في مقاهي أميركا... إعداد القهوة أصبح بالكومبيوتر

لاستدعاء آلاف الوصفات في إعدادها

في مقاهي أميركا... إعداد القهوة أصبح بالكومبيوتر
TT

في مقاهي أميركا... إعداد القهوة أصبح بالكومبيوتر

في مقاهي أميركا... إعداد القهوة أصبح بالكومبيوتر

عندما تدفع 15 دولارا لفنجانين من القهوة لا تندهش، حيث إن هذا المشروب الذي يعده توماس بيريز ليس كذلك الذي تتناوله في منزلك، إلا إذا كان منزلك هو غرفة منعزلة لعالم مجنون مهووس بالقهوة.
حبوب البن، التي تصنع منها القهوة، مخزنة في أنبوب اختبار ينتهي بمطحنة، بينما يتصاعد البخار من أنبوب قريب، وتُسخن المياه في أسطوانة زجاجية، يذكّر إطارها المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ المرء بمحرك سيارات السباقات عالية الأداء، وليس وعاء تخمير لمجرد إنتاج مشروب.
وإضافة إلى الأساليب الغريبة للتخمير في هذا المكان، فهناك أجهزة كومبيوتر لوحية مثبتة يمكنها استدعاء الآلاف من الوصفات لإعداد القهوة والشاي. هناك إرشادات لكل التفاصيل، من بينها درجة الحرارة والوقت ومستوى المياه والترشيح لكل حبة بن وطريقة تحميصها، إلى جانب أنواع مختلفة من الشاي.
يدفع بيريز سلة الترشيح في الجزء العلوي من الأسطوانة، ويُشغل شاشة الآلة. تطلق الآلة المياه وتجري عملية تحضير القهوة. وبعد هذا، يتم دفع المشروب البني الرائع إلى جزء أدنى من الأسطوانة، تقوم بعده الآلة بصب القهوة الطازجة في فنجان من الخزف. تتكرر هذه العملية يوميا في «Extraction Lab» (مختبر الخلاصة)، وهو متجر بمنطقة بروكلين في نيويورك فتح أبوابه قبل أسابيع لإمتاع عشاق القهوة والشاي.
وتعيد أجهزة إعداد القهوة الموجودة بالمختبر، والتي جرى إنتاجها في ولاية يوتا وتباع دوليا، إلى الأذهان ثقافة الأيام الخوالي بتصاميمها الإبداعية. يقول بيريز إن فكرة المحل هي إقامة مقهى يتركز على آلة إعداد القهوة، وليس العكس. وأغلى قهوة في المكان هي تلك التي يتم إعدادها من حبوب مستوردة من بنما، ويبلغ سعرها نحو 15 دولارا للفنجانين. إلا أنه سيتم قريبا إضافة قهوة من حبوب منشؤها في إثيوبيا، ويعتزم المتجر بيعها بـ18 دولارا للفنجانين، ما يجعلها الأغلى في الولايات المتحدة. وحتى الآن، فإن أغلى فنجان قهوة في الولايات المتحدة مسجل في سان فرانسيسكو بسعر 16 دولارا.
وبينما يرى البعض أنه من الجنون دفع كل هذا من أجل فنجان قهوة، يرى بيريز أن الأمر ربما لن يستدعي نظرة ثانية إذا كان يتعلق بشراب كوكتيل. وبين الزراعة والتحميص وإعداد الحبوب، فإن العمل الذي تستغرقه قهوته أكثر بكثير من الكوكتيل مما يجعلها أشبه بالنبيذ الراقي.
فتاجر يبيع خمرا بخمسة آلاف دولار، لا يعني أن زجاجاته تتكلف هذا المبلغ بالفعل. ومعظم أصناف القهوة التي يقدمها بيريز لا يتجاوز سعرها الخمسة دولارات، وهو إنما يوفر خيارا فاخرا.
وعند تذوقه القهوة، يستخدم بيريز (50 عاما) اللغة نفسها التي يستخدمها عشاق الخمر. وقد زار بيريز مزرعة لحبوب البن في بنما ويعتزم زيارة إثيوبيا أيضا. شيء واحد لن تجده في متجره: الاسبرسو، وهو المشروب الذي يعد في معظم مناطق أوروبا الطريقة المثلى لقياس ما إذا كانت القهوة جيدة. كما تجدر الإشارة إلى أن أجهزة التخمير الحديثة الموجودة في المتجر، والتي يتكلف الاثنان منها نحو 14 ألف دولار، يمكنها أيضا صنع الشاي.
وعندما يتعلق الأمر بالشاي، فإن مدة وطريقة النقع يمكن أن تؤدي إلى اختلاف كبير في الطعم. يوضح بيريز أنه في محلات القهوة الفاخرة الأخرى، عندما يطلب عميل كوباً من الشاي، فإنه عادة ما يحصل على كيس من الشاي موضوع في ماء ساخن، ولكن ليس في «مختبر الخلاصة».
وتباع ماكينة بيريز لإعداد القهوة في 35 دولة، وأعلى مبيعاتها في الصين واليابان وتايوان، بفضل ثقافات الشاي هناك.
يقول بيريز إن الأوروبيين يستغرقون مزيدا من الوقت لتجربة الطرق الجديدة لفعل الأشياء، ومن الصعب اختراق سوق القهوة هناك، التي يهيمن عليها الاسبرسو الإيطالية التقليدية. وفي الولايات المتحدة، ساعدت سلاسل القهوة مثل «ستاربكس» على جعل الأميركيين أكثر انفتاحا على الطرق الأحدث، وربما الأغرب لتحضير قهوتهم.
والخطة الكبيرة التالية لـ«Extraction Lab» هي إنتاج أجهزة لوحية يمكن للعملاء من خلالها تعلم المزيد حول حبوب البن وعملية التحميص التي مر فنجان قهوتهم بها.
وكلما زادت معرفة الشخص بالقهوة وتعمق في التفكير فيها، كان أكثر ثقة وهو يطلبها؛ إنها مهارة لازمة في ظل التطور المتزايد في طرق إعداد القهوة.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».