قتلى وجرحى بعملية دهس في استوكهولم

«الإرهابي» المفترض نفذ العملية بشاحنة في شارع تجاري وسط العاصمة

رجال الشرطة والإسعاف والإنقاذ في الشارع التجاري الذي تعرض لحادث دهس متعمد بوسط استوكهولم أمس (أ.ف.ب)
رجال الشرطة والإسعاف والإنقاذ في الشارع التجاري الذي تعرض لحادث دهس متعمد بوسط استوكهولم أمس (أ.ف.ب)
TT

قتلى وجرحى بعملية دهس في استوكهولم

رجال الشرطة والإسعاف والإنقاذ في الشارع التجاري الذي تعرض لحادث دهس متعمد بوسط استوكهولم أمس (أ.ف.ب)
رجال الشرطة والإسعاف والإنقاذ في الشارع التجاري الذي تعرض لحادث دهس متعمد بوسط استوكهولم أمس (أ.ف.ب)

تابعت الأوساط الأوروبية بقلق، الأنباء التي وردت من استوكهولم السويدية، والتي أفادت بوقوع قتلى وأعداد من الجرحى، إثر تعرضهم لعملية دهس عن طريق شاحنة في شارع تجاري وسط المدينة. وقامت الشرطة بإخلاء المنطقة القريبة من موقع الحادث.
وأعلنت وسائل إعلام محلية أن 3 أشخاص قُتلوا، بعدما صدمتهم شاحنة مارة في وسط العاصمة استوكهولم، فيما أكدت الشرطة السويدية سقوط قتيلين على الأقل وعدد من الجرحى.
وأكد ستيفان لوفن رئيس الوزراء السويدي، أن بلاده تعرضت لهجوم «إرهابي» محتمل، بعد أن أقدم سائق شاحنة على دهس مجموعة من المارة وسط العاصمة استوكهولم، موقعا 3 قتلى أمس. وقال لوفن إن «بلاده تعرضت لهجوم، وجميع المؤشرات تدل على أنه عمل إرهابي»، في حين نقلت وسائل إعلام محلية عن الشرطة قولها إنها «تتعامل مع حادث الدهس على أنه هجوم إرهابي».
وأكدت الشرطة السويدية وقوع عملية الدهس، وأشارت إلى سقوط ضحايا جراء صدم «شاحنة صغيرة» حشدا من المارة، في حين أفادت وسائل إعلام محلية أخرى «بسماع دوي طلقات نارية، بينما فر الموجودون بالموقع منه».
وتتكرر حوادث الدهس بالشاحنات في المدن الأوروبية، بعد أن وقع الأمر في نيس الفرنسية العام الماضي أثناء الاحتفال بإحدى المناسبات، وأيضا في برلين الألمانية أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد، قبل أيام من حلول عام 2017. كما اعتقلت السلطات البلجيكية قبل أسبوعين شخصا كان يقود سيارته بسرعة كبيرة بالقرب من الشارع التجاري الرئيسي في مدينة أنتويرب البلجيكية شمال البلاد، وقالت إنه حاول دهس المارة في إطار تحرك له صبغة إرهابية.
وأعلنت الشرطة السويدية، أمس، أن عملية الدهس التي وقعت في استوكهولم أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص.
ولم تتمكن الشرطة حتى من إعلان حصيلة القتلى. كما ذكرت الشرطة اليوم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أنه لا يمكن حاليا الإدلاء ببيانات حول عدد المصابين أو شدة الإصابات. وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن الشاحنة دهست جمعا من المارة في أحد شوارع التسوق الرئيسية اليوم الجمعة، ثم اصطدمت بأحد المتاجر الكبرى. وتشتبه الشرطة في أن عملية الدهس عمل إرهابي.
إلى ذلك، عبر الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، عن دعمه وتضامنه مع السويد في أعقاب ما قالت الحكومة السويدية إنه هجوم إرهابي فيما يبدو باستخدام شاحنة، في وسط العاصمة استوكهولم.
