أسئلة صعبة تواجه مرممي القطع الفنية

أهمها كيفية الحفاظ على أصالة العمل وصيانته للمستقبل

ترميم سقف كنيسة سيستين بالفاتيكان للفنان مايكل آنجلو
ترميم سقف كنيسة سيستين بالفاتيكان للفنان مايكل آنجلو
TT

أسئلة صعبة تواجه مرممي القطع الفنية

ترميم سقف كنيسة سيستين بالفاتيكان للفنان مايكل آنجلو
ترميم سقف كنيسة سيستين بالفاتيكان للفنان مايكل آنجلو

عندما ترى فريدريكا ستيكلينج تتعامل مع أدواتها، تعتقد أنها طبيبة أسنان: الملاقط وأنابيب الشفط تشبه تلك التي يستخدمها أطباء الأسنان لسحب اللعاب. إلا أنّ مريضها لا يعاني من أي تسوس بالأسنان، أو تراكمات جيرية، إنه في الواقع عمل للفنان الأميركي الراحل آندي وارهول الذي ارتبط اسمه بحركة فن البوب، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وعلى الطاولة أمام ستيكلينج توجد صورة لا تقدر بثمن بالأبيض والأسود بتقنية الشاشة الحريرية للفنان الألماني جوزيف بويز صنعها وارهول.
وتعود ملكية الصورة إلى مؤسسة «بيلر»، ومقرها ريهن بالقرب من بازل التي تعمل بها ستيكلينج مرممة صور. خلال أحد الفحوص الروتينية، اكتشفت كمية غير عادية من الغبار على اللوحة، وفي ذلك قالت: «في الضوء يمكن أن تراها، كما لو أنّ بها لحية». وأضافت: «أنّها تجعل الأسود يبدو رماديا تماما»، ثم استخدمت فرشاة ناعمة للتخلص منها، بحرص، لكون وارهول كان يستخدم غبار الزجاج لصنع تأثير براق وهو ما يتعين الحفاظ عليه.
ولكن كيف يمكن الحفاظ على أصالة العمل الفني؟ ما مدى التغير المقبول الذي يحدث عبر الزمن على سطح العمل الفني؟ ما الذي يتعين إزالته وما الذي لا يتعين؟ جميعها أسئلة صعبة على الفنانين والجهات المالكة للأعمال الفنية والمتاحف، وأيضا على المرممين.
في عام 2015 يبدو أن محترفين عملوا على استعادة فسيفساء رومانية قيمة في متحف الآثار بولاية هاتاي التركية، وكانت النتيجة أن بعضها بدا وكأنه رسوم كاريكاتورية.
ورُمّم سقف كنيسة سيستين بالفاتيكان. وعندما كشف النقاب، بعد سنوات من العمل، عن ألوانه الزاهية مجددا عام 1994، لم يستطع كثيرون تصديق أن هذا ما كان يقصده الفنان مايكل آنجلو، فقد اعتادوا على ما خلفه مرور 400 سنة عليها من غبار جعلها تبدو كأن الفنان الذي رسمها كان يفضل الألوان القاتمة.
ووفقا لستيكلينج فإن النقد في هذه الحالة لم يكن مبرَّرا، فمايكل آنجلو بلا شك استخدم ألوانا زاهية، بحيث يمكن رؤية اللوحة من أسفل، ففي القرن الـ16 لم تكن هناك ألوان اصطناعية لتسليط الضوء على الأعمال الفنية. ومهنة المرمم ليست من المهن التي يُحظر إطلاقها من دون شهادات معتمدة، على الرغم من أن هناك دورات تعليمية ودبلومات تتضمن دراسة لكل من التاريخ والكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء الدقيقة للإعداد لهذا العمل.
وتتضمن مدونة السلوك في معهد الترميم بلندن تذكير أعضائها بالتالي: «عليك أن تدرك وتقر بمحدودية فهمك وقدرتك». يقول ماركوس غروس رئيس أعمال الترميم في مؤسسة «بيلر»: «جيل المرممين حاليا يدرك جيدا أنّ كثيرا من الأخطاء وقعت في الماضي». ويضيف: «إننا في غاية الحذر: وثلاثة أرباع عملنا هو التحليل والبحث والتشاور مع الخبراء. هدفنا هو إبراز ما أبدعه الفنان من أجل المستقبل».
ووجهة نظر المتخصصين في الحفاظ على الأعمال الفنية، تقول إنه من الأفضل عرض اللوحات من وراء زجاج.
يتعين على المرممين تنفيذ كثير من أعمال التحري. والمصباح الذي يوضع على الجبهة بعدسة مكبرة، هو قطعة رئيسة من معدات المرمم لفحص حالة القطعة الفنية. ما نوع المكونات الكيماوية التي تحتويها الألوان، وكيف كان شكل القطعة عندما صُنعت؟
وفي كثير من الأحيان يجرون تجارب للوصول إلى طريقة تنظيف جديدة للتعامل مع قطعة فنية. ففي حالة صورة بويز على سبيل المثال، هناك سؤال يتعلق بالمكان الذي أتى منه الغبار وما طبيعته.
تتساءل ستيكلينج ضاحكة: «هل كان يرتدي معطفا صوفيا، أم أنّ مالكا سابقا للقطعة الفنية كان لديه قطة فارسية؟».
عندما يفكر المرممون في جميع المشكلات المحتملة يستطيعون عندها البدء في العمل.
تقول ستيكلينج: «وارهول كان سيضحك بشدة إذا ما فكر في أننا عملنا لعام على لوحته. ووُضعت قضبان بلاستيكية على طاولة العمل مع اللوحة حتى لا تلمسها أثناء العمل». وتضيف: «من المثير أن تكون على هذا القرب من عمل فني... الأمر يشبه كما لو كنت تجلس بجوار فنان».
وعندما غادرت الورشة في الليل، تركت علامة على الطاولة مكتوبا عليها «احترسوا: قطعة فنية»، حتى يبدي عمال النظافة المزيد من الحرص عند الاقتراب منها.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.