الراعي يحذر من تمديد البرلمان اللبناني لنفسه ويعتبره اغتصاباً لإرادة الشعب

أبو فاعور: التصويت على قانون الانتخاب سيثير انقساما كبيرا بين المواطنين

رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والنائب نديم الجميل وسط بيروت أمس يشاركان على دراجتيهما في إطلاق نظام استخدام الدراجات الهادف إلى الترويج لمواصلات نظيفة (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والنائب نديم الجميل وسط بيروت أمس يشاركان على دراجتيهما في إطلاق نظام استخدام الدراجات الهادف إلى الترويج لمواصلات نظيفة (أ.ف.ب)
TT

الراعي يحذر من تمديد البرلمان اللبناني لنفسه ويعتبره اغتصاباً لإرادة الشعب

رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والنائب نديم الجميل وسط بيروت أمس يشاركان على دراجتيهما في إطلاق نظام استخدام الدراجات الهادف إلى الترويج لمواصلات نظيفة (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والنائب نديم الجميل وسط بيروت أمس يشاركان على دراجتيهما في إطلاق نظام استخدام الدراجات الهادف إلى الترويج لمواصلات نظيفة (أ.ف.ب)

حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي من التمديد للمجلس النيابي، معتبراً أنه «اغتصاب للسلطة التشريعية ولإرادة الشعب ومخالفة فادحة للدستور»، مؤكداً أن الفراغ «يهدم المؤسسات الدستورية».
وجاء تصريح الراعي في ظل فشل الأفرقاء اللبنانيين بالتوصل إلى اتفاق على قانون جديد للانتخابات، مما يحصر الخيارات في تمديد جديد للمجلس النيابي، أو إجرائها على أساس القانون النافذ المعروف باسم قانون «الستين».
وقال الراعي: «لم يتوصل المسؤولون السياسيون عندنا حتى الساعة، ومنذ اثنتي عشرة سنة، إلى إقرار قانون جديد للانتخابات، لعدم اعتماد معيار مبدئي واحد، ولأن كل فريق يريد القانون الذي يناسبه بمعزل عن غيره. ورغم ذلك، ما زلنا نأمل ونصلي لعلهم يتمكنون من الاتفاق على القانون المناسب».
وإذ حذر الراعي من الفراغ، اعتبر أن الدستور «يبقى عمود الحق الذي تجب العودة الدائمة إليه والاحتكام بمضمونه. فهو الضامن وحده لسلامة المؤسسات وحياة الجمهورية».
وتفاقمت العراقيل في وجه إقرار جديد لقانون الانتخاب، إثر رفض شرائح واسعة غير مسيحية لمقترح تقدم به وزير الخارجية جبران باسيل، حمل اسم «مقترح القانون التأهيلي». وتجدد موقف الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط أمس على لسان النائب وائل أبو فاعور الذي اعتبر أنه «في النقاش الحاصل حول قانون الانتخاب، هذا القانون اليوم يكتسب أثرا بالغا وبارزا في حياتنا السياسية، بل يكاد يكون هو المعبر لما يسمى بالمؤتمر التأسيسي بين اللبنانيين»، مضيفاً: «عشنا لفترات يقال لنا، ونحذر من مؤتمر تأسيسي، هذا هو المؤتمر التأسيسي يحصل اليوم، لأن قانون الانتخاب هو قانون تأسيسي، وما الذي يحصل، يحصل توزيع جديد للمقاعد والمكاسب والمغانم والمواقع بين القوى السياسية على قاعدة الأحجام، وعلى قاعدة الاتفاقات المعلنة وغير المعلنة».
وأكد أبو فاعور أن كل مشاريع القوانين التي تنطلق من منطلقات طائفية أو مذهبية أو حزبية أو فئوية هي مرفوضة من قبلنا ودون التشكيك في نوايا ما يقلق هذه الخيارات. فإن القانون الأخير المطروح المسمى بتأهيلي هو قانون مرفوض جملة وتفصيلا من قبل وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي.
وقال أبو فاعور: «لا يمكن للحزب التقدمي الاشتراكي أن يقبل أو أن يشارك في أي قانون انتخابي يقوم على قاعدة فرز اللبنانيين وتقسيمهم، نحن بالطبع كما كل القوى السياسية لدينا الحق في أن نبحث في مقاعدنا النيابية وأن نبحث في صحة التمثيل وأن نبحث في مستقبل الكتلة النيابية التي تسمى كتلة اللقاء الديمقراطي، ولكن قبل ذلك وفوق ذلك نحن معنيون بمعرفة ماهية قانون الانتخاب لناحية العلاقات بين اللبنانيين».
وإثر التسريبات عن أن الحكومة ستطرح القانون الانتخابي للتصويت الخميس المقبل، قال أبو فاعور إن «التصويت في مجلس الوزراء أو في المجلس النيابي على قانون الانتخاب دون الأخذ بعين الاعتبار مواقف وآراء قوى سياسية سواء كانت الحزب التقدمي أو غيره، هو مغامرة كبرى نأمل أن لا يسلكها البعض»، محذراً من أن الذهاب في اتجاه التصويت «هو منطق سيثير انقساما كبيرا بين اللبنانيين نحن في غنى عنه في هذه المرحلة».
بالموازاة، رأى رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، أن «هناك 3 أوجه للتمديد: إما بقانون تمديد، إما بقانون الستين، وثالثا من خلال قانون آخر يؤدي إلى عودة الأشخاص نفسهم، فالطبقة السياسية مصرة على التمديد لنفسها بطريقة علنية أو مقنعة»، لافتا إلى أنه «تعبنا من الحياة السياسية التي لا يوجد فيها تطور بل تركيبات وكومبينات، ونحن كقوة تغييرية لدينا واجب بهذه اللحظة أن نكون بالمرصاد لأي تمديد فعلي أو مقنع وأن نعمل لتغيير حياتنا السياسية في لبنان».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.