«آي باد إير».. أخف وزنا وأكثر سرعة

من الملاحظ أن جهاز «آي باد إير» iPad Air هو أخف من الأجهزة التي سبقته، إذ قام مهندسو شركة «أبل» بإنقاص ثلث وزن النسخة الأولى منه. ويزن جهاز «إير» بشاشة قياس 9.7 بوصة، رطلا واحدا (453 غراما تقريبا).
وعلينا معرفة الآتي أن الفرق بالوزن البالغ 6.4 أونصة (الأونصة 28 غراما تقريبا) يجعل الجهاز مختلفا تماما، لا سيما عند الاتكاء إلى الوراء أثناء القراءة، أو مشاهدة فيلم سينمائي. وإذا ما غافلتك الإغفاءة، وسقط وجهك عليه، فإنه لن يؤذيك، أو يؤذي أنفك، كما كانت تفعل أجهزة «آي باد» القديمة.
هذا الوزن الناقص والنحافة الإضافية بنسبة 20 في المائة، له منافعه الأخرى أيضا. فحزام الحقيبة الذي تحتويه لن يحز في كتف من يحمله، كما أن يدي المستخدم لن يصيبهما الوهن لدى حمله والتصفح به لفترة ساعة من الزمن، لدى مشاهدة الأفلام السينمائية، أو ممارسة الألعاب.

مميزات الجهاز

ولكن، هل هذه المميزات كلها تبرر شراء «آي باد» جديد، إذا كنت تملك واحدا سلفا من بين 170 مليون «آي باد» جرى بيعها في غضون السنوات الثلاث والنصف الأخيرة؟ وإذا كنت لا تملك جهازا من هذا النوع، فهل هذا النوع يجعلك تهمل جهازك اللابتوب، مثل العكازات القديمة لتقتني واحدا من هذا النوع الذي ينتمي إلى العصر الجديد؟
وهذا الجهاز لدى طرحه أخيرا حديثا، سيواجه منافسة عنيفة، من قبل «سامسونغ غالاكسي نوت10.1»، و«مايكروسوفت سيرفيس2»، و«أمازون كيندل فاير إتش دي إكس». كما أن لـ«غوغل» جهاز «نيكسس» اللوحي الذي بات قريبا في الأفق.
وسيتوجب على جهاز «آي باد إير» أيضا التنافس مع شقيق أصغر هو «آي باد ميني». وفي أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي ستشرع «أبل» في بيع نسخة جديدة منه، ستأتي بتحديد ووضوح عالٍ بشاشة «راتينا» قياس 7.9 بوصة، وبالمعالج ذاته السريع الموجود في كل من «إير»، والمجموعة الجديدة من هواتف «آي فون».
إذن كيف يمكن تصنيف جهاز «إير»؟ مقارنة مع «ميني» يتوجه السؤال إلى الحجم، فإذا كنت جل ما تريده من الجهاز اللوحي هو مطالعة الكتب، فإن الشاشة الصغيرة ممتازة، كما يمكن معه توفير 100 دولار. لكنني أستخدم «آي باد» لأغراض العمل، وقراءة المستندات، وأحيانا الكتابة والتحرير عليه، كما إنني أستخدمه أحيانا كشاشة ثانية على مكتبي لأغراض البحث في الشبكة. فالشاشات الإضافية والكبيرة نافعة في المكاتب.
وإذا قررت أنك بحاجة إلى شاشة كبيرة، فقد تجد الكثير من المنافع في «آي باد إير». فهو إلى جانب خفة وزنه ونحافته يمكنه تحميل التطبيقات وصفحات الشبكة بسرعة، أي أسرع من «آي باد» القديم، لأن «أبل» فصلت البرنامج ليتطابق ويتناسب مع معالج «أيه 7» المصنوع خصيصا لهذا الغرض، والعكس بالعكس.
والجهاز يعمل بسهولة لمدة عشر ساعات في الشحنة الواحدة، كما تعهدت «أبل» تماما، على الرغم من حجم البطارية الصغير والطلب المتزايد عليها. وخلال اختباراتي في الاستخدامات الثقيلة، أنزلت وشغلت ثلاث حلقات من المسلسلات مدتها ثلاث ساعات، فضلا عن ساعات قليلة من الموسيقى. كما بحثت في «تويتر» و«فلبورد» ومارست الألعاب، وتصفحت في الشبكة، مما يعني أنني قضيت يوما عاديا من دون أي مشكلات.
وللجهاز هذا هوائيان لالتقاط إشارات «واي - فاي» أسرع من الجهاز القديم، وهذا النظام يدعى MIMO، أي الدخل والخرج المتعدد الذي يجعل الهوائيات تحدث فرقا كبيرا، عندما تصبح إشارة «واي - فاي» السريعة ضعيفة، بسبب وجود الجهاز في الغرف الخلفية، أو في الدور السفلي من المنزل.

