عصابة مدججة بالأسلحة تنفذ «سرقة القرن» في باراغواي

ترك حوالي 50 مسلحاً مدججين بالأسلحة والمتفجرات مدينة سيداد دل استي بعد تنفيذ عملية سطو استمرت لساعتين كأنها ساحة حرب (أ.ب)
ترك حوالي 50 مسلحاً مدججين بالأسلحة والمتفجرات مدينة سيداد دل استي بعد تنفيذ عملية سطو استمرت لساعتين كأنها ساحة حرب (أ.ب)
TT

عصابة مدججة بالأسلحة تنفذ «سرقة القرن» في باراغواي

ترك حوالي 50 مسلحاً مدججين بالأسلحة والمتفجرات مدينة سيداد دل استي بعد تنفيذ عملية سطو استمرت لساعتين كأنها ساحة حرب (أ.ب)
ترك حوالي 50 مسلحاً مدججين بالأسلحة والمتفجرات مدينة سيداد دل استي بعد تنفيذ عملية سطو استمرت لساعتين كأنها ساحة حرب (أ.ب)

أقدم عشرات المسلحين الذين يعتقد بأنهم ينتمون إلى عصابة برازيلية، على اقتحام شركة نقل أموال أمس (الاثنين)، في جنوب شرقي باراغواي، وسرقة ملايين الدولارات من خزنتها، فيما وصفه مسؤولون بأنه «سرقة القرن».
وترك نحو 50 مسلحاً مدججين بالأسلحة والمتفجرات مدينة سيداد دل استي بعد تنفيذ عملية السطو التي استمرت لساعتين وكأنها ساحة حرب.
وأسفرت عملية السطو، إضافة إلى التخريب، عن مقتل شرطي باراغواياني، بحسب السلطات وشهود.
وقامت قوة شرطة مشتركة من باراغواي والبرازيل بمطاردة أفراد العصابة الهاربين على الحدود بين البلدين قرب شلالات اغوازو الشهيرة، وتمكنت من قتل 3 منهم واعتقال «ما لا يقل عن 4»، تبعاً لتغريدة لوزير داخلية باراغواي.
وأرفقت التغريدة بصورة لشرطي يقف أمام جثة رجل بملابس عسكرية مغطى بالدماء، وصور أخرى لسيارات استخدمتها العصابة وأصابتها رصاصات الشرطة وذخائر وسترات واقية من الرصاص.
وأكدت السلطات البرازيلية حصول مواجهات، لكنها لم تعطِ تفاصيل أكثر، وقال مصدر في الشرطة الفيدرالية: «كان هناك تبادل لإطلاق النار (...) هناك قتلى وجرحى، لكننا لن نعطي معلومات أكثر الآن، فنحن ما زلنا نطارد بعض الأشخاص».
وتعهد الرئيس البرازيلي ميشال تامر بدعم شرطة باراغواي «بكل الموارد اللازمة».
وقال: «الحكومة البرازيلية تعبر عن تضامنها مع ضحايا هذا العمل الإجرامي وخصوصاً أقارب الشرطي القتيل».
واعتبر المسؤولون في باراغواي عملية السرقة في سيداد دل استي بأنها غير مسبوقة، وتعتبر المدينة مركزاً تجارياً رئيسياً قرب الحدود مع البرازيل والأرجنتين في منطقة ترتبط بعصابات المخدرات.
واستهدفت عملية السرقة شركة بروسيغور المتخصصة بنقل الأموال، وعلى الرغم من الحماية الأمنية العالية في هذه المؤسسة، فإن المهاجمين قاموا بتفجيرات أمام مقر الشرطة وإغلاق الطرقات بالسيارات المحترقة ليتسنى لهم تنفيذ مخططهم.
وأظهرت مشاهد تلفزيونية مقر الشركة محترقاً مع مخلفات قذائف صاروخية حوله وسيارات محترقة في الشوارع.
وتظهر تقارير الشرطة أن من بين المهاجمين أفراداً من عصابة «فيرست كابيتال كوماند» إحدى أقوى عصابات المخدرات في البرازيل ومقرها ساو باولو.
وقال المدعي العام في باراغواي دنيس دوارتي إن المهاجمين ارتدوا أقنعة وكانوا يتكلمون البرتغالية.
ولم يتم تحديد كمية الأموال التي فر بها اللصوص، لكن دوارتي قال إن الخزنة «كانت مليئة» عندما حصلت السرقة، وإنها تتسع لنحو 40 مليون دولار نقداً، دون أن تؤكد السلطات هذا المبلغ.
وترك اللصوص خلفهم سيارات عسكرية في موقع العملية بما فيها عربة مدرعة تحمل ما وصف بأنه مدفع رشاش مضاد للطائرات.
وصرح رئيس شرطة باراغواي، الذي توعد بحشد الإمكانات والرجال للقبض على أفراد العصابة، بأنه من غير المستبعد أن يكون المهاجمون قد حصلوا على مساعدة من داخل الشرطة.



هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
TT

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، «تشريفاً تعتز به»، ومسؤولية في الوقت نفسه، مؤكدة أن «السينما العربية حققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية». وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنها تنحاز للأفلام التي تُعبر عن أصالة الفكرة وروح المغامرة، منوهة بعملها على فيلمها الطويل الأول منذ 3 سنوات، لكنها لا تتعجّل تصويره؛ كون الأفلام الطويلة تتطلّب وقتاً، ولا سيما الأفلام الأولى التي تحمل تحديات على صُعُد القصة والإنتاج والممثلين، مُشيدة بالخطوات التي قطعتها السينما السعودية عبر أفلام حقّقت صدى محلياً ودولياً على غرار «نورة» و«مندوب الليل».

