انطلاق معرض أربيل الدولي الـ12 للكتاب في إقليم كردستان

يحتضن في دورته هذا العام أكثر من 700 ألف عنوان بمختلف المجالات

انطلاق الدورة 12 من معرض أربيل الدولي للكتاب («الشرق الأوسط»)
انطلاق الدورة 12 من معرض أربيل الدولي للكتاب («الشرق الأوسط»)
TT

انطلاق معرض أربيل الدولي الـ12 للكتاب في إقليم كردستان

انطلاق الدورة 12 من معرض أربيل الدولي للكتاب («الشرق الأوسط»)
انطلاق الدورة 12 من معرض أربيل الدولي للكتاب («الشرق الأوسط»)

انطلقت في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان قبل أيام، الدورة الثانية عشرة لمعرض أربيل الدولي للكتاب الذي تنظمه سنويا مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، ويحتضن المعرض هذا العام أكثر من 700 ألف عنوان بمشاركة نحو 300 دار نشر محلية وعربية وأجنبية، وكتب في شتى المجالات مع الاهتمام بالفكر وكيفية محاربة الإرهاب والتطرف.
افتتح المعرض رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، بحضور وزراء حكومة الإقليم وعدد من وزراء الحكومة العراقية والشخصيات السياسية والمسؤولين العراقيين والكرد وممثلي الدول العربية والأجنبية في الإقليم.
وفي حديث لها مع «الشرق الأوسط» قالت غادة العاملي مديرة مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون: «بات اسم معرض أربيل الدولي للكتاب مكرسا ومعروفا، وهو من المعارض المعتمدة في اتحاد الناشرين العرب، يكمن دوره في التواصل والانتشار بين الثقافة العربية والعراقية وثقافة إقليم كردستان».
وأشارت العاملي إلى أنّ عدد دور النشر المشاركة في الدورة الـ12 لمعرض الكتاب يتراوح ما بين 250 - 300 دار نشر عربية وأجنبية وكردية ومحلية، وبيّنت بالقول: «هذا العدد هو أفضل عدد ممكن أن تصل إليه المعارض العربية»، وأوضحت العاملي إلى أنّ عدداً من الدور الأخرى لم تستطع الحضور بسبب تزامن المعرض مع معارض أخرى، الأمر الذي دفع بها إلى فتح أقسام في المعرض بالوكالة.
وبينت العاملي أن أعداد الكتب المعروضة في المعرض تزداد سنويا، وأكدت بالقول: «هذه الدورة تحتضن أكثر من 700 ألف عنوان. الناشرون يزيدون من الكتب لأنّهم يعرفون حجم المعرفة في إقليم كردستان وحاجة القراء إلى الكتاب الإنجليزي والعربي وإلى اللغات الأخرى»، ولفتت إلى أنّ كل العناوين التي يبحث عنها القارئ سيجدها في المعرض.
ويشهد معرض أربيل الدولي للكتاب عقد الكثير من الندوات الثقافية والأدبية والفكرية والعلمية وتنظيم الحفلات الموسيقية على هامشه في كل دورة من دوراتها، وعمّا إذا كان برنامج النشاطات الثقافية للمعرض حافلا هذا العام، كشفت العاملي: «دورة هذا العام هي الأكبر من ناحية النشاطات الثقافية، فهي ستشهد تنظيم وعقد أكثر من 70 نشاطاً ثقافيا وفنيا من أمسيات وقراءة الشعر والحفلات والندوات الفكرية وندوات في محاربة التطرف والإرهاب، وتوقيع الكتب».
ويحتضن المعرض هذا العام الكثير من العناوين الجديدة في مجالات الأدب والفن والسياسة والثقافة والفكر، وتحتل كتب محاربة الإرهاب والتطرف قسما بارزا من الكتب المشاركة في المعرض، هذا إلى جانب الكتب العلمية والأكاديمية التي تستقطب طلاب المعاهد والجامعات من كافة مناطق كردستان والعراق.
بدوره قال وزير الثقافة العراقي، فرياد راوندزي، لـ«الشرق الأوسط»: «يحتل هذا المعرض أهمية كبيرة ليس فقط على صعيد العراق بل على صعيد المنطقة أيضا، لا سيما أنّه ينظم في أربيل عاصمة إقليم كردستان، ويعتبر فرصة لتجسير العلاقات الثقافية والتنوع الثقافي بين البيئات المختلفة في المنطقة، نحن بحاجة إلى إشاعة ثقافة اقتناء الكتاب وقراءته».
وأضاف راوندزي: «هناك مسافة شاسعة ما بين أعداد القراء والذين يقتنون الكتب، وكذلك في عدد دور النشر في بلادنا وفي الشرق الأوسط والبلدان العربية مع أعداد القراء في أوروبا وأميركا وكذلك أعداد دور النشر، نحتاج إلى نشر ثقافة القراءة منذ الطفولة في الأسرة وبعد ذلك في المراحل الأخرى».
وعن أهم الخطوات التي اتخذتها وزارة الثقافة العراقية لمحاربة الإرهاب فكريا، بيّن رواندزي: «نحن الآن بصدد إصدار تشريع بحيث نجعل موضوع محاربة الإرهاب شقين، الأول منهما يتمثل في الجانب الثقافي والفكري الذي سوف تتولى تنفيذه وزارة الثقافة، أمّا الجانب الآخر فهو العسكري الذي تتولاه القوات الأمنية. نحن الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على هذا التشريع»، وشدّد بالقول: «لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا من خلال الفكر، لأنّ الفكر أقوى من السلاح لمحاربة التطرف والإرهاب».
من جهته قال مسؤول قسم المكتبة اللبنانية الحديثة- ناشرون، حسين شرف الدين لـ«الشرق الأوسط»: «شاركنا هذا العام بنحو 700 عنوان، منها نحو 100 عنوان جديد، وننتظر إقبالا كبيرا من الزوار ومحبي الثقافة والكتاب، فنحن نشارك في هذا المعرض منذ دورته الأولى».
أما شركة محمد زيدان المندوبة عن شركة كلمات المصرية للترجمة والنشر، فقال المسؤول على جناحها في المعرض محمد زيدان لـ«الشرق الأوسط»: «هذه هي مشاركتنا الثانية في المعرض، ونعرض هذا العام أكثر من 300 عنوان، جناحنا شامل للكثير من العناوين العلمية والأدبية والسياسية والتأريخية ومن كافة الاختصاصات الأخرى، فنحن نريد تلبية احتياجات القارئ من الكتب».
تحت عنوان «التغيير الديمغرافي في العراق ونزوح الأقليات» اختتم أول يوم في المعرض، شارك فيه الخبير في شؤون الأقليات الإعلامي خضر دوملي والنائب في البرلمان العراقي جوزيف صليوة وحسين السنجاري سفير العراق لدى رومانيا والإعلامي عدنان حسين، وناقش المشاركون أوضاع الأقليات في البلاد وما تعرضت لها من مأساة وعمليات إبادة جماعية على يد المجاميع الإرهابية والمتطرفين، وقدم الإعلامي والخبير خضر دوملي محاضرة تحت عنوان «داعش يشتت خريطة الأقليات في البلاد والأطراف السياسية تتقاذفها فيما بينها»، سلط خلالها الضوء على تشتت خريطة الأقليات في البلاد على إثر هجوم «داعش» وبيّن المسارات المستقبلية لهم على ضوء الصراعات السياسية.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».