تحسينات غير ثورية

ومرة أخرى هل تحتاج إلى دفع مبلغ 500 دولار، أو أكثر للحصول على «إير» إذا كنت تملك النسخة الأولى من «آي باد»؟ الجواب إذا كان ذلك ضروريا جدا، لأن التحسينات هنا إضافية، ولكنها ليست ثورية. لكن إذا كنت لا تملك جهازا لوحيا من قبل، فالجواب هنا مختلف، لأنه سيوفر لك متعة لم يسبق لأي جهاز آخر أن قدمها.
وتبيع «أبل» هذا الجهاز بلونين (الأسود والأبيض) والشركة تدعوهما «سبايس غراي»، أي الرمادي الفضائي، و«سيلفر» أي الفضي، وهما لونان لظهر الجهاز. كما أن الشركة تبيع أغطية له بستة ألوان مقابل 40 دولارا، وحقائب بستة ألوان أيضا مقابل 80 دولارا.
وتبيع «أبل» الجهاز بأربعة مستويات من الذاكرة. فالجهاز الأساسي أو الأولي منها العامل بـ«واي - فاي»، يكلف 500 دولار، ومزود بسعة 16 غيغابايت ليزداد السعر 100 دولار مع كل مستوى جديد، أي 32 غيغابايت، و64 غيغابايت، و128 غيغابايت. وثمة 130 دولارا إضافية، إذا رغبت في جهاز يعمل أيضا على الشبكة الهاتفية.
إذن أي طراز ترغب به؟ النصيحة التي لم تتغير منذ أيام كومبيوترات «بي سي»، هي شراء أكبر كمية من حيز التخزين التي تقدر عليها ماديا، لأن سعة التخزين تصبح رخيصة أكثر كلما ابتعت المزيد منها.
لكن يمكن التوفير أيضا بالمال بالطرز العاملة بشبكة «واي - فاي» فقط، وهذه الشبكات باتت متوفرة في جميع الأماكن العامة. كما أن السعة هنا لا تهم، والسبب إمكانية التخزين في السحاب، في «أبل آي كلاود»، أو الخدمات الأخرى، مثل «دروبوكس»، أو «غوغل درايف». كذلك يمكن التوفير في حيز التخزين، سواء في «آي باد»، أو «آي فون»، عن طريق شطب التطبيقات التي تتذكرها «أبل»، والتي تجيز لك تنزيلها مجددا مجانا في أي وقت.
ومع ذلك فقد تحتاج إلى المزيد من حيز التخزين. فالتطبيقات شرعت تصبح أكبر وأكبر، فبعض الألعاب تستهلك نحو غيغابايت واحد من هذه السعة، كذلك باتت نظم التشغيل من «أبل» تنمو أيضا بالحجم باستمرار، فالمجلة الرقمية يمكنها أن تستهلك نحو 225 ميغابايت من البيانات. وتأتي المشكلة عندما ترغب في تنزيل عدة حلقات من مسلسل تلفزيوني، لأن ساعة من هذه البرامج تستهلك 2.5 غيغابايت.

* خدمة «نيويورك تايمز»