بدأت هند الفهاد عملها عام 2012، فأخرجت 4 أفلام قصيرة شاركت في مهرجانات عدة وهي: «بسطة» الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي» 2015، و«مقعد خلفي»، و«ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، و«المرخ الأخير» الذي جاء ضمن فيلم «بلوغ»، وتضمّن 5 أفلام قصيرة لـ5 مخرجات سعوديات، وشارك قبل 3 أعوام في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وبين حضورها المهرجان في أحد أفلامها قبل سنوات، ومشاركتها بلجنة تحكيم العام الحالي، ترى هند الفهاد فرقاً كبيراً، موضحة: «أن أكون مشاركة في فيلم ويعتريني القلق والترقب شيء، وأن أكون أحد الأعضاء الذين يُسمّون هذه المشروعات شيء آخر، هذا تشريف ومسؤولية، إذ أشاهد الأفلام بمنظور البحث عن الاختلاف والتميز وأساليب جديدة لصناع أفلام في تناول موضوعاتهم، وأجدني أنحاز للأفلام التي تعبّر عن أصالة الفكرة وتقدم حكاية لا تشبه أي حكاية، وتنطوي على قدر من المغامرة الفنية، هذه من الأشياء المحفزة في التحكيم، وقد ترأستُ قبل ذلك لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية».

لا تتعجل الفهاد فيلمها الطويل الأول (الشرق الأوسط)

وعن رؤيتها للسينما العربية بعد مشاهدتها أحدث إنتاجاتها في «مهرجان القاهرة»، تقول هند الفهاد: «لا شك في أنها قطعت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة بحضورها في المهرجانات الكبرى؛ لأن لدينا حكايات تخصّنا، وهناك مخرجون ومخرجات أثبتوا حضورهم القوي عبر أفكار وأساليب متباينة، وأنا أقول دائماً إن الفكرة ليست في القصة، وإنما في كيف تروي هذه القصة ليتفاعل معها الجمهور في كل مكان».

وتكشف المخرجة السعودية عن استعدادها لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول الذي تعمل عليه منذ سنوات، قائلة: «كتبته المخرجة هناء العمير، ووصلنا أخيراً لنسخة السيناريو المناسبة، لكن الأفلام الطويلة، ولا سيما الأولى تحتاج إلى وقت للتحضير، خصوصاً إذا كان في المشروع تحديات على صُعُد القصة والممثلين والإنتاج».

وتتابع هند: «لم أحدّد بعدُ توقيت التصوير. وعلى الرغم من أنه مشروعي الأساسي، لكن هناك مشروعات أخرى أشتغل عليها، وفي تعدّدها أضمن استمرارية العمل لأكون حاضرة في المجال، فقد تكون هناك فكرة رائعة، لكن حين تُكتب نكتشف أنه من الصعب تنفيذها، لأسباب عدة».

وعن نوعية الفيلم تقول: «اجتماعيّ دراميّ، تدور أحداثه في غير الزمن الحالي. وانتهت مرحلة تطوير النص لفيلمي القصير، ووصل إلى النسخة المناسبة، وأنا، الآن، أختار أبطاله، وهو يروي حكاية تبدو في ظاهرها بسيطة، وتحمل أوجهاً عدّة، فأنا لا أُعدّ الأفلام القصيرة مرحلة وانتهت، بل أحب العمل عليها بشغف كبير في ظل ما أريده، والمعطيات من حولي وكيف أتقاطع مع هذه الأشياء».

وحاز مشروع فيلمها الطويل «شرشف» على منحة إنتاج من معمل البحر الأحمر، وترى هند الفهاد أن التّحدي الحقيقي ليس في التمويل؛ لأن النص الجيد والسيناريو المكتمل يجلبان التمويل، مُشيدة بتعدّد جهات الدعم في المملكة من منطلق الاهتمام الجاد بالسينما السعودية لتأسيس بنية قوية لصناعة السينما أوجدت صناديق تمويل متعددة.

وعلى الرغم من عمل هند الفهاد مستشارة في تطوير المحتوى والنصوص الدرامية، فإنها تواصل بجدية الانضمام إلى ورش السيناريو؛ بهدف اكتساب مزيد من الخبرات التي تُضيف لها بصفتها صانعة أفلام، وفق تأكيدها.

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

بدأت هند الفهاد مشوارها قبل القفزة التي حققتها صناعة السينما السعودية. وعن ذلك تقول: «كنا نحلم بخطوة صغيرة فجاءنا بحرٌ من الطموحات، لذا نعيش لحظة عظيمة لتمكين المرأة ورعاية المواهب المحلية بشكل عام، وقد كنّا نتطلع لهذا التّحول، وأذكر في بداياتي أنه كان وجود السينما أَشبه بالحلم، لا شك في أن نقلة كبيرة تحقّقت، لكن لا تزال التجربة في طور التشكيل وتتطلّب وقتاً، ونحن مهتمون بتطوير المواهب من خلال مشاركتها في مشروعات عربية وعالمية لاكتساب الخبرات، وقد حقّقت أعمالٌ مهمة نجاحاً دولياً لافتاً على غرار (نورة) و(مندوب الليل)».

وتُعبر هند الفهاد عن طموحاتها قائلة: «أتطلع لأحكي قصصنا للعالم، فالسينما هي الصوت الذي يخترق جميع الحواجز».