«الجيل الرقمي» في الرياض تعزيزاً للمشاركة المجتمعية وحماية التراث

تنظمه «مؤسسة مسك الخيرية» بالشراكة مع {اليونيسكو} اليوم

قاعة المؤتمر أثناء التجهيزات النهائية لإطلاق المنتدى
قاعة المؤتمر أثناء التجهيزات النهائية لإطلاق المنتدى
TT

«الجيل الرقمي» في الرياض تعزيزاً للمشاركة المجتمعية وحماية التراث

قاعة المؤتمر أثناء التجهيزات النهائية لإطلاق المنتدى
قاعة المؤتمر أثناء التجهيزات النهائية لإطلاق المنتدى

يسلط «منتدى اليونيسكو للمنظمات غير الحكومية» الذي تنظمه «مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز (مسك الخيرية)» بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، اليوم، الضوء على جوانب متكاملة لتعزيز تمكين الشبان والشابات في المجتمعات، وتفعيل دورهم الاجتماعي، والاستفادة المثلى من الجيل الرقمي وتأثيره، وتفعيل المشاركة المجتمعية والعمل التطوعي، إضافة إلى حماية التراث الثقافي، وذلك خلال فعاليات المنتدى الذي يستمر لمدة يومين.
ويجمع المنتدى أكثر من 1800 مشارك وممثل لأكثر من 400 منظمة غير حكومية و70 دولة، وسيناقش 6 محاور رئيسية عبر 12 جلسة نقاش، ويتضمن عددا من الفقرات لمتحدثين رئيسيين، و6 ورشات عمل، وعددا من العروض المرئية، حيث تتمثل المحاور في المهارات والمعارف اللازمة لإعداد الشباب، للعيش في مجتمعات تتجانس فيها مختلف الثقافات، والتطوع الشبابي على المستويين المحلي والدولي، إضافة إلى محور الشباب ووسائل الإعلام والتقنيات الجديدة لتمكين التفكير النقدي والمهارات اللازمة لضمان مشاركة نشطة للشباب.
كما تشمل المحاور الشبكات الاجتماعية والتعليم من أجل التنمية المستدامة الذي تقدمه منظمات الشباب، بما في ذلك قضية تغير المناخ، وأخيراً حماية التراث الثقافي وحفظه من حيث مشاركة الشباب في حماية التراث الثقافي المادي وغير المادي والحفاظ عليه.
وفي الجلسة الافتتاحية للمنتدى في اليوم الأول، ستتحدث إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو، والدكتور علي الغفيص وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وإيريك فالت مساعد المدير العام لمنظمة اليونيسكو للعلاقات الخارجية والإعلام، عن المنتدى وعنوانه المتمثل في «الشباب وتأثيرهم الاجتماعي»، في حين من المرتقب أن يلقي بعد ذلك جاك آتالي، مؤسس ورئيس «بوزيتيف بلانيت» كلمة رئيسية عن الشباب ودورهم في تنمية المجتمعات، تتبع ذلك كلمة رئيسية لنورة الكعبي وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي بالإمارات، ومن ثم جلسة نقاش عن تفعيل المشاركة الشبابية والأثر المحتمل لذلك في عملية إحداث التغيير الاجتماعي.
وفي فقرة تحت عنوان «تجربة في صناعة التغيير»، ستتحدث سفيرة النوايا الحسنة حياة سندي عن المشاركة الاجتماعية، تتبعها جلسة نقاش عن الاستفادة المثلى من الجيل الرقمي وتأثيره وتستضيف كلاً من ديمة اليحيى الرئيس التنفيذي للشراكات بوزارة الاقتصاد والتخطيط، وكامل الأسمر مؤسس موقع «نخوة» في الإمارات، وجوناثان بيردول رئيس قسم السياسات في معهد الحوار الاستراتيجي بالمملكة المتحدة، إضافة إلى متحدثين آخرين من السويد ودولة تونس.
كما من المقرر عقد ورشة عمل في اليوم الأول عن ريادة الأعمال والعمل التطوعي لدى الشباب، وتعزيز مشاركتهم على الصعيدين المحلي والدولي، وورشة عمل أخرى عن المحافظة على الإرث الثقافي ودور الشباب في ذلك، بينما ستتطرق ورشة العمل الثالثة إلى استخدام الأدوات الرقمية لتعزيز التفاعل الاجتماعي والمشاركة، فيما يختتم اليوم الأول بلقاء مع كارل لويس سفير النوايا الحسنة وبطل الأولمبيات الأميركي.
وفي فعاليات اليوم الثاني ستناقش الجلسات المهارات التي يحتاجها شباب اليوم، والاستفادة المثلى من القوى الشبابية في نشر السلام، وتهيئة التعليم من أجل بناء مستقبل مستدام، وتتحدث جلسة خاصة عن صوت الشباب ورؤيته تجاه التغير الاجتماعي، حيث سيشارك بهذه الجلسات ويتحدث عدد من الأسماء مثل جيمي ويلز مؤسس موقع «ويكيبيديا»، وكارولين هبتر من المختبر الألماني الإبداعي، ومنى أبو سليمان؛ إعلامية سعودية وسفيرة للنوايا الحسنة، وبراين راش المدير التنفيذي لمؤسسة «ديزموند للسلام». كما سيشهد اليوم الثاني ورشات عمل حول خلق الفرص المتكئة للشباب، ومكافحة التغير المناخي بشكل فعال للتنمية المستدامة، في حين سيعلن المنتدى أسماء المنظمات غير الحكومية الفائزة بجائزة «مسك» العالمية للمنظمات غير الحكومية للابتكار في تمكين الشباب.
يذكر أن «مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز (مسك الخيرية)»، مؤسسة خيرية غير ربحية تكرِس أهدافها لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة في السعودية، من خلال التركيز على الشباب وتقديم الفرص التي تساعد على تعزيز مواهبهم وإبداعاتهم. وتسعى إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال إنشاء برامجها الخاصة، ومن خلال شراكات مع المنظمات المحلية والعالمية التي تساعد في احتواء وتنمية رأس المال الفكري وإطلاق العنان لإمكانات المملكة الواسعة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».