم - نانمال تعلّم تمارين اليوغا لأولاد أحفادها
نانمال أكبر مدربة يوغا في الهند والثانية في العالم - نانمال تعلّم تمارين اليوغا لأولاد أحفادها
TT

تسعينية من الهند تتحدى سنوات العمر باليوغا

نانمال أكبر مدربة يوغا في الهند والثانية في العالم - نانمال تعلّم تمارين اليوغا لأولاد أحفادها
نانمال أكبر مدربة يوغا في الهند والثانية في العالم - نانمال تعلّم تمارين اليوغا لأولاد أحفادها

لدى مشاهدة المدربة نانمال، وهي تؤدي أوضاعاً مختلفة من اليوغا، لن يصدق أحد أن هذه المرأة التي تتمتع بكل هذه اللياقة البدنية، تبلغ الـ98 من العمر، وهي جدة وربة منزل من الطراز الأول، وشاهدة حية على أن تمارين اليوغا هي سر من أهم أسرار المحافظة على الصحة والعمر المديد. والمدهش في الأمر أنها تستطيع إعالة نفسها بامتياز وهي في هذه السن.
باتت نانمال مصدر إلهام لجيل كامل من شباب الهند الذي شرع في ممارسة تمارين اليوغا، التي تُعد من أقدم أنواع الرياضة.
وتعتبر نانمال أكبر مدربي اليوغا في الهند، وثاني أكبر ممارسيها في العالم، بعد الأميركية تاو بورشان لينش، التي لا يزيد عمرها عن نانمال سوى ببضعة أشهر.
بدأت نانمال ممارسة اليوغا في سن الثامنة، حين شرعت في تعلم أساسيات اللعبة بتقليد حركات والدها الذي كان معلماً لفنون القتال. وواصلت تلقيها لأسرار هذه اللعبة تحت إشراف جدها في بلدتها كويمبيتور بولاية تاميل نادو بجنوب الهند. وبعد زواجها، تابع أبو زوجها تعليمها اليوغا، لتبدأ بعد فترة قليلة بتدريب الآخرين.
تقول أكبر مدربات اليوغا في الهند إنها لم تتوقف عن ممارسة رياضتها المفضلة على مدار العقود التسع الماضية من حياتها، وتُرجِع الفضل في ذلك إلى الصحة التي تتمتع بها ومرونتها. وتوضح: «لم أتوقف مطلقاً عن ممارسة اليوغا في أي مرحلة من مراحل حياتي، وهذا هو سر صحتي». وأفاد ابنها بالا كريشان الذي يعمل مدرساً لليوغا أيضاً، بأنها تستطيع أداء 50 حركة من حركات اليوغا، وأكد أنه على الرغم من تقدمها في السن، فإنها لا تعاني من أي مشكلات في ضغط الدم أو ارتفاع نسبة السكر فيه، وأنها لم تشتكِ يوماً من أي آلام في مفاصلها.
وفي سياق ما تحكيه عن نفسها، تقول نانمال إنها لم تدخل المستشفى ولو لمرة واحدة في حياتها، وإنها لم تتناول أدوية قط. وفي الوقت الذي يشتكي كثيرون في مثل سنها من الآلام، فإن تركيزها ينصب على أداء تمرينات التركيز والتوازن بطريقة صحيحة. تستطيع نانمال أداء تمارين اليوغا التي لا يقوى على أدائها الممارسون الشباب، ومنها تمارين «الطاووس»، و«زهرة اللوتس المرفوعة»، و«الجسر» ووضعية «الوقوف على الرأس» في استرخاء تام. ويقول ابنها كرشنان في اتصال هاتفي لمراسل صحيفة «ديكان هيرالد»: «تستطيع أمي أداء جميع التمارين الصعبة، ومنها تمرين الطاووس المؤلم الذي يجعل الجسم يتخذ وضعية أفقية استناداً إلى قوة الذراعين فقط»، مضيفا أنها بانتظار الحصول على كأس جديدة لتضيفها إلى قائمة جوائزها، بعد أن أرسل اسمها إلى «الاتحاد الهندي لليوغا»، انتظاراً لتكريمها باعتبارها أكبر معملي اليوغا سناً في الهند.
في كل يوم تلقي والدته نانمال محاضرات أمام نحو 100 طالب في منزلها بمدينة كويمباتور، وتتحدث إليهم عن فوائد تلك الرياضة تزامناً مع نظام غذائي صحي.
وفي مقابلة أجرتها معها صحيفة «ديكان هيرالد» عام 2014، ذكرت نانمال أن طلابها «يشعرون بسعادة كبيرة» بعد الانتهاء من جلسات اليوغا». وينتمي طلاب نانمال إلى شرائح كثيرة في المجتمع، وتبدأ أعمارهم من سن السادسة إلى سن الستين والسبعين، وجميعهم في حال استغراب من لياقتها وتفانيها في هذه الرياضة.
تبدأ نانمال كل محاضرة بأداء نحو 10 أوضاع، وتنهيها بتمارين استرخاء مصحوبة بحالة تأمل. وفي مكالمة عبر الهاتف تولى ابنها ترجمتها إلى الإنجليزية، قالت السيدة التسعينية: «أشعر برغبة في تعليم اليوغا ونقلها لحياة الآخرين، بالإضافة إلى مساعدتهم في اكتشاف مواهبهم الدفينة».