وقال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية: «أي هجوم على أي من دولنا الأعضاء هو هجوم علينا جميعا». وأضاف يونكر قائلا: «تعرضت واحدة من أكثر مدن أوروبا حيوية وتنوعا لضربة فيما يبدو من أولئك الذين يتمنون الأذى لها ولطريقتنا في الحياة. نقف جنبا إلى جنب متضامنين مع شعب السويد، وبإمكان السلطات السويدية أن تعتمد على المفوضية الأوروبية لدعمها بأي طريقة في مقدرونا».
فيما قال دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي في تغريدة: «قلبي مع استوكهولم بعدما حدث هناك بعد ظهر اليوم (أمس)... مشاعري مع ضحايا هذا الهجوم الفظيع وعائلاتهم وأصدقائهم».
من جهتها، ذكرت وسائل الإعلام في بروكسل، عاصمة أوروبا الموحدة، أن السلطات الأمنية في السويد طالبت المواطنين بالابتعاد عن وسط العاصمة استوكهولم، وقامت أيضا بإغلاق مقار مؤسسات حكومية، وتعطيل العمل في محطات المترو.
وتباينت أرقام القتلى بين 2 إلى 3، وسقوط أعداد من الجرحى. وأشارت التقارير الأوروبية إلى أنه سُمع صوت إطلاق رصاص بالقرب من الشارع التجاري في استوكهولم، ولم يتم تأكيد ذلك على الفور من جانب الشرطة التي أفادت بأنها تلقت بلاغات في هذا الصدد وتحركت على الفور.
وعقب عملية الدهس في وسط استوكهولم، التي تشتبه السلطات السويدية في أنها عمل إرهابي، أخلت الشرطة محطة القطار الرئيسية في العاصمة السويدية، حسبما أكد المكتب الإعلامي للسكك الحديدية السويدية. وأعلن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن، أمس، أن كل شيء يشير إلى وقوع هجوم إرهابي، وأن شخصين لقيا حتفهما في حادث الدهس الذي تم تنفيذه بشاحنة في وسط مدينة استوكهولم.
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن الشاحنة دهست جمعا من المارة في أحد شوارع التسوق الرئيسية أمس، ثم اصطدمت بأحد المتاجر الكبرى. الحادث وقع في الثالثة والنصف بعد الظهر، حسب التوقيت المحلي في شارع دروزينخاتن، المعروف تجاريا في وسط العاصمة السويدية. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن شهود عيان أنهم شاهدوا جثثا وأشخاصا مصابين على الأرض، وأن سيارات الإنقاذ المختلفة قد انتقلت إلى المكان الذي شهد انتشارا أمنيا مكثفا. وذكرت الشرطة السويدية أنها تشتبه بأن حادث الدهس بشاحنة في استوكهولم عمل إرهابي.
وقال متحدث باسم الشرطة، في تصريحات لمحطة «سي في تي» التلفزيونية السويدية أمس: «لدينا بيانات أولية عن إصابة أشخاص». وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن الشاحنة دهست جمعا من المارة في أحد شوارع التسوق الرئيسية، ثم اصطدمت بأحد المتاجر. وبحسب بيانات الإذاعة السويدية، فإن الحادث أسفر عن مقتل 3 أفراد على الأقل.
وقال مراسل المحطة: «رأيت 3 قتلى على الأقل، لكن من المرجح وجود مزيد من القتلى». وقالت متحدثة باسم أجهزة الأمن: «هناك قتلى وكثير من الجرحى»، وأشار بيان سابق لقوات الأمن إلى أن البحث جار عن «منفذ أو منفذي الاعتداء». وتحدث المراسل عن حريق في الشارع التجاري وفوضى عارمة، مضيفا أن هناك سيارة شرطة تجوب المدينة مصدرة «تحذيرا من عمل إرهابي».
وذكرت تقارير إعلامية أنه تم إغلاق مبنى البرلمان في استوكهولم عقب حادث الدهس، الذي ترجح الشرطة أنه عمل إرهابي. وتطلب الشرطة من المواطنين البقاء في أماكن مغلقة والابتعاد عن وسط المدينة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».