أنقرة: يجب استخدام القوة ضد نظام الأسد لوقف الكوارث

أنقرة: يجب استخدام القوة ضد نظام الأسد لوقف الكوارث
TT

أنقرة: يجب استخدام القوة ضد نظام الأسد لوقف الكوارث

أنقرة: يجب استخدام القوة ضد نظام الأسد لوقف الكوارث

كرّرت تركيا مطالباتها باستخدام القوة ضد نظام بشار الأسد وإقامة «ملاذات آمنة» في سوريا لحماية المدنيين ووقف الكوارث الإنسانية التي يتعرّض لها الشعب السوري. وجاء هذا الموقف على لسان كل من عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا، وإبراهيم كالين الناطق باسم الرئاسة التركية. جليك دعا أمس في تصريحات له إلى استخدام القوة ضد نظام بشار الأسد، «درءاً لمزيد من الكوارث الإنسانية التي تلحق بالمدنيين على غرار مجزرة خان شيخون التي تبين أن غاز السارين استخدم في ارتكابها». وأردف قائلا إن الأسد «تلاعب بالجهود الرامية لإنهاء الصراع في سوريا المستمر للعام السابع، وواصل في الوقت نفسه قصف وقتل المدنيين عمداً. وبات على المجتمع الدولي أن يستخدم القوة لوقف مجازر هذا النظام الذي لم يتورع عن استخدام الأسلحة الكيماوية في ظل استمرار مفاوضات الحل السياسي».
غير أن الوزير التركي لم يكشف في سياق كلامه عن جاهزية تركيا للمشاركة بقوات في أي عمل عسكري ضد رأس النظام السوري الذي تدعمه كل من روسيا وإيران. يذكر أن أنقرة كانت قد أعلنت في مارس (آذار) الماضي انتهاء عمليتها العسكرية «درع الفرات» في شمال سوريا، التي استغرقت سبعة أشهر، وكان الهدف المعلن منها تطهير المناطق المتاخمة للحدود التركية بشمال سوريا من عناصر تنظيم داعش الإرهابي ومنع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من إنشاء كيان انفصالي على الحدود التركية.
وفي السياق نفسه، اعتبر الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أمس، أن «التغاضي عن الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد في سوريا يعدّ فضيحة أخلاقية وكارثة سياسية». ولفت إلى أن النظام يرتكب مجازره ضدّ المدنيين بالأسلحة الكيماوية والتقليدية أمام أنظار العالم.
ورأى كالين أن الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة الجمعة الماضي ضدّ قاعدة الشعيرات التابعة للنظام السوري رداً على استخدام النظام للأسلحة الكيماوية في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، كانت «رداً صحيحاً»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنها - مع ذلك - «ليست كافية لحماية الشعب السوري من آلة القتل والدمار، بالنظر إلى حجم المأساة الإنسانية وضخامة أعداد القتلى عبر الأسلحة التقليدية». وتابع كالين «لا يوجد حل سهل للأزمة السورية، فداعمو النظام السوري لن يتراجعوا عن دعمهم لمجرد أن واشنطن قصفت موقعاً من مواقع النظام، والأسد لن يستجيب للنداءات الداعية له بالتخلي عن السلطة». وشدد كالين على أهمية إنشاء «الملاذات الآمنة» التي تدعو تركيا منذ إلى إقامتها داخل الأراضي السورية، قائلا: «لو استجاب العالم لندائنا، لما قُتل هذا الكم الكبير من الناس في سوريا، ولما وقعت اعتداءات بالأسلحة الكيماوية».
وفي السياق، كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد شدد على هامش مشاركته في اجتماعات قمة دول «مجموعة السبع» في إيطاليا أول من أمس الثلاثاء أن «هناك حاجة ملحة لحكومة انتقالية في سوريا... وأن مخاطر الأسلحة الكيماوية ستظل قائمة ما دام رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة». وأضاف أن المعطيات المتوفرة لدى بلاده تظهر أن النظام السوري لا يزال قادرا على استخدام الأسلحة الكيماوية، على ضرورة الحيلولة دون إعادة استخدامها. وكان وزير الصحة التركي رجب أكداغ قد أكد سابقاً أن التحاليل التي أجريت على عينات أخذت من أجسام ضحايا مجزرة خان شيخون التي وقعت الثلاثاء قبل الماضي أكدت استخدام غاز السارين ومشتقاته في الهجوم.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.