أهمية اليوغا وتأثيرها الإيجابي في الصحة
لا ترتدي نانمال أزياء خاصة باليوغا أثناء المحاضرات أو عند أداء التمارين، وتقول: «لا أرتدي سوى الساري التقليدي، وما زلت أستطيع أداء أكثر من 50 تمريناً». غير أن الزمن لم يترك أثره على نانمال، وعلى قدراتها الفائقة، حيث تقول مثلاً إن باستطاعتها قراءة حروف الطباعة الصغيرة في المجلات، وما زالت تتمتع بروح إيجابية وإقبال على الحياة. وتقول السيدة التي تمارس اليوغا لمدة ساعة كل صباح: «تساعدني هذه الرياضة على الاحتفاظ بمرونة جسدي ورشاقته، وأشعر أنني سأعاني كثيراً في حال توقفت عن ممارستها»، وأضافت: «زوجي كان ممارساً لـ(السيدها) (Siddha)، وهو اسم خاص بالطب الهندي التقليدي القديم، وجميع أفراد عائلتي خبراء في المجالين. ولهذا السبب تعلمت هذا النوع من الطب. لذا ليس غريباً أن جميع أفراد عائلتي وُلِدوا في بيوتهم ولم تُضطرّ أمهاتهم إلى التوجه للمستشفى سواء للولادة أو لأي نوع من العلاج. ففي الوقت الحالي أصبحت الولادة الطبيعية أمراً نادراً بسبب الأنظمة الغذائية غير الصحية ونقص المعرفة برياضة اليوغا».
وتقول المدربة التسعينية التي أسست معهداً لتعليم اليوغا تحت اسم «أوزون يوغا سنتر»، إنه «ما من داء إلا وتستطيع اليوغا علاجه، فهي تساعد في نمو العظام والعقل والذهن والمشاعر، وفي تحسين الجوانب المعنوية في الإنسان. ويعاني طلاب المدارس هذه الأيام من ضعف الذاكرة، لكن حتى في سن الـ95، لا تزال ذاكرتي قوية، ويعاني كثيرون من داء السكري، ومن مشكلات في الرحم، ومن آلام في الأطراف، جميعهم يأتون لزيارتي وعلمتُهُم اليوغا، وبالفعل قد عولجوا من أمراضهم. أعتقد أن ظهور نور الكهرباء كان له علاقة بضعف حاسة البصر، وهذا أيضاً يمكن علاجه من خلال اليوغا».

النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي
وأشارت نانمال إلى أنها تؤدي تدريبات اليوغا قبل النوم ومع تلاميذها عند استيقاظها في الصباح، فهي تستيقظ في الساعة الـ4:30 فجراً كل يوم، وتقول: «عادة ما أتوجه للنوم مبكراً في المساء». تتناول نانمال نحو 500 مللي من الماء بمجرد استيقاظها من النوم، وتستخدم المسواك الهندي التقليدي في تنظيف أسنانها، وتحمل بعضاً منها عندما تخرج بعيداً عن المدينة. يشمل نظامها الغذائي الحبوب والبقوليات فقط، وتتجنب تناول الأرز والطعام غير النباتي بصفة عامة، لكنها تتناول الحليب المحلى بالعسل، والفواكه، ويعد نبات الكركم جزءاً أساسياً من نظامها الغذائي. لم تتذوق الشاي طيلة حياتها، لكنها تعشق الزنجبيل والقهوة المصنوعة من بذور الكسبرة أو من الكسبرة الجافة. ونوهت إلى أنه «لا أحب إضافة السكر الأبيض، ولا يستخدم أبنائي وأحفادي سوى السكر الأسمر».
بالإضافة إلى تدريس اليوغا، تعتبر نانمال أيضاً من أنصار الطبيعة، وفي هذا الصدد تقول: «الحياة بالقرب من الطبيعة والاقتراب من إيقاعها يجعلني نشيطة وحيوية. أومن بتبادل المعرفة، ولذلك أتبادل المعلومات بشأن الأعشاب الطبية مع زواري قدر الإمكان».
اجتذب أسلوب نانمال «اتحاد اليوغا للكبار»، حيث دعا رئيس الاتحاد مدربة اليوغا التسعينية إلى تقديم محاضراتها بعدد من الكليات في المنطقة. وأفاد رئيس الاتحاد كروبوكار مورالي، بأنها لا تلقي المحاضرات فقط، بل تمارسها أيضاً. ويقول موارلي الذي سافر إلى كثير من الدول، والذي يتمتع بخبرة كبيرة، إنه لم يرَ قطّ شخصاً يؤدي مثل تلك التمرينات الصعبة مثلما تفعل نانمار في هذه السن المتقدمة.

الجوائز والميداليات
فازت نانمال بكثير من الميداليات الذهبية والكؤوس في مسابقات اليوغا بالهند، وذاع صيتها في مختلف الاتحادات العالمية لبراعتها في ممارسة اليوغا بكل حرفية في مثل هذه السن المتقدمة، ولذلك وجهت لها كثير من الاتحادات الدولية دعوات لزيارتها وعرض مهاراتها أمام التلاميذ. لكن ابنها أوضح أنها «رفضت كثيراً من العروض من مختلف اتحادات اليوغا في العالم لأنها لا تجيد اللغة الإنجليزية».
وفي السياق ذاته، أفادت مدربة اليوغا التسعينية بأن طلابها البالغ عددهم نحو 600 الذين تدربوا على يديها أصبحوا الآن مدربين يعملون على نشر ثقافة اليوغا وفوائدها حول العالم. وفازت الجدة بكثير من الميداليات الذهبية والكؤوس على المستوى المحلي. ووفق ابنها الأصغر اليوسامي «لا تتكلم والدتي اللغة الإنجليزية، وهذا الأمر كان السبب في اعتذارها عن حضور حفلات التكريم التي تُنظم في الخارج»، إلا أنها حققت رقماً قياسياً عالمياً بتدريسها لأكثر من 20000 تلميذ بولاية كويمباتور.
وأفادت بأنها في الفترة الأخيرة زارت كثيراً من مراكز التدريب في ولايتها، لرفع الوعي بفوائد اليوغا بين السيدات، خصوصاً في حل المشكلات الصحية لمرحلة ما بعد الولادة. كذلك علمت الجدة أبناءها وأحفادها وأبناءهم هذه الرياضة، ليبلغ عدد ممارسيها وممارسي طب «سيدها» التقليدي من عائلتها فقط 36 شخصاً.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.