30 ألف زائر لكرنفال الحمامات الدولي في تونس

بمشاركة 800 فنان استعراضي

جانب من كرنفال الحمامات الدولي ({الشرق الأوسط})
جانب من كرنفال الحمامات الدولي ({الشرق الأوسط})
TT

30 ألف زائر لكرنفال الحمامات الدولي في تونس

جانب من كرنفال الحمامات الدولي ({الشرق الأوسط})
جانب من كرنفال الحمامات الدولي ({الشرق الأوسط})

بمشاركة 800 فنان استعراضي من تونس والجزائر وإندونيسيا والمجر وألمانيا وتركيا وتشيكيا وفرنسا، نجح كرنفال الحمامات الدولي في دورته الرابعة في إضفاء أجواء من البهجة والسرور على وجوه متابعي هذه التظاهرة الفتية التي تحتضنها منطقة تونسية معروفة بعراقة الأنشطة السياحية بها.
وكان الحضور قياسيا من قبل السياح المقيمين في مدينة الحمامات (60 كلم شمال شرقي العاصمة التونسية)، كما أعلن سكان المدينة وأصحاب المؤسسات السياحية بالجهة، عن مشاركة فعالة في التنشيط وطرد حالة الكساد التي عرفها القطاع السياحي خلال السنوات الماضية.
وعلى مدى يومي 15 و16 أبريل (نيسان) الحالي، شاركت الفرق الفلكلورية والموسيقية والمجموعات التنشيطية المقبلة من بلدان عربية وأوروبية وآسيوية كذلك في تأثيث فقرات تنشيطية أمتعت الحاضرين الذين توافدوا بأعداد كبيرة وشاركوا في جولة بالمحطة السياحية ياسمين الحمامات وتعرفوا على ميزاتها المتوسطية التي لا تضاهي.
وشهد الافتتاح الذي أشرف عليه محمد زين العابدين الوزير التونسي للثقافة والمحافظة على التراث، مواكبة من قبل ما لا يقل على 30 ألف زائر، وهو ما اعتبر من قبل أصحاب المؤسسات السياحية «إعلانا ناجحا عن انطلاق موسم سياحي واعد بجهتي الحمامات ونابل القريبة منها». وشهدت الفقرات التنشيطية خلال اليوم الأول مجموعة من العروض الموسيقية التي أمضاها فنانون حضروا إلى تونس خصيصا من سوريا وإندونيسيا وتركيا إيطاليا وغانا. وحضرت الألوان الزاهية بقوة في هذا الكرنفال وتهادت الصبايا من مختلف الجنسيات وهن يستعرضن تحت شمس الربيع التونسي الدافئ مختلف الفقرات التنشيطية.
وفي هذا الشأن، أكد وليد الدرويش رئيس لجنة تنظيم كرنفال الحمامات الدولي، على الدور المهم الذي تلعبه هذه التظاهرة التنشيطية في تثمين السياحة الثقافية في تونس وإعطاء صورة إيجابية عن الأمن والاستقرار فيها.
وأضاف الدرويش أن الدورة الرابعة للكرنفال تميزت بمشاركة المجموعة الفرنسية المعروفة باسم «الفنانين الطائرين» من خلال تقديم عرض مميز باستعمال الكرات العملاقة الطائرة ورسم أشكال فنية مختلفة، وهو ما أعطى رونقا جماليا استثنائيا لمدينة الحمامات. وخلال اليوم الأخير من هذه التظاهرة الثقافية ذات الطابع السياحي، عرف الكرنفال مشاركة عدد من الفنانين في سهرة فنية ختامية من بينهم الفنانة الفرنسية «ديليزيا ليوني» والفنان السوري أكرم ماغ والفنانة التونسية منال عمارة. وودع المشاركون هذا الكرنفال في انتظار دورة جديدة خلال الربيع المقبل.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».