الصومال يحقق في مقتل أصغر وزرائه على يد قوات الأمن {بالخطأ}

فرماجو قطع زيارته لأديس أبابا وعاد إلى مقديشو للمشاركة في الجنازة

الصومال يحقق في مقتل أصغر وزرائه على يد قوات الأمن {بالخطأ}
TT

الصومال يحقق في مقتل أصغر وزرائه على يد قوات الأمن {بالخطأ}

الصومال يحقق في مقتل أصغر وزرائه على يد قوات الأمن {بالخطأ}

أعلنت أمس الحكومة الصومالية أنها بدأت تحقيقات رسمية بشأن الملابسات التي أحاطت بمصرع وزيرها للأشغال العامة عبد الله سيراجي بالرصاص في العاصمة مقديشو أول من أمس في حادث عرضي على ما يبدو، بحسب مصادر أمنية وحكومية.
ودفع الحادث الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو إلى قطع زيارة كان يقوم بها إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والعودة إلى بلاده من أجل المشاركة في مراسم تشييع جثمان الوزير الأصغر في حكومته.
وإلى جانب فرماجو شارك في صلاة الجنازة التي أقيمت بمسجد ملحق بالقصر الرئاسي رئيسا الحكومة والبرلمان، ومسؤولون أمنيون وعسكريون.
وعبر فرماجو عن حزنه إزاء فقدان سراجي البالغ من العمر 31 عاما، ووصفه بأنه «شاب مجتهد وذكي».
وأضاف في بيان وزعه مكتبه أمس: «أقطع زيارتي لإثيوبيا للتعبير للتضامن مع حزن بلدي والمشاركة في دفن جثمان الوزير»، مشيرا إلى أنه أمر رؤساء الأمن للتحقيق الفوري في هذه المأساة المؤسفة والتأكيد على تقديم الجناة للقضاء.
وقال وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن عمر عثمان يريسو إن هناك تحقيقات تجرى بشأن عملية القتل لمعرفة ملابسات الحادث وإبلاغ الشعب بتلك النتائج، مشيرا إلى أنه من المقرر أن تقدم الحكومة الفيدرالية تفاصيل رسمية فيما يتعلق بحادثة الاغتيال.
وأعلنت الحكومة في بيان عن «بالغ حزنها» إثر مقتل الوزير الأصغر سنا فيها، والذي كان نشأ في مخيم لاجئين في كينيا قبل تعيينه وزيرا في حكومة الرئيس محمد عبد الله محمد.
وقال مسؤولون إن قوات الأمن الصومالية قتلت بالرصاص الوزير في سيارته بالعاصمة مقديشو بعد الاعتقاد خطأ بأنه من المتشددين الإسلاميين.
وقال المتحدث باسم رئيس بلدية مقديشو عبد الفتاح عمر إن سيراجي وهو مشرع في البرلمان أيضا قتل «بطريق الخطأ. فتحوا النار على سيارته بطريق الخطأ»، فيما أوضح ضابط الشرطة نور حسين أن قوات الأمن قابلت خلال دورية سيارة تسد الشارع وفتحت النار اعتقادا منها أن متشددين يقودونها.
وأصيبت السيارة التي كان فيها الوزير خطأ برصاص حراس أمنيين لمسؤول حكومي آخر كانوا يستقلون شاحنة بيك آب في جوار القصر الرئاسي، وفقا لما أكده عضو مجلس الشيوخ إلياس عبد الله.
وقال مسؤول في الشرطة إن «مسلحين على متن بيك آب أطلقوا النار على سيارة الوزير. يبدو أن الأمر كان خطأ لكننا نجري تحقيقا».
وكان سيراجي، قد نشأ في مخيم دداب في كينيا، الأكبر للاجئين في العالم، وحقق فوزا انتخابيا مفاجئا على وزير سابق في الانتخابات الأخيرة.
إلى ذلك، تعهدت إثيوبيا بمساعدة الصومال في هزيمة حركة الشباب الإرهابية، حيث اجتمع زعيما الدولتين الجارتين في أديس أبابا.
وقبل قطع زيارته إلى أديس أبابا والعودة إلى بلاده، قال الرئيس الصومالي فرماجو: «علينا أن نتعاون ونعمل معا على هزيمتهم لأنهم مرض ولا يهتمون بأي نوع من الإنسانية والتنمية»، في إشارة إلى المتطرفين الإسلاميين.
ووافق رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين على ما طرحه فرماجو، مضيفا أنه يتعين القضاء على هذه الجماعة وتعزيز قوات الدفاع الصومالية.
وأعلن ديسالين أن إثيوبيا والصومال اتفقا على العمل معاً لمحاربة الفقر، وأعرب عن تقديره للالتزام الذي أحرزته الحكومة الصومالية لمعالجة المشاكل الأمنية، بما في ذلك الإصلاحات العاجلة لقطاع الأمن الصومالي في حملة لهزيمة حركة الشباب.
وأكد، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، أن إثيوبيا قد ضحت بالأموال والأنفس لأجل ضمان السلام والأمن في المنطقة ودعا المجتمع الدولي إلى التعهد بتقديم دعم كافٍ لمواصلة الكفاح ضد المتطرفين قبل مؤتمر المانحين المقرر عقده اليوم.
في المقابل، اعتبر فرماجو أن هذه الزيارة قد فتحت صفحة جديدة في تاريخ البلدين، وأشاد بدور حكومة إثيوبيا في محاربة حركة الشباب.
وتساهم إثيوبيا تسهم بـ6 آلاف جندي في مهمة السلام التي تضم 20 ألف جندي في الصومال، حيث أدى الصراع العسكري المستمر منذ عقد من الزمان بين حركة الشباب والحكومة إلى مقتل آلاف الأشخاص.
ومن المقرر أن تنسحب قوات الاتحاد الأفريقي من الدولة الواقعة في القرن الأفريقي في عام 2020. ومن غير الواضح ما إذا كان الصومال الذي مزقته الصراعات قد يستعيد الاستقرار بعد ثلاثة أعوام.
وتشن حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بـ«القاعدة» هجمات واعتداءات على مسؤولين صوماليين رسميين، وكثيرا ما يشن متشددو الحركة هجمات في مقديشو ومناطق أخرى في حملة تسعى للإطاحة بحكومة الصومال وطرد قوة حفظ السلام الأفريقية من البلاد.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.